الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عودة «الأحرار»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليست فقط لأنها أول صحيفة معارضة تعرفها بلادى مصر، بعد التجربة الحزبية التى أقرها الرئيس الراحل أنور السادات، منتصف سبعينيات القرن الماضى.
ولا لأنها ساهمت فى تخريج أجيال من الصحفيين، المشهود لهم بالكفاءة، ويشغلون مواقع قيادية فى كل مؤسسة صحفية، سواء فى الداخل أو الخارج المصرى، وساهموا، ولا يزالون، فى صنع تاريخ بلادهم.
ولكن لكونها وعبر تاريخها الذى امتد لأكثر من ثلاثة عقود، منذ تأسيسها عام ١٩٧٨ وحتى تعثرت وتوقفت بشكل رسمى عام ٢٠١٠، مثلت جريدة «الأحرار»، مدرسة صحفية متفردة فى المعارضة الوطنية البناءة، والتى أنشأها الراحل د.صلاح قبضايا، الذى ترأس تحريرها منذ بدايتها، وعاد إليها عام ١٩٩٦.
وكونها الصحيفة المعارضة الأولى، والأكثر توزيعا، حينما كانت تشارك فى بناء الدولة المصرية، وتقدم الرؤى والأفكار السياسية والاقتصادية، والتى كان يتناولها زعيم حزب «الأحرار الاشتراكيين» مصطفى كامل مراد، فى صدر الصفحة الأولى، حتى وفاته عام ١٩٩٨، والتى كان لها أبلغ الأثر فى إحداث التحولات الاقتصادية الإيجابية، بعد أن تحولت أفكاره البناءة إلى خطط، تأخذ بها الدولة فى صنع القرار العام.
لم تكن جريدة «الأحرار» فقط صوتا للمعارضة، ولكنها كانت انعكاسا لنبض الوطن، تشارك المواطنين همومهم وتنقلها للمسئولين، الذين كانوا يتجاوبون مع ما تنشره، حتى ساهمت فى علاج الكثير من المشاكل.
وبعد أن تعثرت الصحيفة، بسبب الانشقاقات فى الحزب، والنزاع على رئاسته بعد وفاة مؤسسه، تحول مقرها الكائن فى كوبرى القبة إلى أشباح، وتشتت صحفيوها والعاملون بها، وتوقفت رواتبهم، وتعطلت أقلامهم، وتعرضوا، ولا يزالون، إلى أزمات طاحنة، فتوقفت الجريدة عن أداء دورها الوطنى، وفقدت أداءها المهنى.
غير أن الأوضاع الحالية التى تمر بها بلادى مصر، فى حاجة ماسة إلى عودة جريدة «الأحرار»، ليس فقط لتكون صوتا معارضا عاقلا، وسط زحام الأحزاب السياسية النظرية، ولكن حتى تستعيد تاريخها المفقود، فى البناء الوطنى، والأداء الصحفى المهنى.
عودة جريدة «الأحرار»، من شأنها أن تساهم وبشكل إيجابى، فى الأداء السياسى للحكومة، التى هى بحاجة إلى المعارضة البناءة، التى تلفت النظر إلى سلبيات الأداء وتقويمه، كما أنها بحاجة إلى أن توضح للعالم، أن النظام السياسى يقبل بالرأى والرأى الآخر.
وفى عودتها كذلك تعزيزا للأداء المهنى للصحافة، فهى قادرة على المساهمة وبقوة، فى علاج أزمة الصحفيين المتعطلين عن العمل، فهى قادرة على استيعاب الكثيرين منهم.
Eladl254@yahoo.com