الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بطريرك لبنان ليس الزائر الأول للملكة السعودية.. تعرف على التفاصيل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أن زيارة بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان الكاردينال بطرس بشارة الراعي للسعودية الأيام الماضية أهمية خاصة، على كافة المستويات السياسية أو الدولية، إلا أنها لم تكن الزيارة الأولى من هذا النوع في تاريخ المملكة العربية السعودية، فقد سبقها زيارة قام بها بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الياس الرابع معوض عام 1975 لتهنئة الملك خالد وولي عهده الأمير فهد.
وفي هذا السياق استعادت جريدة النهار اللبنانية من أرشيفها تغطية لزيارة الوفد البطريركي في 8 من شهر مايو عام 1975: "للمرة الأولى في التاريخ يقوم بطريرك بزيارة الجزيرة العربية. وللمرة الأولى يصل أحد أكبر المسيحيين العرب الى المملكة العربية السعودية حاملًا صليبه. وهو البطريرك إلياس الرابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس، وأما الصليب فهو قضية القدس. وقد مدت القدس، في كونها ملتقى الديانتين، جسرًا بين المسيحية والاسلام في أرض الدعوة الاسلامية وعلى بعد أميال معدودة من مكة المكرمة.
وقد زار البطريرك الياس الرابع السعودية على رأس وفد يمثل الكنيسة الارثوذكسية في لبنان وسوريا في زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية لتهنئة الملك خالد وولي عده الامير فهد، وقد ضم الوفد المطران اغناطيوس هزيم مطران اللاذقية، والمطران خضر مطران جبل لبنان والمطران غفرائيل الصليبي معاون متروبوليت بيروت والدكتور قسطنطين زريق والدكتور جورج طعمة والدكتور نجيب أبو حيدر وغسان تويني.
وقال الأمير فواز للبطريرك:"إن قدوم غبطتكم الى أرضنا لهو حدث عظيم جدًا في تاريخ هذا البلد وفي تاريخ علاقاتنا الروحية". وأضاف: "في هذه المرحلة التاريخية حيث ينسلخ العالم عن الايمان، أصبح من مسؤولياتنا المشتركة أن نسعى الى ترسيخ الايمان بالله في كل أقطار الارض". ورد البطريرك الياس الرابع على الامير فواز بقوله: "يبقى العالم فارغًا ما دام الله لا يملأ قلب الانسان. فالعلم والخبرات لا تعني شيئًا اذا لم يكن وراءهما قلب انساني مؤمن حساس".
وقال البطريرك: "إنني سعيد لوجودي في بلد مبني على محبة الله تعالى لان ايماني هو انه من دون الله ليس من شيء وان الله وحده هو الذي يوجه وهو الذي يوفق. لقد تعاضد العرب مسيحيوهم ومسلموهم في السراء والضراء وناضلوا يدًا واحدة في سبيل الكرامة العربية. يطيب لي أن أشيد بذكرى الراحل العظيم المغفور له جلالة الملك فيصل الذي اجتمعت به في لاهور وكانت القدس محور اهتمامنا. وكان رحمه الله ينظر الى القدس نظرة الى قلب القضية الفلسطينية العربية. وكان المغفور له اول المحبذين لان يسهم وفد مسيحي في طرح قضية القدس كي تأخذ وجهها المتكامل من حيث انها قلعة للايمان ضد الكفر والالحاد".
وأضاف البطريرك: "نحن كمسيحيين عرب نعتبر أن خسارة القدس هي خسارة لكل القضية العربية. ونحن مؤمنون أن اجتماعنا اليوم يؤكد وحدانية هدفنا، فمن جهة جلالتكم القدس عزيزة على قلبكم كما كانت عزيزة على قلب المغفور له جلالة الملك فيصل الذي نصب شعار الأمل في قلب الأمة العربية حين قال إننا نرجو أن نحج معًا إلى القدس الشريف حيث العرب المسيحيون والمسلمون يلتقون معًا في عملية صلاة وابتهال".
وأكد البطريرك: "ولا حاجة للتذكير بأن القدس ليست القيامة فقط ولكنها مكان الإسراء والمعراج ولذلك فهي صلة وصل عميقة بين أصحاب الإيمان بالله الواحد الاحد. إن كل من هم سوانا ضيوف علينا في تلك المدينة المقدسة ليس إلا أننا نضع يدًا بيد للعمل ما استطعنا في سبيل إبقاء القدس مدينة عربية قبلة لجميع المؤمنين بالله وبابًا وحيًا منفتحًا على العالم بأسره".
ورد الملك خالد على البطريرك مشيدًا بعروبته وايمانه قائلًا اننا "نحن عرب قبل ان نكون مسلمين" مستشهدًا بأقوال ومواقف للملك فيصل، كما أعاد تأكيد سياسة المملكة بالنسبة الى القدس والدور الذي يمكن ان يلعبه الحوار الإسلامي–المسيحي في تحقيق عروبة هذا البلد المقدس.