"ولد الهدى فالكائنات ضياء.. وفم الزمان تبسم وثناء"، فما بين الترفيه عن الطبقات الشعبية وبين إحياء الذكرى النبوية، كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ذلك من أهم الاحتفالات التي ازدهرت في العصر الفاطمي، لتكون مصر من أوائل الدول التي تحتفل بالمولد النبوي.
"طيور وقطط وخيول وعرائس"، تلك كانت أبرز الابتكارات لعمل أشكال حلوى المولد، فظلت الشعوب تبتكر سبل الترفيه ومراسم الاحتفال، والتفنن في عمل الحلوى التي ارتبطت بالمولد النبوي، واعتمدت بشكل أساسي على توافر وسمن وسكر ودقيق.
فكان وما زال "عروسة المولد"، تلك عروس من الحلاوة، ومؤخرا تمت صناعتها أيضا من البلاستيك، لا تظهر فقط إلا في المولد النبوي الشريف، منذ بداية الاحتفال بالمولد النبوي منذ ألف عام عقب دخول الخليفة "المعز لدين الله الفاطمي" لمصر.
لكن حتى الآن ما زالت الحقيقة المؤكدة غير معلومة حول السبب في ظهور "حلاوة المولد"، وانتشرت الأقاويل، فمنهم من قال إنها ظهرت في عهد الحاكم بأمر الله، الذي كان يحب إحدى زوجاته وأمر بخروجها معه يوم الاحتفال بالمولد النبوي، فسارت بجانبه في الموكب بردائها الأبيض الناصع وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صانع الحلوى برسم الأميرة على قالب من الحلوى، بينما رسم آخرون الحاكم وهو يمتطي حصانه.
وفي حديث آخر يقولون إنها ظهرت في عهد الفاطميين، بعد أن أمر الحاكم بأن يمنع الزواج إلا في يوم المولد، فأرادوا أن يشجعوا الشباب على عقد قرانهم يوم المولد النبوي الشريف وكان ذلك اليوم مناسبة سعيدة يتم الزواج فيها، ولذلك قام صناع الحلوى بصنع عرائس ترتدي فستانا أبيض أي فستان الزفاف.
