الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مارتن لوثر.. 500 عام على الإصلاح الإنجيلي

مارتن لوثر
مارتن لوثر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد مرور ٥٠٠ عام على الإصلاح الإنجيلى، وبعد دراسة موضوعية لكتابات وحياة ومواقف مطلق الإصلاح الإنجيلى، المصلح مارتن لوثر، تغيرت نظرة الكنيسة الكاثوليكية والبابوات، فى العصر الحديث إليه، وظهر هذا التغيّر فى تصريحات، منها:
صرّح البابا يوحنا بولس الثانى، فى العام ١٩٨٣، لمناسبة ذكرى مرور ٥٠٠ عام على ولادة لوثر، قائلا: «لوثر هو اللاهوتى الذى ساهم فى طريقة كبيرة، فى تغيير راديكالى فى الواقع الكنسى والعلمانى فى الغرب، إن عالمنا لا يزال يختبر تأثيره الكبير على التاريخ حتى اليوم»، وتابع البابا: «الذكرى هى مناسبة للتأمل بحقيقة مسيحية، ووضوح فى ذلك الحدث المحفور فى التاريخ، الذى هو زمن الإصلاح.. لقد حان الوقت ألا نبعد أنفسنا، وننظر نظرة واقعية إلى الأحداث التاريخية، ونتأكد أنها تُفهم بشكل أفضل وتثار بشكل أفضل».
البابا بنديكت الرابع عشر، فى ٢٣ أغسطس من العام ٢٠١١، وأثناء زيارة الدير الذى قضى فيه لوثر ٦ سنوات من عمره كراهب أوغسطينى، فى «إيرفرت» فى ألمانيا، صرح البابا قائلا: «مارتن لوثر هو مصلح عصره، الذى انتقد كنيسة لم تكن نموذجا يحتذى بها.. مارتن لوثر طرح ويطرح تحديا روحيا ولاهوتيا لكاثوليك اليوم، فالذى شغل فكر وحياة لوثر باستمرار كان سؤاله عن الله، كيف أجد إلهًا منعمًا؟ وهو الشغف العميق الذى ساد عليه كل حياته، هذا السؤال الذى أصابه فى الصميم، يمكن وضعه فى إطار بحثه اللاهوتى وصراعه الداخلى، فبالنسبة للوثر، لم يكن اللاهوت دراسة أكاديمية، وإنما هو صراع نحو الذات، والذى هو فى نفس الوقت، صراع مع الله ولأجل الله». 
البابا فرنسيس، وبعد مرور ٤٩٩ عامًا على الإصلاح الإنجيلى، فإنه فى ٣١ أكتوبر ٢٠١٦، زار مدينة «لوند» السويدية، وشارك مع الكنائس اللوثرية فى الصلاة. 
وصرح قائلا: «مارتن لوثر كان غاضبا من خطايا الكنيسة فى القرن السادس عشر، لانغماسها فى الأمور الدنيوية»، كما قال: «بامتنان، نحن نعترف ونقدر، بأن الإصلاح ساهم فى إعطاء الكنيسة الكاثوليكية، اهتماما ومركزية أكبر للكتاب المقدس، فى حياتها وحياة أعضائها»، ثم أكد على ضرورة استمرار الأبحاث والدراسات التاريخية واللاهوتية المشتركة، بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة اللوثرية، التى تقود إلى فهم موضوعى لأحداث ولاهوت الإصلاح قائلا: «علينا أن ننظر بمحبة وصدق إلى تاريخنا، ونعترف بأخطائنا ونسعى للمسامحة والغفران... نحن نتوق لأن نشفى هذا الجرح، فى جسد المسيح، هذا هو الهدف من سعينا المشترك، الذى نسعى لتنميته بتجديد التزامنا فى الحوار اللاهوتي».
مما لا شك فيه، أن الذكرى التاريخية، وتصريحات البابوات الحديثة، والتوبة أمام الله، والاعترافات الصادقة المتبادلة بين الكنائس فى العالم، لها نتائجها الإيجابية، على علاقات الأفراد المسيحيين والكنائس مع بعضها البعض، من المؤكد أنه لا يمكن تغيير التاريخ الماضى، إذ لا يمكن تقديم تاريخ مختلف، لكن من الممكن فى ذكرى مرور ٥٠٠ عام على الإصلاح الإنجيلي، أن نغير حضور الماضى فى الحاضر، لهذا نحن مدعوون ككنائس مشرقية، أن نقدم فى الحاضر شهادة مسيحية صادقة مشتركة، فى زمن تشهد فيه الكنيسة، فى مشرقنا العربى، تحديات وصعوبات جمة، حتى يؤمن العالم، أن الله أرسل ابنه يسوع المسيح ليخلص البشر، لتكون لهم حياة، ويكون لهم أفضل.