الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رفعت فتحي أمين سنودس النيل الإنجيلي في حواره لـ"البوابة القبطية": "الإنجيلية" بمصر مستقلة.. ولا تقبل التدخل في قراراتها.. والسيسي وضع مصر في مكانة لائقة عالميًا.. وندرك أهمية البحث العلمي

قال: «لسنا محكمة تفتيش»

القس رفعت فتحي، أمين
القس رفعت فتحي، أمين سنودس النيل الإنجيلى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ضوء احتفالات الكنيسة الإنجيلية بمرور 500 عام على الإصلاح الإنجيلي، تعيش الكنيسة المصرية حاليًا حالة من الشد والجذب بين تيارات متداخلة على الساحة؛ فهناك على أقصى اليمين، تيار أصولي تقليدي، ويرى بالضرورة في احتفال الإصلاح دعوة للرجوع إلى الماضي والتراث وتفسيرات حرفية للكتاب المقدس.
ومن الناحية الأخرى، على أقصى اليسار، تيار تقدمي مستنير يحاول الانطلاق للإجابة عن أسئلة المستقبل، وكلا الفريقين استخدم كل الوسائل الممكنة للتعبير عن رأيهما بكل الطرق الممكنة، ومنها بعض الوسائل الحديثة للميديا والتواصل الاجتماعي للضغط على الرأي العام والشارع الكنسي، مما جعل الكنائس والمجامع تخاطب المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية في مصر لقلقها على إيمان الكنيسة، وبالفعل سنودس النيل الإنجيلى المشيخي اجتمع منذ أيام لمناقشة هذه القضايا المهمة التي جعلت الكنيسة تقلق، وأرسلت لهم بيانًا للرد على تساؤلات الكنائس، أكدت فيه احترامها لحرية التعبير وإدانتها لسوء استخدام وسائل التواصل.. وللبحث في الأزمة بشكل أعمق منذ بدايتها وكيفية حلها، أجرت «البوابة» حوارًا مع القس رفعت فتحي الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلي المشيخي بمصر..
■ في البداية.. ماذا عن الاجتماع الأخير الذي انعقد فيه السنودس بشأن عدد من الموضوعات، وما أشيع حول معاقبة عدد من قساوسة الكنيسة الإنجيلية في مصر؟
- الكنيسة الإنجيلية في مصر كنيسة مُصلحة تتبنى النظام المشيخي الديمقراطي، والتي يؤمن بحرية الفكر، ولكن الحرية يجب أن تكون حرية مسئولة، وأن تناقش الآخرين ليس خطأ، ولكن الخطأ أن يتم التشهير بالآخر واتهام الأشخاص والمؤسسات خارج القنوات الشرعية التي يكفلها الدستور والنظام الديمقراطي، وأن أكثر البلاد التى تدعم الحريات فى العالم ولا تتجاهل الإيذاءات الشخصية والتشهير بالآخرين.
■ وماذا عن سنودس النيل الإنجيلى بمصر وعلاقته بالكنائس الغربية التى توافق برسامة الشواذ؟
- الكنيسة الإنجيلية فى مصر كنيسة مستقلة لا يتدخل أحد في لاهوتها أو قراراتها، ولكن لها علاقات مع كثير من الكنائس حول العالم، ولا تقبل الكنيسة أن تكون فى علاقة مع مؤسسات عالمية تؤثر فى إيمانها أو فكرها، وهناك الكثير من الدول الغربية قد أقرت مبدأ المثلية الجنسية، ولكن الكنيسة المشيخية فى مصر، والتى تتبنى فكرًا كتابيًا خالصًا قد رفضت هذا الأمر تمامًا، كما أرسلت رسائل إلى المؤسسات التى تتبنى هذا الفكر تعترض فيها على ذلك، ولكن علاقتنا مع هذه المؤسسات لا تفرض علينا ولا عليهم في تبني هذه الأفكار.. ونحن نرفض المثلية الجنسية؛ لأنها تتعارض مع كلمة الله وأعلنا ذلك بوضوح للجميع، ولكن لا يمكن أن نغير قرارات أي مؤسسة أخرى.
■ أثار موضوع رسالة ماجستير أحد القسوس اعتراضات البعض.. ما تعليقك على هذا؟
- الكنيسة في مصر ليست محكمة تفتيش، وهي تدرك تمامًا آليات البحث العلمي والأبحاث الأكاديمية، وهي تقيم الأبحاث بناءً على هذه المقاييس والمعايير البحثية العلمية، ولدينا عدد كبير ممن يدرسون الدراسات العليا بكلية اللاهوت الإنجيلية المشيخية من خارج الكنيسة المشيخية، فنحن لا نقيم لاهوتهم ولا إيمانهم، ولكن نقيم الخطوات التي قام بها في إعداد البحث من فرضيات وآليات ونتائج وطريقة استخدام الباحث من المراجع العلمية المختلفة.
■ هل اتخذت الكنيسة خطوات تجاه سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟
- النظام المشيخي الذي يسمح بحرية الرأي والتعبير هو نفسه يتضمن آليات المحاسبة، وكل شخص قد استخدم وسائل التواصل الاجتماعي في تجريح الآخرين والتشهير بهم أو التشهير بالمؤسسات الكنسية، والكنيسة تتعرض للمساءلة وفقًا للنظام الذي أقره السنودس بهذا الشأن.
■ الإنجيليون في مصر وفي كل العالم يحتفلون هذه الأيام بمرور ٥٠٠ عام على الإصلاح الديني... فما هذه الاحتفالات، ومن سيشارك فيها؟
- احتفال الكنيسة الإنجيلية في مصر بمرور ٥٠٠ عام على الإصلاح الإنجيلي، يتضمن فعاليات مختلفة طوال العام، فقد تم إصدار حوالى ١٠ كتب عن الإصلاح، وهناك كتب أخرى في الطريق، كما تم إنتاج بعض الأفلام التسجيلية والوثائقية التي تتحدث عن الإصلاح وعن تأثيرها في الكنيسة والمجتمع. 
كما أقامت المجامع السنودسية واللجان والمؤسسات والكنائس العديد من الندوات بالجمهورية. كما تم تنظيم احتفال كبير بواسطة سنودس النيل الإنجيلى ٢٧ أكتوبر الماضي. وسيكون هناك احتفال كبير فى ١٨ نوفمبر القادم يحضره عدد كبير من قيادات الكنائس المصلحة في العالم، ويتحدث فيه رئيس الكنيسة المصلحة في ألمانيا، ويشارك فيه عدد كبير من قيادات الكنائس المصلحة فى العالم وأوروبا وأمريكا وسويسرا، والسويد، وإنجلترا، كما سيشارك أيضًا عدد كبير من قيادات الكنائس في الدول العربية والشرق الأوسط، وعدد كبير من ممثلي الدولة المصرية ووزراء حاليين وسابقين وأعضاء مجلس النواب والأزهر الشريف والأوقاف والإفتاء، كما يشارك الحضور أيضًا بعض الدول الأجنبية والدبلوماسيين ممثلين رؤسائهم وبلادهم في الاحتفالية. ويشارك في برنامج الاحتفالية فريق كبير من الأوبرا المصرية بقيادة المايسترو ناير ناجي، وعدد من فرق الترانيم الشهيرة في مصر وفي العالم. أيضًا ستقيم ندوة متخصصة علمية أكاديمية عن مفهوم الإصلاح وستعقد يوم الجمعة الموافق ١٧ نوفمبر بمقر الكنيسة الإنجيلية المشيخية بالأزبكية بحضور رئيس الطائفة الإنجيلية والضيوف الأجانب المشاركين وقيادات ورؤساء الكنائس الإنجيلية بمصر.
كما ينظم مجلس الحوارات والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، مؤتمرًا دوليًا بعنوان: «الإصلاح تنوير وتجديد»، وسيشارك فيه عدد كبير من المصريين والأجانب، كما يشارك فيه عدد من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية من مختلف الطوائف.
■ ما موقف الكنيسة الإنجيلية ومجلس كنائس مصر من تأييد الرئيس السيسي لدورة رئاسية ثانية؟
- لا شك أننا نقدر ما قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي في الفترة الرئاسية الأولى من رئاسته من إصلاحات اقتصادية، كذلك حرصه على العلاقات الخارجية ووضع مصر في المكانة اللائقة بها عالميًا وعربيًا وإفريقيًا.. كما لا ننكر مساعيه من أجل استرداد الأمن ونشر السلام في ربوع بلادنا الحبيبة مصر، كما يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار للمنطقة العربية بأكملها والعالم الأجنبي أيضًا، ولهذه الإنجازات ليست فترة أولى واحدة كافية على أحد، ولكننا نثق أن الشعب المصري بمختلف طوائفة قادر على إدراك هذه الإنجازات، ولكن الكنيسة لا يمكن أن تتخذ موقفًا سياسيًا منحازًا. ودائمًا الكنيسة تحث الشعب على المشاركة السياسية في الانتخابات كواجب وطني والتزام أخلاقي، وهذا هو موقف الكنيسة الثابت من السياسة على الدوام.
■ رغم الاحتفال بالعيد الرابع لمجلس كنائس مصر لم نسمع أو نلمس خطوات من الفعاليات التي تقوم به المجلس.. فلماذا؟
- مجلس كنائس مصر كما ذكرت مرارًا يتحرك بخطوات بطيئة، ولكن مؤثرة؛ لأن حداثة المجلس وظروف المجتمع الذي نعيش فيه يجعلان حركة المجلس بطيئة بعض الشيء، ولكن يقوم المجلس خلال هذا الأسبوع بعمل لقاء للقسوس والكهنة بالقاهرة، كذلك يقوم المجلس أيضًا بإعداد لائحة لرابطة كليات اللاهوت في مصر، حتى يكون هناك تعارف بين هذه الكليات وبعضها البعض على مستوى الأساتذة والطلاب، كما يقوم المجلس الآن بالإعداد لفاعليات أسبوع الصلاة من أجل الوحدة في يناير المقبل، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة التي تقوم بها لجنة المرأة ولجنة الشباب، كما سيكون هناك لقاء فى ديسمبر المقبل يجمع ويشارك فيه رؤساء المجلس مع القادة والأمانة العامة، وقادة المجلس.
■ ما التحديات التي تواجه المنتدي الإبراهيمي؟
- يواجه المنتدى في مصر بعض التحديات المهمة مثل التعصب المجتمعي، وتصاعد التيارات الأصولية التي تدعى امتلاك الحقيقة المطلقة ورفض الآخر. كما يعاني أيضًا ندرة المتخصصين الذين يمكن أن يساهموا فيه فكريًا في هذا المجال.
■ ماذا عن قانون الأحوال الشخصية الموحد؟
- هناك اتفاق كبير على قانون الأحوال الشخصية بنسبة تصل إلى ٩٥٪، والجزء المختلف عليه هو فقط في باب الطلاق وبطلان الزواج؛ حيث تتمسك كل كنيسة برؤيتها الخاصة فى هذا الأمر، وهناك حوارات تجرى بين الكنائس الثلاث لإيجاد صيغة موحدة لهذا القانون، ومن الممكن أن يقسم هذا الباب محل الخلاف إلى ثلاثة فصول، فصّل فيه الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية، وحتى الآن لم يحدث أي تقدم في هذا الأمر.
■ ماذا عن اعتراف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالزواج من الإنجيلين؟
- اتفقت الكنائس الثلاث على بعض المواد داخل قانون الأحوال الشخصية، ولكنها وحتى هذه اللحظة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تقبل الزواج الإنجيلي. ولكن القانون الجديد سوف يقنن منع الطلاق لاختلاف الملة.