الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

«القوانين الجوهرية للغباء البشري»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«القوانين الجوهرية للغباء البشرى» كتاب للمؤرخ الإيطالى كارلو م سيبولا، أهدانى إياه صديق ذكى ترجمه إلى العربية زاهر السالمي، يقول المؤلف فى مقدمة كتابه «إن الغباءالبشرى حقيقة (ثيمة) قديمة فى التاريخ تعاطى معها الإنسان فلسفيًا ودينيًا وأخلاقيًا».
أما القوانين الخمسة للغباء كما نص عليها المؤلف فهي:
١-القانون الجوهرى الأول: إنه دائمًا وعادة وحتميًا يقلل الجميع من تقدير عدد الأفراد الأغبياء المنتشرين فى المجتمع.
٢-القانون الجوهرى الثاني: إن صفة الغباء التى يتصف بها شخص ما صفة مستقلة عن أى صفة أخرى يتميز بها ذات الشخص، مثل أن يكون ذكرًا أو أنثى اجتماعيًا أو متدينًا أو ذَا منصب مرموق أو قيادى.....الخ، فهى صفة مستقلة تمامًا وغير مرتبطة بأى صفة أخرى سلبية كانت أم إيجابية.
٣- القانون الجوهرى الثالث: وهو ما دعاه المؤلف بالقانون الذهبي: البشر أربع فئات أساسية «العاجزون والأذكياء واللصوص والأغبياء»، فالمرء الغبى هو أمرؤ يسبب خسارات لإمرئ آخر أو لمجموعة من البشر ينتمى إليهم بطريقة أو أخرى، أو لا ينتمى، بينما هو نفسه لا يكسب شيئًا من وراء غبائه وربما يعانى خسارات.
٤- القانون الرابع: إن غير الأغبياء يقللون دائمًا من القوة المخربة التى لدى الأفراد الأغبياء، وبالتحديد يستمر الناس غير الأغبياء فى نسيان أن التعامل مع بشر أغبياء ينقلب دائمًا إلى خطأ مكلف فى كل الأوقات والأمكنة وتحت أى ظرف.
٥-القانون الجوهرى الخامس: إن الإنسان الغبى هو أخطر أنواع الإنسان والنتيجة البديهية لهذا القانون، أن الإنسان الغبى أكثر خطورة من اللص.يقول المؤلف، إن القصة تختلف تمامًا عندما يبدأ البشر الأغبياء فى العمل سواء بالكلام أو التحرك، ويتابع قائلًا، يتسبب البشر الأغبياء بخسارة لناس آخرين من دون مكسب يعادلها لهم، والنتيجة أن المجتمع الكبير أو الصغير يفتقر ككل، فبينما يقوم الأفراد الأذكياء بالإضافة والزيادة فى تنمية مجتمعهم واتساع أفقه والانتقال إلى مستقبل أفضل، فإن الأفراد الأغبياء يسببون تراجعًا وانحطاطًا للمجتمع الذى يعيشون فيه.
يقول «سيبولا» فى مقدمة كتابه: أنا بالطبع لا أخاطب بكتابى هذا الأغبياء بل أخاطب من عليه -من حين الآخر- أن يتعامل مع هذه النوعية من البشر فهذا كتاب للأذكياء، ويستشهد هنا بمقولة حكيم صيني «إن المعرفة مصدر للحكمة الكونية لكن هذا لا يمنعها من أن تكون أحيانًا سبب سوء فهم بين الأصدقاء القريبين أو العاملين معًا».
يقول، عندما ننظر إلى العصور الكلاسيكية أو الوسطى أو الحديثة أو المعاصرة، فإن المرء سيعجب بحقيقة أن أى بلد أو جماعة أو منظمة يتحرك صعودًا لديه فى تكوينه مجموعة من الأغبياء الذين لا يمكن تجنبهم، سيكتشف أن ذات المجتمع الصاعد لديه قسم كبير فى شكل غير اعتيادى من البشر الأذكياء الذين يتدبرون إبقاء القسم الغبى فى المياه الضحلة وينتجون، فى الوقت ذاته ربحًا كافيًا لهم وللأفراد الآخرين من المجتمع لجعل إعادة التقويم والإصلاح والتطور والتقدم والتحضر يقينًا، أما فى البلد الذى يتحرك انحدارًا فإن القسم من البشر الأغبياء ما زال يتكاثر ضمن من هم فى السلطه كلصوص ذوى نغمة إضافية من الغباء، ويتكاثر كذلك فى شكل مساوٍ ضمن من هم خارج السلطة عدد مرعب من الأغبياء العجزة، وهذا يعزز من القوى المدمرة ويصبح الانحطاط يقينًا، ولو ذهبت المنظمة أو البلاد إلى الجحيم، ويختم المؤلف كتابه بالقول «إن الديدان كما الفيلة عليها احتمال نصيبها من الشقاء اليومى من المآزق والمحن» ويقول شارحًا، «حتى الآن ظل الجنس البشرى مميزًا لأن عليه احتمال جرعة زائدة من المحن التى تنشأ يوميًا بسبب مجموعة من السلالة البشرية ذاتها».
إنها مجموعة الأغبياء فى المجتمعات البشرية، والتى هى أعتى وأدهى قوة من المافيا لأنها، مجموعة غير منظمة وغير مؤطرة، فهى خارقة لكل الصفوف الاجتماعية.