الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

المستنصر بالله.. الأكثر بقاءً والشاهد على نهاية الفاطميين

المستنصر بالله
المستنصر بالله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أبو تميم معد بن الظاهر والمعروف بـ"المستنصر بالله"، الخليفة الفاطمي الثامن والإمام الثامن عشر في سلسلة أئمة الإسماعيلية، وهو خامس الخلفاء الفاطميين في القاهرة وثامنهم منذ بدء الخلافة في تونس، ولد لأم سودانية فأكثر من المماليك من السودان حتى أصبحوا بعائلاتهم يقدرون بنحو ٥٠ ألفا يعيشون في نواحي بركة الفيل قرب السيدة زينب وبالقرب من مقر الحكم.
امتد حكمه ليشمل الشام وفلسطين وصقلية وشمال أفريقيا، وفي آخر عقدين من حكم المستنصر استقبلت مصر هجرات أرمنية ضخمة سمحت بصعود نخبة إدارية وعسكرية أرمنية في أروقة الدولة الفاطمية وكان أبرز وجوهها بدر الدين الجمالي أمير الجيوش، وبدرالدين الجمالي هو من قام بتحصين القاهرة ببناء السور المعروف حاليا حولها، وأضاف بابي الفتوح والنصر وأنشأ حي الجمالية، وأنشأ جامع الجيوشي أو الجامع الأبيض، وجدد بدر الدين الجمالي شباب الدولة الفاطمية ومد في عمرها قرابة عشرين عاما، ورغم ماحققه من توسع في الدولة وسيطرة على المدن المجاورة، بلغ سوء حظه مداه بهبوط مستوى النيل ونزول الوباء
والمجاعة والقحط مدّتين أولاهما (446-454هـ/1054- 1065م) والثانية المعروفة بالشدة
العظمى "المستنصرية" (457-464هـ /1065-1072م) فعظم الغلاء وندرت الأقوات وتساقط الناس في الطرق
من الجوع وبارت الزراعة وعمَّ الخراب وانقطعت السبل وحصر الشعب المستنصر في قصره ولم يبق من خدمه إلا القليل وعاش على زبدية من الطعام ترسلها إليه أخته في السر حتي لا يعلم بها أحد، ولم يجد مفرا أو حلا لذلك إلا باستدعاء بدرالدين الجمالي وأسند إليه الأمور وسلّمه وزارة السيف والقلم وسماه أمير الجيوش، وقاد بدر الجمالي الدولة بحزم، وأثبت كفاءة عالية، فاسترد ما كان تغلب عليه أهل النواحي مثل طرابلس الشام وابن معرف بعسقلان وبنو عقيل بصور، واسترد ما أخذه الأمراء من المستنصر أيام الفتنة وقضى على المعارضين وحاصر بدر "تتش" أخا السلطان في دمشق بعد وقضى على تمرد الأتراك والسودان، وتزوج المستنصر من ابنة بدر، واستتب الأمن وعادت الأمور في البلاد إلى طبيعتها وتحسنت الأحوال بعد أن أسقط بدر الخراج ثلاث سنين ومات قبل المستنصر بعدة أشهر سنة 487هـ/-094م وكان قد مهّد الأمور لابنه الأفضل قبل موته.
ليكون عصر المستنصر بداية لضعف الخلافة الفاطمية في مصر ومن ثم سقوطها بعدما حكم مصر 70 عاما، أطول مدة لحاكم فى الخلافة الإسلامية.