الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سعد الدين وهبة.. مبدع أرقته الفوارق الاجتماعية

سعد الدين وهبة
سعد الدين وهبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يتخيل الضابط سعد الدين وهبة أن مساره المهني سيتحول بهذا الشكل وينقاد إلى عالم الكتابة والإدارة الثقافية، لكن مفارقات الواقع آنذاك كانت كفيلة بأن تقلب كل شئ رأسا على عقب؛ فاندلعت ثورة يوليو وأصبح الفلاحون ملاكا والإقطاعيون منزوعي الملكية؛ ومجردين من معظم مناصبهم؛ منها جهاز الدخلية الذي تمت إعادة هيكلته تماما؛ وتم استبعاد آلاف الضباط الذين كان لديهم انتماءات حزبية وانتماءات لعائلات أرستقراطية وإقطاعية؛ وكان سعد الدين الدين وهبة من هؤلاء الذين شهدوا هذه المفارقات المجتمعية والتي ربما تكون قد انعكست على حياته فأطلق ثورة داخل نفسه وغير حياته البوليسية إلى حياة المبدع.
أثرت نشأة "وهبة" في شخصيتة فقد انتمي إلى أسرة أرستقراطية حيث عمل والده مفتشا لدى الأسرة المالكة وفي نفس الوقت عايش الفلاحين الأجيرين الذين كان ينظرون إلى الإقطاعيين نظرة المستبدين، فنشأ ممن يحبون العزلة بسبب الفوارق الاجتماعية الشكلية التي عاشها في مجتمعه، وقد اهتم بالقراءة والكتابة وورث عن والدة مكتبة عريقة ذات طابع ديني.
ولد في قرية دميرة مركز طلخا محافظة الدقهلية في 4 من فبراير 1925، وتخرج في كلية الشرطة عام 1949، وكان التحاقة بها رغبة علي طلب والدة فقرر دخولها ارضاء له ،وكانت أمنيته أن يدخل كلية الآداب وبالفعل حقق أمله المنشود فقد التحق بكلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة الإسكندرية عام 1956 حيث أنه منذ الطفوله كانت لديه موهبة الكتابة فقد بدأت هذه الموهبة في المرحلة الابتدائية فعمل علي إنشاء مجلة حائط بمشاركة مع بعض الزملاء له، فقد شكلت كل هذه العوامل فكر وثقافة "وهبة" الذي قدم العديد من المسرحيات التي كانت تمثل الواقع المصري إبان الثورة ومن أهمها "السبنسة"، "المحروسة"، "كفر البطيخ"، "البنية"، "كوبري الناموس"، "سكة السلامة"، وغيرها.
استمد واقع مسرحياته وأعماله قبل النكسة من القرية التي عرفها عن طريق معيشته بها بالإضافة إلى عمله كظابط شرطة الذي مكنه من التنقل بين القرى والمراكز والاحتكاك بأهلها والاستماع لهم ومعرفة مشاكلهم، وكان هدفه تعرية الفساد وكشف إلى أي مدى وصل الفساد خصوصا الإداري والحكومي والذي أدى إلي قيام الثورة ، كما واصل نقده وفضحه للعهد الجديد وكشف الثغرات التي أدت إلى هزيمة 67، فكان لابد منه اللجوء إلي الرمز ابتداء من مسرحيتة "المسامير" وليس إنتهاءا بمسرحية "يا سلام سلم الحيطة بتتكلم" والتي وصل مغزاها السياسي إلى ذروته في مسرحية "الأستاذ" والتي لم تعرض إلا سنة 1981، وقام بكتابة السيناريو والحوار لبعض من الأفلام السينمائية مثل "زقاق المدق"، "أدهم الشرقاوي"، "الحرام"، "مراتي مدير عام"، "الزوجة رقم 13"، "أبي فوق الشجرة"، وغيرها.
وقد أسس مجلة "البوليس" قبل استقالته من الشرطة، كما أصدر مجلة "الشهر" والتي كانت تضم سليمان فياض وابو المعاطي ابو النجا ورجاء النقاش.
حصد "وهبة" الكثير من الأوسمة منها وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة 1965 ووسام الشرف الفرنسي من درجة الظباط ووسام الاستحقاق من الطبقة الاولي وجائزة الدولة التقديرية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ووسام الاستحقاق من تونس.
كما شغل العديد من المناصب وهبة العديد من المناصب منها ترأسه لنقابة السينمائيين ورئاسة اتحاد كتاب مصر ورئاسة مهرجان القاهر السنمائي الدولي.