الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المغنى حياة الروح.. "ملف"

حسين الأعظمى . ناصر
حسين الأعظمى . ناصر هاشم . كفاح فاخورى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«اتفق العرب على ألا يتفقوا».. عبارة يمكنها أن تلخص الوضع العربى العام فى جميع المجالات تقريبا، وفى صدارتها الثقافة والموسيقى، ولعل المتابع لجلسات مؤتمر الموسيقى العربية السادس والعشرين الذى يعقد فى دار الأوبرا المصرية، بالتوازى مع مهرجان الموسيقى العربية، ويشارك به كبار النقاد والموسيقيون فى العالم العربى، يدرك أن الاختلاف بين الأقطار العربية لم يطل الموسيقى فقط، وإنما امتد إلى جميع تفاصيلها وفروعها وقضاياها.
المؤتمر شارك فيه 42 باحثًا من 16 دولة عربية وأجنبية، وتمت مناقشة ثلاثة محاور هى: «إشكالية المصطلح فى الموسيقى العربية»، و«أثر الموسيقى الدرامية فى تغير الموسيقى العربية»، و«تأثير التغيرات الراهنة على المنتج الموسيقى العربي».
كان لافتًا فى جلسات المؤتمر، أن يطال النقد والاختلاف فعاليات المهرجان؛ بعد أن أطلق الدكتور يوسف طنوس قذائفه تجاه ما وصفه بافتتان الملحنين بالألحان الغربية واتجاههم للهارمونى والآلات الغربية على حساب المقامات الشرقية والطرب العربى الأصيل فى الموسيقى التصويرية وتترات المسلسلات التى خصصت لها إدارة المهرجان مساحة كبيرة هذه الدورة. 
انتقادات «طنوس» لم تمر مرور الكرام، وإنما واجهت هجومًا حادًا من المتخصصين والنقاد المشاركين فى المؤتمر الذين أكدوا أن هذا الأمر يثرى الموسيقى العربية ولا يخصم من رصيدها، وضربوا أمثلة بأهم الموسيقيين فى التاريخ الحديث، والذين استعانوا بآلات غربية مثل الموسيقار محمد عبدالوهاب، وكذلك الموسيقار على إسماعيل الذى أدخل موسيقى الجاز فى بعض ألحانه. هذا الخلاف كان نموذجا لتباين وجهات نظر المشاركين، وهو ما تكرر فى جميع القضايا التى طرحت للنقاش على طاولة المؤتمر، والتى سنتعرض لعدد منها خلال السطور المقبلة.

«توحيد المصطلحات».. أزمة كل المؤتمرات

التمويل والإرادة يعوقان تنفيذه منذ السبعينيات.. والخلفية التاريخية تزيد القضية تعقيدًا

«إشكالية المصطلح فى الموسيقى العربية».. اعتبره كثير من المتابعين لمؤتمر الموسيقى العربية أنه كان من أبرز المحاور التى تناولها المؤتمر، والتى أثارت جدلا واسعا بين المشاركين، فعلى الرغم من توصية المؤتمر فى ختام فعالياته بدعوة المؤسسات الثقافية والأكاديمية والفنية فى مصر والعالم العربى، إلى تضافر الجهود لتبنى مشروع إصدار معجم مصطلحات الموسيقى العربية، يضم الدلالات المختلفة لكل مصطلح طبقا لسياقاته التاريخية والجغرافية، ووضع آلية فاعلة لتوفير الإمكانات المادية والعلمية واللوجستية اللازمة لذلك؛ إلا أن بعض الباحثين رأوا أن اختلاف المصطلحات الموسيقية يثرى الموسيقى العربية، وحتى المؤيدون للتوصية اختلفوا حول كيفية تحقيق هذا الهدف، والآلية التى يمكن أن يتم بها توحيد المصطلحات.

الدكتور «كفاح فاخوري» أمين عام المجمع العربى للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية، أكد أن هذا الأمر قديم وليس وليد اللحظة الراهنة، ولطالما حاز على اهتمام المجمع العربى للموسيقى منذ تأسيسه سنة ١٩٧١ وإلى اليوم، فقد اتخذ المؤتمر الثانى للمجمع الذى عقد فى القاهرة سنة ١٩٧٢ قرارا قضى بالطلب إلى ممثلى الدول العربية الأعضاء فيه جمع المصطلحات الموسيقية وإرسالها إلى أمانة المجمع تمهيدا لإصدارها فى معجم يشتمل على تعريبات موحدة وجدول مقارن بمصطلحات الموسيقى العربية، بحيث يكون معدا للنشر فى المؤتمر المقبل، ورغم أن التوصية، من حيث المبدأ، جديرة بالتنفيذ؛ فإنها لم تتحقق، واستمرت حبرا على ورق.

وأكد فاخورى أنه يتخذ موقفا محايدا من توحيد المصطلحات، مطالبا بأهمية تحديد معنى كل مصطلح وشرحه شرحا وافيا حتى يفهمه الجمهور وطلبة العلم، مشيرا إلى أن عدم رصد ميزانية كبيرة تتناسب مع هذا المشروع الذى وصفه بالعملاق سيظل الكلام بلا فائدة؛ لأنه سيتكلف ملايين الجنيهات التى سيتم ضخها فى سبيل الاستعانة بالمتخصصين وسيستغرق سنوات طويلة.

أما الدكتور يوسف طنوس؛ فيؤكد أن توحيد نظريات الموسيقى العربية قضية تصطدم باختلاف الآراء حول السلّم الموسيقي؛ لأن منه تتفرع باقى القضايا المهمة العالقة، بعد أن حاول الكثير معالجتها بطرق مختلفة، فتقسيم سلم الموسيقى العربية الحديثة أو المتقنة وقياسه، كما أن النظريات التى طرحت حول السلم الموسيقي، خلال مؤتمر الموسيقى العربية الأول ١٩٣٢، لم تجد إجماعا، بينما سمّى الموسيقيون العرب فى العصر العباسي، الدرجات الموسيقية بحسب مواضع إخراجها على آلة العود مثلا «مطلق الزير، السبابة على الزير، البنصر على الزير، مطلق البم.. إلخ».

وأضاف طنوس: أطلق الفرس على نفس السلالم أسماء بحسب تدرجها، جاءت كالتالي: «يك كاه (الدرجة الأولى)، دو كاه (الدرجة الثانية)، سا كاه أو سيكاه (الدرجة الثالثة)، جهاركاه (الدرجة الرابعة)، بنج كاه (الدرجة الخامسة)، ششت كاه أو شاش كاه (الدرجة السادسة)، هفت كاه (الدرجة السابعة).

 فى حسن أخذ العرب بتسميات الفرس، أى بمبدأ التسمية حسب تتابع الدرجات، فصارت أسماء الدرجات فى الموسيقى العربية أسماء فارسية فى مجملها «راست، دوكاه، سيكاه، جهاركاه، نوى، حسيني، أوج، وغيره»، ومع تأثير الموسيقى الغربية، واعتماد مادة الصولفيج فى تدريس الموسيقى العربية، باتت قراءة النوتة الموسيقية مغنّاة من مقومات التعليم الموسيقي، وهنا برزت مشكلة أسماء النغمات بالنسبة للموسيقى العربية؛ مشيرا إلى أن علم الصولفيج بقسميه المقروء والمغنى، مبنى على أسماء نغمات الموسيقى الغربية: دو، ري، مي، فا، صول، لا، سي، وهو أمر لا يتناسب وتسميات النغمات المعتمدة فى الموسيقى العربية.


حسين الأعظمي سفير المقام العراقي: لا أستمع إلى هيفاء وأخواتها.. والنخبة يتم قتالها ومحاربتها

التوزيع ليس حكرًا على الغرب ومن حقنا الاستفادة من جمالياته
التكنولوجيا قلبت موازين الموسيقى العربية وخلقت قاعدة جماهيرية ركيكة
يلقبه البعض بـ«سفير المقام العراقي»؛ يمتلك حضورًا طاغيًا، ووجهة نظر ثاقبة، يبهرك ببساطة أسلوبه وشخصيته الجذابة، يقرأ المقام العراقى بقلب شاعر، وروح فنان، وذوق أديب، وفكر مثقف.. إنه الفنان العراقى الشهير الدكتور حسين الأعظمى، الذى شارك فى فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية السادس والعشرين.
وعلى هامش المؤتمر كان لـ «الأعظمي» هذا الحوار مع «البوابة» كشف خلاله عن وجهة نظره فى الكثير من القضايا الخاصة بالموسيقى العربية فى الوقت الحالي؛ وإلى نص الحوار..
■ كيف ترى واقع الموسيقى فى الوطن العربي؟
- الموسيقى الآن شأنها شأن العالم كله؛ لأن التكنولوجيا الحديثة قلبت كل الموازين وخلقت قاعدة جماهيرية ركيكة، والمشكلة أن هذه القاعدة الجماهيرية هى التى تخلق الفنانين؛ فإذا كانت القاعدة الجماهيرية مثقفة وواعية ومتقدمة؛ فإنه لا يمكن أن تستمع إلا إلى الأغانى الجيدة، ولكن ما دامت الجماهير تهوى الإسفاف فمن الطبيعى أن يسايرها عدد كبير من العاملين بالمجال الفني، ومن هنا يأتى مطربون يقدمون أغانى بلا وزن ولا قيمة ولا كلام ولا إرشاد؛ فى حين أن الموسيقى هى المرشد، وهى القائد وهى المربية التى تربى المجتمع كله.
■ وهل تقوم الموسيقى بمهمتها فى الوقت الحاضر؟
- للأسف تم تجريد الموسيقى من هذه المهمة الكبيرة وأعطوها للجماهير التى هبطت ثقافتها وذوقها، وللحقيقة فإن مؤتمر الموسيقى العربية الذى تنظمه وزارة الثقافة المصرية، يعد أكبر وأهم فعالية عربية تجمع علماء الموسيقى العرب، ونحن نواجه ونجابه ونتصدى لأى أفكار وافدة أو غير وافدة تحاول الحط من قيمة الموسيقى العربية، ولكن المشكلة الحقيقية أن النخبة يتم قتالها ومحاربتها الآن، ونحاول والمحاولة شيء جيد، وتأثير النخبة واضح فى هذا الصدد.
■ وما سر هذه الحرب على الموسيقى العربية من وجهة نظرك؟
- هناك حرب على كل التيارات الموسيقية الراسخة تأتى من عدد كبير من التيارات الوافدة ليس فى الدول العربية فقط وإنما فى كل العالم، منبعها من التكنولوجيا والسرعة الهائلة والفضائيات، وهناك زخم إعلامى هائل من المواد الإعلامية الفاسدة، كما أن استمرار المؤتمر حتى دورته السادسة والعشرين، أمر يعكس الإصرار على مواجهة الفن الهابط من قبل النخبة.
■ هل ترى أن التوزيع الموسيقى الغربى للألحان العربية يثرى الموسيقى العربية؟
- بالفعل فأنا أتفق مع هذا الرأي، من ناحية أن التوزيع الموسيقى إضافة ذوقية وجمالية للموسيقى بشكل عام والتوزيع ليس حكرا على الغرب، فالهارمونى موجود فى الطبيعة منذ بدء الخليقة فى كل شىء، وأنت عندما تلبس ملابس متناسقة فهذا نوع من أنواع «الهارموني»، وعندما يتم توزيع الألحان بشكل صحيح ستخرج بنتيجة جيدة، والأمر هنا نسبى حسب كل حالة على حدة، ونحن لسنا ضد التوزيع والتطوير ونحن نخلق أصالة نابعة من أصالتنا الحقيقية ولا نخلق شيئا جديدا ليس له جذور.
■ إذن ما الفيصل فى الحكم على عربية الموسيقى من غيرها؟
- الموسيقى العربية هى سلالمنا العربية المعروفة، وتقسيمات الديوانين العربيين المعروفين، والأربعة وعشرون ربعًا، هذه هى موسيقانا يجب أن نطورها انطلاقا من أصولها العلمية هذه أولا ومن أصول تعبيرية، فالعراقى يغنى مقام الراست مثلا بشكل يختلف عما يغنيه المغربى أو التونسي، ولكن كتابة مقام الراست لا يختلف بين الدول، وإنما الاختلاف يكون فى الأداء، فالموسيقى موحدة بالأساس من الناحية العلمية ومختلفة نسبيا من الناحية التعبيرية، بمعنى أن التعبير عنها أداء يخضع للبيئات؛ لأن الإنسان هو ابن بيئته، فلا المصرى يغنى مثل العراقى ولا العراقى يغنى مثل المصري.
■ أصوات المطربين فى الوقت الحالي، هل تؤثر سلبا فى أداء الموسيقيين؟
- بالعكس؛ أرى أن المطربين الحاليين لديهم ثقافة موسيقية أكثر من مطربى الماضي، وعموما فهم يعتمدون على الموسيقيين بشكل كبير باعتبارهم الأكثر اطلاعا، المطرب يأخذ المسار اللحنى مع العازفين ويؤديه كما يقال له، ودائما العازف أقرب للتذكر لكل أعماق وتفاصيل وأجناس السلالم الموسيقية على عكس المطرب.
■ وهل اختلفت ثقافة المطربين فى الوقت الحالى عن السابق؟
- حاليا أفضل بكثير؛ وأقصد المغنين من خريجى المعاهد، أما المطربين خريجى الكباريهات والملاهى وكثيرا منهم موجود بالساحة ويفرض نفسه، فإنهم لا يعنون لنا شيئا ولديهم أخطاء كثيرة جدا فى اللفظ والنطق والكلمات ومخارج الحروف وكثير من الأشياء تنقصهم، ونسبيا حتى هذه المسألة أفضل من السابق بكثير لأن غالبية المطربين فى السابق كانوا على الفطرة ولم يدرسوا وإنما اعتمدوا على موهبتهم فقط، ولكن الآن كل الدول العربية أسست بها كليات ومعاهد الموسيقى وكثير من المطربين درسوا بها.
■ وما رأيك فى أداء هيفاء وهبى وغيرها من المطربات الجديدات؟
- أنا لا أستمع إلى هيفاء وهبى وأخواتها.. فهيفاء وأمثالها من المطربات يعتمدن على الأغانى المصورة والإغراءات، وهذه الأغانى لا تطيق سماعها دون تصوير لأنهن يقمن بتسويقها من خلال الملابس والحركات والإيماءات والجماليات والإبهار وغير ذلك، ولهذا فإننى لا أشاهد مثل هذه الأغانى لأنها غش للمواطنين وهى غير ناجحة بمفردها، ولكنهم ينجحونها بالتصوير، ولا أشاهد إلا الكليبات المحترمة التى ليس بها أى خروج على العادات.
■ هل هناك صعوبة لدى الموسيقيين فى استخدام المقامات العربية؟
- ليس هناك أية صعوبة فى استخدام المقامات العربية فى الموسيقى؛ لأنها الأصل والأصل تتبعه الفروع، وأغلب الموسيقيين الآن درسوا المقامات العربية بشكل جيد وهى ليست معجزة فى الاستخدام، وإذا كان المقصود من سؤالك لماذا يتجه أغلب الموسيقيين الآن إلى الألحان والآلات الغربية؛ فإن هذا الأمر يرجع إلى حب بعض الموسيقيين إلى الآلات الغربية مثل الأورج، ولهذا يقوم بدراستها أو أنه يجرى وراء الموضة الحديثة للغناء، ولكنى أوصى الموسيقيين بفهم الموسيقى العربية قبل الجرى وراء الفنون الغربية.
■ تحدثت فى كلمتك للمؤتمر عن الغزو الثقافى للموسيقى العربية بعد غزو التتار.. ألا ترى أن ما يحدث الآن من غزو ثقافة يعد أشد فتكا مما حدث فى الفترات الماضية؟
- نعانى حاليا عولمة هائلة، وإذا كان الغزو القديم يقتصر على محيط جغرافى معين، فالعالم الآن يعيش كله فى هيمنة من قوى خفية غير ظاهرة ولكنها تسعى لقتل وسحق وتدمير كل الحدود الجغرافية والثقافية من خلال التكنولوجيا الحديثة، والآن تسمع أغنية حديثة يسمعها فى الوقت نفسه من هو موجود فى أقصى بلاد الأرض، بلا أى رابط بين الاثنين، لا لغة واحدة ولا ثقافة مشتركة ولا ذوق واحد، والسؤال الذى يفرض نفسه ماذا تريد هذه القوى الخفية من هذه الهيمنة وتأسيس بيئة واحدة؟ لا أحد يعلم هل يوحدونا لنحارب كوكبًا آخر أم ماذا لا نعلم، ولكنها مسائل خفية تحتاج مزيدًا من الوقت للكشف عما يدور فى الكواليس.

ناقد عراقى يقف إجلالًا لأستاذه المصرى فى المؤتمر: علمنى سنة 77

بدأ الدكتور ناصر هاشم بدن، كلمته فى الجلسة البحثية التى جرت وقائعها ضمن فعاليات مؤتمر الموسيقى العربية، تحت عنوان «أثر الفنون الدرامية فى تغير الموسيقى العربية»، بالوقوف إجلالا واحتراما لأستاذه المصرى الدكتور تيمور أحمد، الذى علمه الموسيقى فى جامعة البصرة، بعد أن فوجئ به ضمن حضور الجلسة.

وقال بدن: قال الشاعر «قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا»، ولذا فإننى أقف إجلالا واحتراما لأستاذى الذى علمنى الموسيقى عام ١٩٧٧، وقد بادله أستاذه بالوقوف احتراما له أيضا.


سحر سيد: موهبة هشام نزيه الموسيقية «مستفزة»

قالت الدكتورة سحر سيد أمين الأستاذة بكلية التربية الموسيقية، وجدت صعوبة كبيرة فى الوصول إلى نوت العديد من تترات الأعمال الفنية؛ لأنه لا يوجد مؤلف موسيقى يدون الموسيقى التصويرية للأعمال الفنية التى يقدمها على عكس الأغانى التى يقدمونها.

وأضافت أمين: لقد استفزتنى موهبة هشام نزيه فى تأليفه للعديد من مقطوعات الموسيقى التصويرية فى أعمال سينمائية ودرامية حققت نجاحا كبيرا، خلال الفترة الماضية، ولذا سوف أقتصر خلال كلمتى على الحديث عن أعماله.

وتابعت: «قدم نزيه الكثير من الأعمال التى تعد علامات فى تاريخ السينما الحديثة، مثل: تيتو، والساحر، وإبراهيم الأبيض، وسحر الليالى.. وغيرها، وقد تميزت كلها بأنها مختلفة تماما عن بعضها ولا يربطها أى رابط، فقد اعتمد طوال الوقت على التجريب والخروج عن المألوف، ومن هنا جاء المتغير الدائم لديه هو تيمة العمل نفسه».

وواصلت أمين: تعامل نزيه فى الموسيقى التصويرية لمسلسل «السبع وصايا» مع تيمة الصوفية بشكل مختلف تماما، رغم المصطلحات والكلمات الصعبة وغير المتداولة، وهو ما لفت النظر إلى المسلسل بشكل كبير.


إمام: ياسر عبدالرحمن قدم تترات فريدة من نوعها.. ونجح فى توظيف الآلات الشعبية مع الغربية

أكد الدكتور عاطف إمام عميد المعهد العالى للموسيقى العربية الأسبق، على هامش مشاركته فى محور «أثر الموسيقى الدرامية فى تغير الموسيقى العربية»، بالمؤتمر، أن الموسيقار ياسر عبدالرحمن، يعد أحد أبرز المؤلفين للموسيقى التصويرية فى مصر خلال الربع الأخير من القرن العشرين، حيث تميز بخصوصية فريدة فى الدراما المصرية، نظرا لدراسته بالمعهد العالى للموسيقى العربية والكونسرفتوار، مما أثر فى أسلوب كتابته لمؤلفاته الموسيقية للمسلسلات التليفزيونية، فقد اهتم بأن يوظف الآلات الشعبية المصرية مع الآلات الغربية والأوركسترا، ونجح فى هذا المزج الذى تفرد به.

وأضاف إمام: استطاع «عبدالرحمن» صياغة جمل موسيقية حظيت بنجاح شعبى منقطع النظير مستخدما الآلات الشعبية فى تترات مسلسلات مثل: الضوء الشارد، والتوءم، والمال والبنون .. الذى كان بمثابة الشرارة الأولى لانطلاقته ونجاحه الحقيقي؛ حيث قام بصياغة موسيقاه بشكل إبداعى رائع ساهم فى نجاح المسلسل بشكل كبير، وحصل على الكثير من الجوائز عن هذه المؤلفات.

وتابع إمام: استخدم «عبدالرحمن» فى تتر «الضوء الشارد» آلات النفخ الشعبية «مزمار، ربابة»، بجانب آلات النفخ النحاسية «ترومبيت، ترومبون، كرونو»، ومن الآلات الإيقاعية «طبلة، رق، دف، تمباني، درامز»، كما استخدم الآلات الوترية «كمان، تشيللو، فيولا»، مشيرا إلى أن الدراما ارتبطت بالموسيقى التصويرية منذ زمن بعيد بدءا من العروض اليونانية القديمة، وحتى فى عصر النهضة نهجت العروض المسرحية الإنجليزية والإيطالية هذا النهج، ومن ثم تحققت تأثيرات هذا المجال فى الأوبرا، إلى أن تطور للشكل الذى نراه الآن فى الدراما التليفزيونية والسينما.