الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الخِضْر الفلسطيني أمير الشهداء

آلاف الزوار يتوافدون
آلاف الزوار يتوافدون على الرزايقات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعرض للتعذيب 7 سنوات بعد رفضه أوامر الإمبراطور «دقلديانوس» بهدم الكنائس
معروف ومكرم في الشرق والغرب.. واسمه على ١٥٢ قرية بريطانية
قرية فلسطينية على اسمه.. وعيده بدير الزور السورية في ليلة النصف من شعبان

تحتفل الكنائس المصرية، وبالتحديد التى تحمل اسم «الشهيد مارجرجس» يوم ٢٣ يوليو، بعيد عودة رفات (جسد) القديس مارجرجس من فلسطين إلى مصر، في القرن الخامس عشر في عهد الراحل البابا غبريال الخامس البطريرك ٨٥، وموجودة بديره بمصر القديمة. 
مارجرجس (بالإنجليزية Saint George)، وكلمة جرجس تعنى «فلاح». مارجرجس هو أحد أشهر شهداء المسيحية وهو معروف ومكرم لدى كل من الكنائس الشرقية والغربية، نظرًا لبطولته وشجاعته الفائقة، فقد اتخذته العديد من البلاد شفيعا حاميا ورمزا للفروسية والنبل.
وُلِد القديس مار جرجس عام ٢٣٦ م طبقًا للكتب الكنسية، وهو من أسرة مسيحية ثرية، فى بلدة كبادوكية الفلسطينية.. وكان والده الأمير «أنسطاسيوس» حاكمًا لمدينة ملاطية بآسيا الصغرى، وتوفى والد مارجرجس وهو في سن العاشرة.
تم تعيين الأمير «يسطس» حاكمًا على فلسطين، والتحق مارجرجس بالجيش وعمره ١٧ عاما، ومكث مع يسطس مدة ١٠ سنوات، ووكَّل إليه قيادة خمسة آلاف جندى وأشركه معه فى حكم فلسطين. ولما علم الوالى الجديد بشجاعته وفروسيته منحه لقب «أمير»، كما عينه حاكمًا لعدة بلاد لتكون خاضعة لحكمه، وقيد اسمه في ديوان المملكة مع العظماء وأعطاه الهدايا. 
مارجرجس والإمبراطور
وبعد وفاة «يسطس» ذهب مارجرجس إلى مدينة صور بلبنان، لمقابلة الإمبراطور «دقلديانوس» ليُطالب بأحقيته في استمراره في حكم فلسطين خلفًا لـ«يسطس». وفوجئ أن الإمبراطور أصدر منشورًا كتابيًا يطالب بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة للمسيحيين، وطرد الموظفين منهم، وهدد أن من يخالف أوامر الإمبراطورية يعرض نفسه لأشد أنواع العقاب، وأعقب ذلك المنشور موجة من الاضطهادات للمسيحيين، وعندما رأى الأمير مارجرجس المنشور أمسك به ومزقه، بعدها تم حبسه وتعرض داخل السجن لأنواع عديدة من العذاب، وقالت الكتب الكنسية إن القديس مارجرجس ضرب أقوى الأمثلة في احتمال صنوف العذابات. وفي ١ مايو ٢٦٣ م قُطعت رأس مارجرجس ودفن في فلسطين. 
ألقاب جورجيوس
لُقب الشهيد جورجيوس أو مارجرجس بعدة ألقاب منها؛ «الروماني» لأنه كان يتمتع بالحقوق الرومانية.. «الكبادوكي» بحسب مقر ميلاده بإقليم كبادوك، «الملطي» نسبة إلى موطن آبائه وأجداده في ملاطية، «الفلسطيني» نسبة إلى موطن والدته من اللد فلسطين.. «الخضر» لوجود كنيسة على اسمه فى بلدة صهوة الحضر فى الشام. «سريع الندهة» تعبير شعبي متداول عنه لسرعة تلبيته للشفاعة، «أمير الشهداء» لأنه نال الكثير من العذابات ٧ سنوات متواصلة، بحسب ما سجلته الكتب الكنسية. 
أعياد وشهرة عالمية
أما أعياد مارجرجس؛ فتحتفل الكنيسة المصرية بعيد استشهاده في أول مايو، إضافة إلى تكريس أول كنيسة بِاسمه في مصر ببلدة حصة بطنطا بمحافظة الغربية ١٠ يونية عام ٦٨٤ م.
ونقل رفاته إلى ديره بمصر القديمة ٢٣ يوليو، ولمارجرجس شهرة عالمية تمتد إلى أنحاء العالم، فهو شفيع بريطانيا وبها ١٥٢ قرية باسمه وتنقش صورته على الجنيه الإنجليزي، وتحتفل بريطانيا بذكرى استشهاده في ٢٣ إبريل سنوياَ، ويعتبر البريطانيون هذا اليوم عيدا قوميا، كما يطلق اسمه على المؤسسات التجارية والمحلات العامة والمدارس والملاجئ. وكثير من ملوك بريطانيا يتخذون اسمه لأنفسهم تبركا به.. وفي بيروت بُنيت كنائس باسم مارجرجس وأطلق اسمه على خليج في بيروت يسمى بخليج الخضر.
في إيطاليا، يتمتع «سان جورج» (مارجرجس) بمكانة عظيمة لدى الكاثوليك فهو نصير الكنيسة الكاثوليكية في الملمات.. فقد وجدت في روما ونابولي كنائس قديمة جدا على اسم القديس جيؤرجيوس وكان البابا جلاسيوس الأول بابا روما أثبت قداسة مارجرجس في مجمع عقد بروما سنة ٤٠٤ م.
في فرنسا، بني الملك كلوفيس الثاني كنيسة كبيرة على اسم سان جورج وكانت الملكة كلونيدا زوجته تؤمن بشفاعة البطل فأكثرت من بناء الكنائس على اسمه، وكانت تخصص أموالها الخاصة الكثيرة لخدمة هذه الكنائس. وفى النمسا أنشأ الإمبراطور فريدريك في سنة ١٤٧٠ م رتبة من الكافليرية (الفروسية) على اسم القديس جرجس.. وفي روسيا؛ كان للبطل جاورجيوس مكانة عظيمة في روسيا القيصرية، فرسموا صورته على الحصون. 
وأنشأت الإمبراطورة كاترين وساما رفيع الشأن اسمه وسام جاورجيوس وهو على شكل صليب منقوش عليه في الوسط صورة للقديس، وكانت تمنحه للقواد العظام الذين ينتصرون في الحروب مكافأة على شجاعتهم وتخليدا لبطولتهم. 
وفي اليونان؛ شيدوا على اسم مارجرجس الكنائس والأديرة، ويلقبونه بالظافر أو حامل علامة النصر، كما يصفونه بالشهيد العظيم ورئيس الشهداء.