الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

فيصل معمر أمين مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان في حواره لـ"البوابة القبطية": : 400 متدرب بخلفيات دينية لتعزيز الحوار عبر التواصل الاجتماعي.. والتطرف لا يرتبط بدين معين

فيصل معمر في حواره
فيصل معمر في حواره مع محرر البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحتاج لإطلاق منصة حوار فى المنطقة العربية لتأسيس خطاب دينى معتدل 
المركز يساهم فى تعزيز التعايش السلمى والمواطنة بالتعاون مع كبار القيادات الدينية 
لدينا علاقات وخبرات قوية بالكنائس بكل طوائفها فى مصر والعالم أجمع
نتعامل مع 470 مركز حوار دولى بالعالم.. ونمثل 5 ديانات وثقافات مختلفة

قال فيصل بن عبدالرحمن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالله، والمشرف على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة: إن التطرف ليس مرتبطا بدين معين ويحدث فى كل الأديان والمجتمعات، مشيرا إلى أننا فى حاجة لإطلاق منصة حوار فى المنطقة العربية لتعزز ثقافة الحوار وتؤسس لخطاب دينى معتدل، وأضاف فى حواره مع «البوابة» أن المركز يعمل على مواجهة التطرف من خلال برامج سواء كان التطرف دينيًا أو إيديولوجيا.
تأسس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمى للحوار بين الأديان والثقافات، كمنظمة دولية عام 2012، بمبادرة من المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع النمسا، وإسبانيا، إلى جانب الفاتيكان، عضوًا مراقبًا مؤسـسًا فى العاصمة النمساوية فيينا. 
■ فى البداية مما يتكون المركز؟ وما الهدف الأساسى لإنشاء المركز؟
- يتكون مجلس إدارة المركز من قيادات دينية، تمثل ٥ ديانات وثقافات رئيسية فى العالم: وهى الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية.
ويقوم عمل المركز بشكل أساسى من خلال العديد من البرامج والنشاطات فى المنطقة العربية والعالم على تعزيز الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة، وعلى بناء ثقافة الحوار لبناء السلام واحترام التنوع وتعزيز التعايش والحفاظ على التماسك الاجتماعى، من خلال تعزيز المواطنة المشتركة، بمساندة صانع السياسات. 
■ ما مدى تأثير القيادات الدينية سياسيًا؟
- يرى المركز أن القيادات والمؤسسات الدينية يمكن أن تشكل قوة فاعلة لتعزيز ثقافة الحوار والتعاون، لتحقيق الخير للإنسانية كافة، ويعمل المركز بالتعاون مع القيادات والمؤسسات الدينية على معالجة التحديات المعاصرة التى تواجه المجتمعات، لمساندة صناع السياسات، بما فى ذلك التصدى لسوء توظيف الدين لتبرير الاضطهاد وتسويغ العنف والصراع.
■ ماذا عن فاعليات المجلس منذ نشأته؟
- أطلق المركز عددًا من المبادرات والبرامج العالمية التى تهدف إلى بناء السلام، وتعزيز التماسك الاجتماعى فى مناطق مختلفة من العالم، منها نيجيريا، ميانمار، إفريقيا الوسطى، والعالم العربى، ومن خلال تمكين ودعم منصات حوار محلية فاعلة أو تأسيس منصات جديدة يعمل المركز على ترسيخ تبادل الآراء والخبرات وتفعيل العمل المشترك فى سبيل بناء السلام، وتعزيز التماسك الاجتماعى، والتعايش السلمى المبنى على أسس التفاهم والحوار، بمشاركة الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية، وصناع السياسات والعديد من المنظمات الدولية والمحلية الفاعلة فى مجال الحوار وبناء السلام.
■ ماذا عن تحركات المركز على المستوى الدولى؟
- عندما بدأنا التأسيس للمركز تعاملنا مع ٤٧٠ مركز حوار دولى، لكن معظمها مؤسسات مجتمع مدنى، كما يعد المركز العالمى للحوار أول منظمة دولية تعمل على تفعيل دور القيادات الدينية لمساعدة صناع السياسات فى بناء السلام وتعزيز التعايش، ويسعى إلى إزالة الفجوة بين القيادات والمؤسسات الدينية وصناع السياسات، خاصة فى المنظمات الدولية، عبر حلول مستدامة وتحقيق نتائج إيجابية.
وأقام المركز علاقات تعاون مع العديد من الجهات العامة والمنظمات الدولية، وأبرم المركز اتفاقيات تعاون رسمية عدة مع كل من: الاتحاد الإفريقى، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، منظمة التعاون الإسلامى، برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، ومكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية ومسئولية، منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ومنظمة أديان من أجل السلام، المنظمة العالمية للحركة الكشفية، والمعهد العالى للعلوم الدينية فى برشلونة، كلية كوملوتنس فى مدريد، وجامعة مونتريال.
■ ما برامج المركز فى المنطقة العربية؟
- أطلق المركز برامجه فى المنطقة العربية من خلال جلسة استشارية حول المواطنة المشتركة فى شهر يونيو من عام ٢١٠٤ بمشاركة ٢٥ منظمة ومبادرة والعديد من الهيئات والمؤسسات الدينية من العالم العربى، لمناقشة الآثار المترتبة على التطورات الراهنة فى المجتمعات العربية، ومدى تأثيرها على النسيج الاجتماعى، والعلاقات بين أتباع الأديان والثقافات فى المجتمعات العربية، وخاصة فى موضوع المواطنة المشتركة، وتزامنت هذه الورشة مع أحداث مؤلمة فى كل من العراق وسوريا وكان أحد أهم مخرجاتها، الدعوة لعقد لقاء للقيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة فى فيينا لإطلاق مبادرة تقوم على مناهضة العنف باسم الدين.
■ هل كان لمناهضة العنف باسم «الدين» فى ٢٠١٤ نتائج إيجابية؟
- بالتأكيد، واستجابة لهذه الدعوة أطلق المركز مبادرة «متحدون لمناهضة العنف باسم الدين»، والتى أطلقت من خلال مؤتمر تاريخى عقد فى مدينة فيينا فى نوفمبر ٢٠١٤، وقد نتج عن هذا اللقاء مجموعة من التوصيات وخطط العمل النوعية التى تهدف لتحقيق التعايش والتعاضد والتآخى السلمى بين أتباع الأديان والثقافات حول العالم.
وقد أعلن المشاركون من خلال «وثيقة فيينا» رفضهم استغلال الدين فى الصراعات السياسية وفى خدمة أى نوع من أنواع التطرف، وأكدوا على دعمهم الكلى لضرورة تعزيز الحوار وحماية التنوع المجتمعى وتبنى المواطنة المشتركة الحاضنة للتنوع الدينى والثقافى كأساس لتحقيق العدل والسلام.
■ هل توجد علاقة بين المركز والكنائس؟ 
- نعم.. لدينا علاقات قوية بالكنائس المسيحية المختلفة بكل طوائفها فى العالم، ولدينا خبرات جيدة مع قيادات الكنائس سواء فى مصر أو فى العالم أجمع، ونحن نتعامل مع القيادات الدينية، كما تمت الإشارة فى السابق فنحن نتعامل مع مؤسسات دينية فى الأساس، من خلال البرامج التى تم تنفيذها مع المعاهد وكليات اللاهوت والفقه الإسلامى.
■ انطلاقًا من المركز.. كيف سيتم التعامل مع غير المسلمين فى السعودية؟
- أصدرت المملكة العربية السعودية وثيقة احترام وتعايش بين أصحاب الأديان على الأراضى السعودية.
■ ما علاقة المركز ببعض هيئات المجتمع المدنى مثل الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية؟
- الهيئة القبطية الإنجيلية هيئة لها تاريخ عريق ولديها خبرة فى التعامل مع رجال الدين الإسلامى والمسيحى، من خلال منتدى حوار للثقافات والحضارات الذى يتعامل مع الشباب والمثقفين وعلماء الدين، وتم عقد مؤتمرات مشتركة بين المركز والهيئة لترسيخ قيم المواطنة والعيش المشترك والتعايش السلمى بين الثقافات والحضارات.
■ كيف يواجه المركز انتشار الأصولية واليمين المتطرف باسم الدين؟
- نحن نعمل على مواجهة التطرف من خلال برامجنا سواء كان التطرف دينيًا أو إيديولوجيًا، وما يحدث الآن فى أوروبا من انتشار وتصاعد لليمين المتطرف، والذى أيضًا يؤثر على الأديان جميعها، والتطرف ليس مرتبطا بدين معين، وأنه يحدث فى كل الأديان والمجتمعات. لكننى أركز فى حديثى دائمًا على تعزيز الإيجابيات التى تحكم الغالبية، وعلى التعايش الإيجابى والسلمى من خلال البرامج التابعة للمركز، ونحن غير متخصصين فى موضوع التطرف.
■ ماذا عن توصيات وثيقة فيينا؟
- تضمنت «وثيقة فيينا» مجموعة توصيات فاعلة لدعم الحوار الدينى وتعزيز التماسك الاجتماعى، ونتج عن هذا المؤتمر اعتماد خطة عمل تحت مظلة المبادرة الرسمية «متحدون لمناهضة العنف باسم الدين»، إذ شملت العديد من المشاريع الفاعلة التى تهدف إلى دعم وتعزيز التعايش السلمى وبناء السلام بين المجتمعات. ركزت خطة العمل المعتمدة على ثلاثة مجالات رئيسية.
■ ما المجالات الثلاثة؟
- أولًا: توظيف وسائل التواصل الاجتماعى فى دعم الحوار وقبول الآخر، وقد أطلق المركز بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدينية فى المنطقة العربية برنامجًا تدريبيًا إقليميًا لبناء قدرات القيادات الدينية الشابة، ونشطاء الحوار فى استعمال وسائل التواصل الاجتماعى كمساحة للحوار، وقد تم تدريب أكثر من ٤٠٠ متدرب ومتدربة من خلفيات دينية وثقافية متعددة فى العالم العربى، ويتابع المركز فى الوقت الحالى بناء قدراتهم لتطوير حملات إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعى لتعزيز الحوار والتعاون وليكونوا بناة سلام فى مجتمعاتهم.
ثانيًا: التماسك الاجتماعى والمصالحة: عمل المركز مع شركائه مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، المركز الدولى للوساطة، فى السنوات الخمس الماضية على تنفيذ عدة برامج فى الدول المعنية ضمن خطة المركز فى جمهورية إفريقيا الوسطى، نيجيريا وميانمار، إلى جانب جهود المركز الكثيفة فى المنطقة العربية من أجل بناء السلام ومساعدة المجتمعات المحلية على تنمية مهاراتها وتوظيف الحوار كأداة للوصول إلى تفاهم متبادل وتعزيز التماسك الاجتماعى.
ثالثًا: التربية الحاضنة للتنوع الدينى والثقافى: بعد سلسلة من اللقاءات التشاورية أطلق المركز فى شهر مايو من عام ٢٠١٧ شبكة الكليات والمعاهد الدينية الإسلامية والمسيحية، وتضم أعضاء الكليات المتخصصة فى التعليم الدينى الجامعى الإسلامى والمسيحى فى العالم العربى كلية الشريعة فى الجامعة الأردنية، وفى مصر الكلية الإكليريكية القبطية، معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومينكان، الكلية اللاهوتية الإنجيلية، بالإضافة إلى جامعة عبدالله بن ياسين الإسلامية فى موريتانيا، معهد دراسات الشرق الأوسط فى كلية اللاهوت المعمدانية العربية فى لبنان، معهد القديس يوحنا الدمشقى اللاهوتى فى جامعة البلمند– لبنان، مؤسسة ديار– فلسطين، كلية أصول الدين بتطوان، جامعة عبد المالك السعدى– المغرب، المعهد الإكليريكى اللاتينى فى القدس– فلسطين، جامعة عبدالله ابن ياسين الإسلامية –موريتانيا، جامعة الزيتونة – تونس، كلية الإمام الأعظم ابى حنيفة– بغداد، قسم الدراسات الدينية فى جامعة سيدة اللويزة– لبنان ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات – النمسا.
وتعد هذه الشبكة الأولى من نوعها فى المنطقة والعالم، وتهدف من خلال خطة عملها إلى التأسيس لجيل جديد يعتمد الحوار كأداة لتعزيز التعايش السلمى وبناء التماسك الاجتماعى، من خلال تعزيز العمل المشترك بين الكليات والمعاهد الدينية الإسلامية والمسيحية، وتطوير استراتيجيات وأدوات تربوية فى مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. كما أطلق المركز فى المنطقة العربية برنامجًا تعليميًا وتدريبيًا إقليميًا (برنامج كايسيد للزمالة العربية)، لتضمين لغة الحوار فى عمل المؤسسات التعليمية الدينية المتنوعة فى الدول العربية؛ وبناء قدرات القيادات الدينية المستقبلية على نشر ثقافة التفاهم المتبادل فى مجتمعاتهم؛ وتعزيز قيم التعددية ورعاية التربية الحاضنة للتنوع الدينى والثقافى ودعم قيم المواطنة المشتركة. 
■ ما أهم الملفات التى يعكف عليها المركز حاليًا؟ 
- يعمل المركز فى الوقت الحالى على تنظيم لقاء دولى فى شهر فبراير القادم فى (فيينا/ النمسا) تحت عنوان: متحدون لمناهضة العنف باسم الدين «تعزيز التنوع والمواطنة المشتركة من خلال الحوار»، ويأتى هذا اللقاء الدولى بهدف مراجعة ودراسة الأعمال المنجزة والبرامج الحالية للمركز، إضافة لرسم الخطط المستقبلية وبناء شراكات نوعية لمواجهة التحديات المحتملة على المدى المنظور والبعيد، كما نأمل أن يتم خلال هذا اللقاء الدولى الإطلاق الرسمى لمنصة الحوار، نشطاء الحوار من أفراد وقيادات مؤسسات دينية إسلامية ومسيحية فى المنطقة العربية القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية فى المنطقة العربية.
■ ما دور منصة الحوار الإقليمية للقيادات والمؤسسات الدينية فى العالم العربى؟
- فى ظل هذا الواقع والتحدى الحقيقى الذى تعيشه المنطقة، تظهر أهمية دور القيادات والمؤسسات الدينية فى تعزيز العيش المشترك وثقافة المواطنة واحترام التنوع والتعددية. وعليه فإن القيادات الدينية فى المنطقة وخصوصًا فى البلدان التى يضم نسيجها الاجتماعى العديد من الأديان والثقافات والأعراق مدعوون لإيلاء اهتمام خاص بتعزيز التعايش السلمى وبناء التماسك الاجتماعى.
■ كيف سيتم العمل فى ضوء منصة الحوار للمؤسسات الدينية فى العالم العربى؟
- من خلال عملنا فى المنطقة وبالتشاور مع العديد من الشركاء أصبح من الواضح الحاجة الملحة لتأسيس إطار عملى ومنهجى تعمل من خلاله القيادات والمؤسسات الدينية عبر منصة مشتركة تسمح لها بتبادل الخبرات وبناء شراكات علمية وتربوية وحياتية تساعدها فى مواجهة التحديات المذكورة أعلاه، ومن هنا تتجلى الحاجة الماسة لإطلاق منصة حوار للأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية فى المنطقة العربية للعمل معًا على تطوير استراتيجيات عمل وبرامج نوعية تعزز ثـقافة الحوار وتؤسس لخطاب دينى معتدل وتصالحى منفتح على الآخر يغرس قيم التعدد والاختلاف واحترام الآخر ويشكل فضاءً اجتماعيًا حاضنًا للتـنوع الدينى والـثقافى.
■ فى رأيك كيف يمكن أن يساهم المركز فى تعزيز التعايش السلمى والمواطنة؟
- يمكن أن يساهم المركز من خلال خبراته فى هذا المجال وبالتعاون مع كبار القيادات الدينية فى المنطقة فى أخذ المبادرة للمساعدة فى تأسيس هذه المنصة التى ينتظر أن تكون المظلة التى تعمل من خلالها القيادات الدينية فى المنطقة على الإشراف على العديد من البرامج الهادفة لدعم مسيرة الحوار وبناء السلام وتعزيز التعايش السلمى، والمواطنة الحاضنة للتنوع الدينى والثقافى، ويُنتظر من هذه المنصة كمنصة أساسية ذات خلفية دينية متنوعة أن تكون المظلة التى يشترك فيها كل من القيادات الدينية ونشطاء الحوار وغيرهم من أصحاب الاختصاص من المنطقة ليسهموا وبشكل إيجابى فى العمل معًا وتطوير برامج تهدف إلى بناء السلام ودعم التعايش السلمى من خلال المشاركة الفاعلة والإيجابية فى عمليات الحوار وبناء المصالحة.