الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

المعتقلون العرب في سجون إيران.. "الكعبي": النظام هددني باعتقال شقيقاتي

عبدالله الكعبي
عبدالله الكعبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال عبدالله الكعبى أحد المعتقلين، المفرج عنهم من قبل النظام الإيراني، إنه «تمت مداهمة منزله عن طريق عناصر الاستخبارات الإيرانية بشكل وحشى لزرع الرعب والخوف فى نفوس العائلات، وهددوه بإطلاق النار عليه واعتقال إحدى شقيقاته أو والدته حال عدم تسليم نفسه، وتم تقييده ووضع عصابة سوداء على عيونه».
وأضاف: «وضعونى فى مكان منعزل لمدة ٥ أيام دون أن يتحدث معى أحد ودون أى تهمة، وكل يوم يأخذوننى لتلقينى وصلة من التعذيب، وبعد نقلى إلى زنزانة مترين فى مترين مبتلة الأرضية، وكانوا يقفون خلف أبواب الزنازين ويتعمدون أن يوصلوا لنا رسائل باعتقال شقيقاتنا وزوجاتنا كنوع من الحرب النفسية، وكثير عانينا من أصوات النساء والأطفال أثناء التعذيب قى الزنازين بشكل لايتخيله أحد، والسجين يظل فى حالة مرعبة بأن المعتقل هو شقيقته أو والدته أو زوجته».
وتابع: «تستمر وصلات التعذيب يوميا صباحا ومساء من منتصف الليل حتى الفجر دون توجيه أى تهم، وحين سؤالنا عن تهمتنا لا يرد علينا أحد، وحتى يرفضوا طلباتنا بتوكيل محامين للدفاع عنا، بعد هذه الفترة أى ناشط أحوازى يتحرك لحقوق القومية العربية تكون عقوبته الإعدام أو السجن عشرات السنين، والتهمة محارب لله ورسوله ومفسد فى الأرض، ونظام الملالى مقدس عندهم أى نوع من النشاط أو المعارضة عقوبته الإعدام والسجن المؤبد ولا تقل المدة عن ١٠ سنوات». وأوضح أنه بعد ٤ شهور داخل زنزازين الاستخبارات لم ألتق أحدًا من عائلتي، وقالى لى أحد الموظفين إنه صدر لى قرار من رئاسة الاستخبارات بالانتقال إلى مكان «مشمسة»، مكان مفتوح ونقلى من الزنزانة الانفرادية، وأخذونى فى ممر عرضه متر أو أقل من المتر، ولا أرى أى شيء، وأنا مقيد ولكن فى نور قليل، مسافة قرابة ١٠ دقائق فى ممر يشبه السرداب، وصلنا إلى المشمسة وهى عبارة عن غرفة ١٠ فى ١٠ وارتفاعها قرابة ١٨ مترا، وفوقها «شرك الحديد».
وتابع: «معلق فيها مشانق لتنفيذ الإعدام كنوع من التعذيب النفسي، فقمت توضأت وصليت، وقلت لهم أنا جاهز للإعدام، وكان زملائى يطلبون تنفيذ الإعدام قبل زملائهم، وبعد ١٠ دقائق أعادونى إلى مكانى مرة أخرى، والمعاناة الأخرى، هى أن المحامى العربى الأحوازى يواجه تهديدات حتى لا يتسلم أى بلاغ يتعلق بالمعتقلين الأحوازيين العرب، والأحكام التى تصدر من المحاكم كلها وهمية، ولكن الأحكام الفعلية تصدر من وزارة الاستخبارات الإيرانية بعد التعذيب الجسدى والتعليق فى السقف والصعق الكهربائى والماء البارد والحار، فهم يتلذذون بأنواع التعذيب والإهانات، إضافة إلى الإهانات اللفظية من جماعة عراقيين وحسن نصر الله والمسبة».
وأردف: «يقومون بتعذيب الشباب الأحوازى أكثر من الشباب الموجود داخل السجن، وبعد تعذيبى لمدة أشهر أتوا لى بورقة تتضمن الاعتراف بأننى عضو فى جناح عسكرى مسلح، وأننى أعمل ضد ولاية الفقيه والنظام الإيرانى، ومشارك فى عمليات تفجير، وأرادوا إجبارى على هذا الاعتراف».
وأكمل: «هددونى باعتقال عائلتى وتعذيبها حال عدم الاعتراف، خاصة أنى سمعت صوت النساء أثناء التعذيب، الذى كان غير إنسانى ولا أخلاقي، وهذه الفترة تم نقلى من زنزانة مبنى الاستخبارات إلى سجن كارون سيئ السمعة، وهو ينقسم إلى ١٠ أقسام، والقسم السادس يتعلق بالأسرى السياسيين والثوار، ويقع السجن داخل الأراضى الأحوازية المحتلة. وأضاف: «يوميا عناصر السجن يبدأون من منتصف الليل مهاجمة المعتقلين فى القسم السادس الذى يضم ٣ غرف، اثنان منها للمدمنين والمتهمين فى قضايا قتل، والغرفة الثالثة للسجناء السياسيين، ويتم إخراجنا من الغرف فى جو قارس البرودة فى الشتاء، ثم يرسلون لنا المدمنين والمتهمين بالسرقة ليضربونا بالسكاكين والسلاح الأبيض بإيعاز من الاستخبارات، وتم الاعتداء على أحد رفاقى، وهاجمنا الحرس لمساعدة القاتل «الفارسي».
واختتم: «قاموا بضربنا، وتم نقلنا من القسم السادس إلى زنازين انفرادية لمدة ٤٥ يومًا، وأضربنا عن طعام لمدة أسبوع، وطلبنا محامين ولقاء عوائلنا، إلا أن أحدا لم يستجب. وتابع: «فى يوم من الأيام كانت هناك مباراة بين الأردن وإيران، وكنا فى الغرفة ١٣٠ أسيرًا أحوازيًا، ولدينا تليفزيون صغير، وأثناء مشاهدة المباراة فاز الفريق العربى على الفريق الإيراني، فرحنا لفوز الفريق الأردنى وصفقنا، ووصلت المعلومة إلى الاستخبارات، فتم تعذيبنا بشكل وحشى، ونقلنا إلى زنازين انفرادية لمدة شهر، وتم توزيعنا على الأقسام الأخرى الخاصة بالمدمنين والقتلة».
وكانت تقارير حقوقية دولية، كشفت عن أن إيران التى تحتل الترتيب الـ19 عالميًا من حيث عدد السكان، جاءت فى المرتبة السادسة على مستوى العالم من حيث عدد السجناء، بحسب إحصائيات دولية.