الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

خبير حساسية مصري: فيروسات البرد تمتلك منصات ثابتة ومتحركة

مجدى بدران عضو الجمعية
مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، وإستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس عن أسرار جديدة أكتشفها العلم الحديث عن فيروسات البرد الأنفية، التى تعد أكثر الأنواع وأسرعها انتشارا بين البشر، مؤكدا أن هذا النوع من فيروسات البرد هو الصيحة الحديثة لهذا العام، وأن لها 20 وجها، لأنها تمثل حوالى ١٥٠ نوعا وليس نوعا واحدا، ولا تحمى العدوى بنوع واحد منها من العدوى بالأنواع الأخرى، مما يفسر تكرار الإصابة بنزلات البرد عدة مرات فى الموسم الواحد، وإنها بشكل عام ليست مخيفة أو قاتلة، والشفاء منها هو القاعدة حيث يخلص الجهاز المناعى الجسم منها تماما فى غضون أسبوعين تقريبا.
وقال، أن العلم يفتح كل يوم بابا جديدا يزداد من خلاله فهم العلماء والمتخصصين لأسرار هذه الفيروسات، مشيرا إلى أن أخر إحصاء أشار ت إلى أن عدد الأبحاث التى تناولت فيروسات البرد الأنفية خلال العام الحالى ( 2017 )، بلغ 269 بحثا، بالإضافة إلى ٨٩ بحثا تتناول علاقة فيروسات البرد الأنفية بحساسية الصدر، منوها إلى أن هذا الفيروس عرف منذ الخمسينات حيث تم عزله لأول مرة سنة 1953، إلا إنه لم يتم فهم إحداثيات العدوى إلا مؤخرا ٠
ووصف بدران فى حديث خاص - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - اليوم فيروسات البرد الأنفية، بأنها صغيرة الحجم جدا، ولايزيد حجمها عن حوالي 30 نانومتر،وهى كروية الشكل، وبها 11 نوعا من البروتينات، تشكل أربعة منها الغلاف الهيكلى البروتينى للفيروس، وهناك 60 نسخة من كل بروتين من بروتينات الأربعة، تكسب الفيروس تركيبا فريدا ذى 20 وجها ( سطحا )، حيث يبدو شكلها مضلعا، فيما تشارك البروتينات غير الهيكلية المتبقية في تكاثر الجينوم الفيروسي وعملية تجميع مكونات النسخ الجديدة من الفيروس ٠
وأوضح، أن البروتين الأول للفيروس لديه تجويف ( كالإخدود ) يفيد فى عملية الإتصال بمستقبلات الخلايا التنفسية، فيما يمثل البروتين الرابع أمل محاولات البحث عن تطعيم شامل ضده، لافتا إلى أن فيروسات البرد، وفيروسات البرد الأنفية تنقسم لثلاثة أنواع هى ( آه، بى، سى )، وأن التركيب البنائى للفيروس أظهر وجود 74 سلالة تندرج تحت النوع آه بشقته، و25 سلالة تندرج تحت النوع بى، و55 سلالة تندرج تحت النوع سى ٠
وأشار، بدران إلى التنوع الوراثي للفيروسات، قائلا أنه فى دراسة حديثة إجريت العام الماضى ( ٢٠١٦) وجد أنه من الممكن أن تتسبب عشرين سلالة مختلفة لفيروسات البرد الأنفية فى نزلات البرد فى نفس الموسم، وقد تم تحديد التركيب الجينى ل179 نوعا من سلالات فيروسات البرد الأنفية، مشددا أنه لا توجد تحورات حديثة حالية لهذا النوع من الفيروسات، لكنها تتمتع بإرتفاع معدل الطفرات، وتتميز بانخفاض إمكانية إعادة التركيب الجيني من خلال الالتهابات المشتركة، والعدوى المتعاقبة من سلالات أنواع مختلفة من فيروسات البرد الأنفية أو العدوى مع فيروسات تنفسية أخرى ٠
ولفت، إلى أن فيروسات البرد الأنفية يطلقها الأطفال فى المجتمع أكثر من البالغين والكبار، ولاينجو حديثو الولادة من الإصابة بها، حيث حذرت دراسة حديثة من إصابة الأطفال حديثى الولادة بفيروسات البرد الأنفية داخل المستشفيات ذاتها من العاملين بالمستشفيات التى ربما تصل ل50 فى المائة، ولهذا فمن الأهمية حمايتهم من العدوى، مشددا على أن التشخيص المبكر يحمى هؤلاء المواليد من المضادات الحيوية التى تصبح بلا فائدة، كون العدوى نتيجة فيروسات وليست بكتيريا.
وأشار بدران، إلى أن العدوى تتم بدون أعراض، وتتراوح معدلاتها في الأطفال أقل من4 سنوات من 12 إلى 32 فى المائة، وتميل إلى أن تكون أعلى في الفئات الأصغر عمرا، فيما تمثل العدوى بدون أعراض فى البالغين حوالى ٢% فقط، والخطورة تكمن هنا فى تحرك هؤلاء المصابين بالعدوى دون أعراض كمنصات متحركة خافية وسط التجمعات البشرية تطلق الفيروسات بين البشر وهم لا يشعرون، وتزداد المخاطر حال إطلاقها على ناقصى المناعة ومرضى الربو.
وذكر أن مدة أعراض الإصابة بفيروسان البرد الأنفية أطول فى الأطفال، حيث يعانى 70 فى المائة منهم من أعراض المرض حتى اليوم العاشر من العدوى مقارنة ب 20 فى المائة فقط من البالغين، موضحا أن الفيروسات يمكن أن تتواجد في إفرازات الأنف داخل الأنف لمدة خمسة إلى سبعة أيام، وقد تستمر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في البلعوم خلف الأنف، وبتركيزات أعلى من الأنف ذاتها مهما كانت طريقة العدوى سواء من الأنف أو ملتحمة العين ٠
وتابع بدران فى حديثه لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن إطلاق الفيروسات يستمر من الأنف من أسبوع إلى أسبوعين فى ذوى المناعة الجيدة، فيما يكون الإطلاق لفترات طويلة أكثر من 28 يوما فى حالات نقص المناعة، مشيرا إلى فائدة جديدة للبكتيريا الصديقة أسفرت عنها نتائج دراسة حديثة حيث بينت أن البكتيريا الصديقة تخفض من كمية ومعدل إنطلاق فيروسات البرد الأنفية فى إفرازات الأنف، مما يزيد من رصيد فوائدها للإنسان من حيث رفع مناعة الجسم والتقليل من الحساسية ٠
وأعرب بدران، عن أسفة لسوء استعمال المصريين للمضادات الحيوية والاستخدام العشوائى، مما يتسبب فى قتل هذا النوع من البكتيريا الصديق للإنسان، ويحرم الجسم من فائدتها، موضحا أن "الخلايا الصارية " تلعب دورا هاما فى حدوث الربو والحساسية، وإنها سميت بهذا الإسم لأنها مملوءة بحبيبات تنطلق منها وسائط كيمائية مثل الهيستامين ( مسببات الحساسية )، التى تسبب توسع الأوعية الدموية، وإنتفاخ جدرانها الأمر الذى ينتج عنه ظهور أعراض الحساسية،،مثل سيلان الأنف والدموع، وإنقباض العضلات الملساء الموجودة فى الممرات الهوائية مسببا ضيق الشعب الهوائية وضيق النفس، وإحمرار الجلد وحرقان بالفم، وصداع والميل للقئ مع التركيزات العالية ٠
أشارعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، وإستشارى الأطفال، إلى ما بينته دراسة حديثة من أن الخلايا الصارية
تسهل تكاثر فيروسات البرد الأنفية، وأن هذه النتيجة قد تساهم فى فهم ارتباط هذه الفيروسات بتفاقم حالات الربو الشعبى، وربما يفتح ذلك أفاقا لأبحاث جديدة حول امكانية الحد من ذلك، محذرا فى ختام حديثه من الإستهانة بفيروسات البرد الأنفية خاصة مع ضعف المناعة أو الإصابة بالربو، حيث لا يوجد تطعيم أو علاج حالي ضدها، وما زالت الأبحاث على البروتين الرابع للفيروس فى بدايتها، مؤكدا أن الوقاية يمكن أن تتم بالتطعيم الثقافى الذى يشمل غسل الأيدى وتطهيرها وتطهير الأسطح، واتباع إيتيكيت العطس والسعال،ورفع المناعة والنوم الجيد، مشددا على أن المستقبل واعد وفى انتظار مضادات سريعه تبطل تكاثر الفيروس أو تمنعه من دخول الخلايا التنفسية ٠