الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بلدة أمريكية تشتعل بسبب مباراة كرة قدم

العضة لجوناثان كولمان
العضة لجوناثان كولمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«العضّة» يسلط الضوء على فن «الصحافة الدرامية».. ويستخدم الأدب الخيالى

خبر صغير في إحدى الصحف المحلية بأمريكا، يفيد بصدور مذكرة اعتقال بحق «ديتا» بتهمة الضرب والاعتداء على زميلاتها «كريسين دوميك» في إحدى المباريات؛ يلتقط «جوناثان» هذا الخبر ليبدأ رحلة بحث طويلة حول عناصر الخبر الثلاثة «ديتا» و«كريستين» ووالدها الذي يعمل ناظرًا لإحدى المدارس.
ومن خلال رحلة «كولمان» الصحفية بالأساس، نجد قصة لا تقل في جاذبيتها وتشويقها وعناصرها عن الروايات والقصص الأدبية الأخري، ولكن ما يميز قصص «كولمان» أنها تعمل مع الحقائق وليس الخيال، ولكنها تستخدم أدوات وتقنيات الأدب الخيالي مثل الأسلوب والتفاصيل والمنطق، والمفاجآت والدقة، والبناء، والصوت، والتورية من أجل سرد قصة حقيقية.
صدرت ترجمة القصة عن منتدي المحررين المصريين تحت عنوان «العضة: حادثة عابرة في مباراة كرة قدم بين مدرستين أشعلت بلدة أمريكية صغيرة» من ترجمة إيهاب عبدالحميد.
تتفاجأ كاترينا ماري ديتا بصدور مذكرة تقدمت بها كريستين دوميك ووالدها؛ حيث قامت بعضها في أثناء إحدى المباريات بين فريقي مدرسة «فلوفانا»؛ حيث تدرس ديتا، ومدرسة «ويسترن»؛ حيث تدرس كريستين، ورغم فوز فريق الأخيرة، إلا أن والدها قرر أن ينتقم من ديتا برفع هذه القضية في المحاكمة، خاصة أن ديتا قد أتمت الثامنة عشر عامًا، كما أنها أنهت دراستها الثانوية ومن ثم فلن يتمكنا من عقابها من الحرمان بالاشتراك في المباريات المقبلة؛ إلا أن الأمور تأخذ منحني مختلفًا؛ حيث تشترك قرية «فلوفانا» بأكملها في دعم ديتا ضد تشويه سمعتها من قبل دوميك، الذي يتبين من بحث الصحفي كولمان أنه –دوميك- ينتقم من البلدة بأكملها التي رفضته في وقت سابق بسبب غطرسته. 
اشتهر كولمان بهذا النوع من القصص الصحفية التي تتخذ طابعًا روائيًا، ففي قصة «خروج صانع المطر» يتتبع سيرة أستاذ جامعي قرر الاختفاء فجأة ولم يترك وراءه أثر، فأجري كولمان بحثًا دقيقًا حتى استطاع العثور عليه في اليونان، وكان قد بدأ قصته أيضًا بخبر صغير في الجريدة اليومية. اتبع كولمان نفس الأمر في قصته «بناءً على طلب الأم» الذي يغوص في تفاصيل جريمة معقدة لصبي قتل جده الثري بتحريض من أمه، وهو الكتاب الذي تحول بعد نشره إلى مسلسل تليفزيوني قصير. درس كولمان الكتابة الإبداعية بجامعة فيرجينيا، ومنذ عام ٢٠١٢ ينشر القصص الطويلة، والتي يحاول خلالهما التركيز على سلوك الإنسان، لماذا يفعل ما يفعله، وكيف يؤثر ذلك في الآخرين تأثيرا هائلًا في بعض الأحيان.
ويقول كولمان إنه عند بداية أي عمل: «لم يكن لدي أي فكرة عن التفاصيل أي واقعة أو الوقت المتوقع أن تستغرقه، كما أن أغلب القصص لا أتوقع أن تتحول إلى كتاب كامل. لكنني في كل مرة أبدأ أي عمل بنفس الطريقة بعقلية مهيأة لأن أتابع أي قصة أينما أخذتني، وأن أقضي فيها كل ما تحتاجه من وقت. هذا أحد الأسباب التي جعلتني لا أميل إلى العمل اليومي، هنا لا أقصد التقليل من شأن الصحافة اليومية على الإطلاق، ولكنها لا تنسجم مع طريقة عملي.