اعتبره العديد من النقاد والمؤرخين أحد أهم شعراء الحرب العالمية الأولى الذين وصفوا آلام الحرب وفظائعها وما فيها من صور حية دقيقة للخنادق والغازات التي كانت تستخدم في الحرب، إنه الشاعر الإنجليزي "ويلفريد أوين"، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم السبت 4 نوفمبر.
ولد "أوين" في 18 مارس من عام 1893 من أصول إنجليزية ويلزية، وقد بدأ كتابة الشعر قبل اشتراكه في الحرب، حيث تأثر بالشاعر جون كيتس وغيره من الشعراء الرومانسيين في مقابل حياته، وكان لصديقه "سيجفريد ساسون" أثر عميق أيضًا على كتاباته، وكانت قصيدته "مؤسسة دولسى" نتاج ذلك الأثر الذي طبعه ساسون على أوين، وقد وثقت رواية "تجديد" للروائي بات باركر لعلاقة ساسون وأوين الوثيقة التي تطورت بين الشاعرين.
ورغم مرور الزمان إلا أن القصائد الأصلية مازالت تزين جوانب جامعة أكسفورد مع تعليقات "ساسون" عليها في مكتبة كلية اللغة الإنجليزية، وقد حدث تحول كبير في حياة أوين الشعرية في العام 1917 أثناء تلقيه العلاج في إدنبرة، وكان الطبيب الذي يشرف على علاجه آرثر بروك، قد نصحه بأن يترجم مشاعره وتجاربه إلى شعر، خاصة تلك التجارب التي كانت تتكرر في أحلامه، كما ساعده في ذلك صديقه ساسون الذي كان متأثرا بنظريات فرويد، والذي تنبأ له أن تترك قصائده أثرًا كبيرًا في خريطة الشعر والأدب حينها.
وكما تأثر ساسون بالمدرسة الواقعية كان أوين متأثرا بالرومانسية، ولكن هذا التداخل جعله يأخذ شيئا من واقعية ساسون ويمزجها مع الرومانسية لينتج في شعره مزجا فعالا وعاطفيا، وكان ذلك واضحًا في عبارته الشهيرة "لوعة الحرب" أو "أسى الحرب"، وجاء شعر أوين متميزا حتى عده الكثيرون أفضل من صديقه ساسون على مستوى القصيدة، بالرغم من الأثر العظيم الذي تركه على أوين ونشره لشعره أثناء حياته وبعد موته ومراجعته لأشعاره قبل إتمامها.
