الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصر تتجه نحو "الكيماء الخضراء".. خبراء: تهدف للحد من الخسائر والملوثات.. و"طبيب": اختلال البيئة سبب تنامي معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسير مصر بخطوات ثابتة نحو التحّول للاعتماد على "الكيماء الخضراء"، وذلك من أجل الحفاظ على التربة المصرية، من عوامل التلوث، وذلك بعد أن أعلنت وزارة البيئة خطتها خلال السنوات القادمة. 
"الكيماء الحيوية" " فرع من فروع الكيمياء الحديثة التي يستخدمها العالم لتقليل حجم الضرر المنبعث من الصناعات المختلفة، كما كشفت تصريحات سابقة لمسؤولى لوزارة البيئة إنه يجرى صوب الاعتماد على الكيمياء الخضراء والحرص على استخدامها فى الصناعات المختلفة لتقليل حجم التلوث الناتج من الصناعات، لتحقيق التنمية الصناعية وحفظ الموارد البيئية ونشر المبادئ الخاصة بالتنمية المستدامة واستبدال المواد الضارة بمواد صديقة للبيئة، وتحفيز الـ12 مبدأ المتعلقين بالكيمياء الخضراء.
خلال القرن العشرين، أُصيب كوكب الأرض باختلال في التوازن بين مكوناتها بسبب زيادة نسب التلوث عن الحدود المسموح بها. 
"الكيماء الحديثة والخضراء هدفها تقليل الانبعاثات الناتجة عن عمليات التصنيع الكيمائية الأخرى إلى أقل أنواع الخسائر والملوثات"، بهذه الكلمات بدأ خبير السلامة المهنية أحمد مصطفى حديثه لـ"البوابة نيوز"، مضيفًا أنها تهدف أيضًا إلى ابتكار مواد كيماوية جديدة تعود بالنفع على البيئة، ومواد كيماوية حديثة تعمل كبديل عن المواد الأخرى التي تنتج عمليات تصنيعها بنتائج سلبية على البيئة، والتي تؤثر على الانسان.
وتابع: أنها تعمل كبديل للمواد الكيماوية المستخلصة من الأنواع الحية المهددة بالانقراض كالزيوت الكبدية والتي تهدد عمليات استخلاصها من الحيتان أو أسماك القرش بانقراض تلك الأنواع بشكل تام خلال عقود قليلة، فتعتبر من تطبيقات التقنية المشددة لحماية البيئة، ومدى مساهمة لحلول التقنية في الحد من انبعاثات الكربون والاحتباس الحراري.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم حسني الاستاذ بكلية العلوم، إن الكيمياء الخضراء تعدّ الوجه المشرق للكيمياء الذي يحرص على حفظ التوازن البيئي.
وشدد على اهمية نشر الوعي والاهتمام بالطاقات النظيفة كطاقة الرياح، الطاقة الشمسية، للحد من الملوثات البيئية، وان علم الكيمياء الخضراء ظهر فى التسعينيات وكان هدفه اعادة هيكلة المركبات الكيميائية لتعمل على تقليل الملوثات على صحة الانسان فى مختلف الصناعات والحرص على سلامة البيئة بدلا من وقوع الضرر وانتشار الامراض وانقراض انواع كثيرة من النباتات والحيوانات، والتي تسبب الخلل البيئي، فكان لابد من معالجة والحرص على المنظومة البيئية قبل وقوع الكوارث.
وأوضح حسني، أن علم الكيمياء الخضراء تطور بعد عام 2005 م، بسبب تحديث تفاعل بنزع الأكسجين، وطوره العالم الكيميائي" بارتن ماكمبي"، حيث إنه قام باستبدال مجموعة الهيدروكسيل بالهيدروجين في المركبات العضوية، واستبدال مركبات القصدير السامة والتي تعد من المواد المكلفة وصعبة التعامل، بطرق بسيطة ولا تحتوي علي المواد السامة، أو المضرة للبيئة. 
وأضاف، أن الكيمياء الخضراء تعتمد على المواد الاقل تكلفة وفى نفس الوقت اقل تلوثا او اضرار على الانسان والبيئة، لحفظ التوازن الحيوي لكوكب الارض بالكامل كما خلقه الله.
في نفس السياق، قال الدكتور جمال السيد، أستاذ الجهاز التنفسي وأمراض الصدر، إن البيئة هي المحيط الذي نعيش بداخلة ويؤثر علينا ونتأثر به ايضا وجميع العناصر المكونة داخل البيئة واى خلل بهذه العناصر يؤدي الى التلوث وعدم التوازن البيئي.
ولفت السيد إلى أن الإنسان هو المصدر الاول والاخير المتسبب فى الكوارث البيئية بسبب كثرة الصناعات المختلفة المعتمدة على مواد ضارة تهدد حياة الكائنات الحية، واصابة الانسان بأمراض عضوية كالسرطان والربو وسرطان الرئة والالتهابات الشديدة بالجهاز التنفسي وامراض الكلى، وأمراض الجهاز الهضمي والتنفس وامراض القلب.
وتابع: وفى حالات كثيرى تولد اطفال مصابون بتشوهات خلقية نتيجة لتعرض الام الى الملوثات البيئية، وسقوط الامطار الحمضية التى تهدد النباتات والحيوانات والاسماك، هذا بخلاف تأثيرها على المباني.
وبحسب تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 80% من سكان الحضر يتعرضون للتلوث بشكل عام، وبسبب الزيادة الكبيرة فى حجم تلوث الهواء بالمناطق الحضارية فأن سكان هذه المناطق اكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية وامراض القلب والسرطان والرئة، نطرا لتعرضهم الى دخان المصانع والسيارات.
كما تشير التقديرات إلى أن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة من جراء استخدام الوقود الصلب وتلوث في الأماكن المفتوحة في المدن مسئول عن 3.1 مليون حالة وفاة مبكرة على مستوى العالم كل عام، وعن 3.2% من عبء المرض العالمي، وان أكثر من نصف العبء الصحي الناجم عن تلوث الهواء تتحمله شعوب البلدان النامية.