الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

نوفمبر.. شهر المجامع المقدسة للكنائس

المجمع المقدس للكنيسة
المجمع المقدس للكنيسة القبطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اجتمعت للمرة الأولى عام 50 بأورشليم.. وافترقت على أبواب مجمع نيقية 451
يبدو أن القدر جعل شهر نوفمبر شاهدًا على الوفاق فى انعقاد مجامع الكنائس، لمناقشة أمورها الداخلية وتنظيم خدماتها للرعية من الناحية الروحية والإدارية، وطرح التحديات والإشكاليات التي تواجهها الكنائس في مسيرتها العملية، من خلال إعداد جداول أعمال موزعة على لجان معنية تشكلها كل كنيسة وفق نظامها، سواء كانت كاثوليكية أو أرثوذكسية، للاهتمام بجوانب العقيدة والإيمان والطقوس والمراسم وغيرها.
رغم اختلاف خصائص الكنائس ومناهج طقوسها كثيرًا أو قليلًا، ما زالت كل منها تحتفظ وتهتم، على حدة ووفق طقوسها، بالجلسات المتبعة بصورة دورية يرأسها بابا الكنيسة للأقباط الأرثوذكس، أو البطريرك في الكنيسة الكاثوليكية أو الروم الأرثوذكس، وما يوازيه في الإنجيلية، وهو سنودس النيل الإنجيلي، ليناقش كل منهم اهتمامات كنيسته بصورة دورية مع بقية القيادات.
المجمع في الكنائس يمثل السلطة العليا صاحبة القرار، ويشهد حضوره بكل كنيسة أرثوذكسية المطارنة والأساقفة بكل أنحاء الكرازة بالداخل والخارج، وفي الكاثوليكية جميع مطارنة وأساقفة الكنيسة، وفى الإنجيلية القسس، ليصيغوا قرارات ويضعوا خطط عمل للرعاية والرعية.
ومن المقرر أن تشهد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خلال أيام، الاجتماعات التحضيرية للجان المجمع، ويحضرها أساقفة لإعداد مشروعات وجدول أعمال ومناقشات تهم الكنيسة من طفولة وشباب، أو الاعتراف بالأديرة وغيرها، وحسب مصادر لـ«البوابة»، سيناقش المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية عددا من الأمور، أبرزها مستجدات الساحة وأحوال المسيحيين ومجريات ملفات المبانى والكنائس المنتظر تقنين أوضاعها، وفق القانون الحالي لبناء الكنائس.
ورجحت المصادر، أن الأنبا مايكل، الأسقف العام، سيحضر جلسة المجمع المقدس المنتظرة، ليعاود مطالبته بالتجليس على فيريجينا كإيبارشية، رغم سيامته أسقفا عامّا، ويجدد الأزمة بعد اعتزام البابا رسامة أسقف آخر لكنائس قريبة من حيز خدمته.
وبدأت الكنيسة الكاثوليكية انعقاد مجمعها للمرة الأولى خارج القاهرة، وتشهد مطرانية الأقصر اجتماع سنودس الأساقفة، وتعقد لجنة التجديد داخل الكنيسة لقاءات لمواكبة العصر، وهي تضم كاهنين من كل إيبارشية.
وبالمثل، انعقد مجمع الروم الأرثوذكس قبل أيام، وناقش عددا من الأمور المهمة للكنيسة في إفريقيا، وأبرزها انضمام عدد من الأفارقة الذين تغلبهم العادات والتقاليد، كالزواج بأكثر من واحدة، وطرح المجمع أبحاثا لمعالجة الأمر خلال جلسة برئاسة البطريرك ثيؤدروس الثاني، بابا الروم بمصر وإفريقيا.
بذرة المجامع لم تكن وليدة اللحظة، بل ترجع إلى ما يقارب ألفى عام، حينما عقد أول المجامع الكنسية فى أورشليم عام ٥٠ ميلاديًا، ثم توالت المجامع، وأبرزها المسكونية التي مثل فيها كل بطاركة وكبار رعاة الكنائس، لتناقش أفكارا لاهوتية وتعقد مواجهات عقائدية مع أصحاب الأفكار المغايرة للتعاليم المسيحية الواردة بالكتاب المقدس، أو المتوارثة عن تلاميذ المسيح والرسل.
وبدأ أول مجمع، ويسمى «قرطاجنة المقدس»، برئاسة القديس كبريانوس، وناقش أزمة ظهرت آنذاك عن إشكالية إعادة معمودية الهراطقة وقبول العائدين منهم إلى الكنيسة، وهو ما نجم عنه خلاف بين كبريانوس أسقف قرطاجنة، واستفانوس أسقف روما، إذ قرر الأول أن «المعمدين على يد الهراطقة هم وحدهم الذين يجب إعادة معموديتهم، أما الذين قبلوا العماد من الكنيسة الأرثوذكسية فعمادهم صحيح ولا يعاد».
أما استفانوس أسقف روما (٢٥٤-٢٥٧) فرفض القرار العادل الصحيح الذي استمِد من تعاليم الآباء الأولين، فطفق ينادى ويعلم بعدم جواز إعادة المعمودية إطلاقا، حتى لو كانت تمت على يد الهراطقة، وبعد موته قام الوثنيون على كبريانوس، ونفى إلى حين محاكمته وإعدامه، لما قيدهم به من تعاليم تتوافق مع الكتاب المقدس.
وتوالت المجامع المسكونية حتى آخر مجمع شهد خلافا بين الكنائس، وبدأت طريقها للانقسام فى مجمع خلقيدونية عام ٤٥١ ميلاديا، والذي ناقش أمورا لاهوتية وعقائدية، وأدى اختلاف الآراء إلى حد اختلاف الكنائس والانقسام، وتوالت بعدها أزمات عدة بين الطوائف وبعضها، بينما احتفظ كل منها بدورية انعقاد مجمع للتناقش والتشاور عن أحوال وأمور الكنيسة.