الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"الجلابية والعمة" الزي الرسمي للتحطيب.. والنخوة والشجاعة أهم صفاتها

مدارس التحطيب في
مدارس التحطيب في الصعيد- صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التحطيب من الفنون القتالية المصرية، المستمدة من الأصول الفرعونية القديمة، يستخدم فيه العصى الخشبية في المبارزة، وقد وجدت نقوشا على المعابد تؤكد اهتمامهم بهذا الفن، أشهرها مقابر تونا الجبل في المنيا، لكن نظرًا للتكدس العمراني استقر هذا الفن على ٤ محافظات فقط في الصعيد، هي: سوهاج، قنا، الأقصر وأسوان.
ومع الزمن؛ تحولت رياضة التحطيب، إلى هواية مفضلة يمارسها الرجال بشكل أساسي، حيث يجتمعون لاستعراض الشجاعة والقوة والفروسية، من خلال أداء الرقصة أمام الجمهور، ويستخدم الرجالُ العصى المصنوعة من أشجار الخيزران، ويؤدون مناورات مختلفة، مثلما يفعل المحارب في المعركة بالسيف.
كما أن لعبة التحطيب فن وأدب، لا يترك مولد ولا ساحة تحطيب دون أن يكون فيها، كما أنها لعبة قديمة ومشهورة جدًا في مركزي البلينا ودار السلام، حيث يورثها الآباء للأبناء، وهى لعبة لها احترامها وآدابها المتبعة، لدى جميع المشاركين فيها. 
يصل عمر هذه اللعبة لأكثر من ٥٠٠٠ عام، وهي فن شاق جدًا، ويمكن استغلاله في تحقيق أرباح عالمية، من خلال البطولات الدولية، والترويج للسياحة المصرية لأن السياح يقبلون على مشاهدة هذا الفن، الذي تتميز به مصر عن غيرها من دول العالم.
ويؤكد صبري محمود السوهاجي، مؤسس ومدير المركز الدولي لتعليم فنون التحطيب، أن لعبة التحطيب ما زالت تحتل مكانة لدى السوهاجيين، حيث إنها تعتبر من العادات الموروثة، فهي تمتاز بصفات الرجولة والفتوة، ويطلقون عليها في سوهاج «غية الرجال».
وأشار «السوهاجى»، لـ«البوابة»، إلى أن هذه اللعبة تسيطر على أفراح قرى الصعيد والموالد، وطهور الأبناء، وأنه استعراض وليس رقصة، وأن أشهر من قام بتقديمه فرقة رضا، حيث لاقي هذا النوع من الاستعراض استحسانًا كبيرًا في ذلك الوقت.
ويوضح الحاج عبده الخولي، شيخ من شيوخ التحطيب، ومدرب بالمركز، أن العصا المستخدمة في هذا الفن تكون من نبات الخيزران، وللأسف هذا النبات لا يوجد في مصر، بل يتم استيراده من الخارج، وتبلغ طول العصا 160سنتيمترا، ووزنها 500 جرام، ويتراوح سعرها ما بين 70و100جنيه.
وهذا الفن يتم فقط بين شخصين، أما ما نراه في بعض الأفراح بين أكثر من شخصين فهي رقصة شهيرة تُسمى «النزاوي».
وعن أشهر الأسماء في هذا الفن؛ يأتى الحاج جيد النعيم، والمصري عبدالفتاح، من محافظة سوهاج، ومن قنا برز الحاج عبده أبوطه، والحاج السيد جعفر الشريف.
وعن الأسباب التي تهدد هذه اللعبة؛ أكد «السوهاجي»، أن الانحصار على عدد معين من العائلات، لما تتميز به هذه اللعبة من صفات لمن يمارسها، أبرزها الشجاعة والكرم والنخوة، قد يؤدي لتعرضها للانقراض.