الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"الأقصر وأسوان" رحلة إلى التاريخ.. "البوابة نيوز" في رحلة مكوكية إلى بلاد الذهب والجمال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الأقصر وأسوان».. مدينتان تتمتعان بمذاق خاص، تمثلان وجهة سياحية عالمية، فهناك على ضفاف نهر النيل خرجت حضارة مصر القديمة التى يقدّر عمرها بـ 7000 عام والتى ما زالت تحتفظ بحكاياتها التي ترويها الآثار المصرية القديمة التي لطالما أثبتت قوة وقدرة وتقدم المصريين القدماء حتى يومنا هذا.
قد يعتبر البعض أن «الأقصر وأسوان» مجرد متحف أو معرض للآثار المصرية القديمة، دون أن يعوا أن المحافظتين تتضمنان مناظر خلابة وطبيعة ساحرة ومناطق رائعة وبشرا طيبين، فضلا عن أسرار وعادات وتقاليد غريبة. 
المدهش أن هناك تشابها كبيرا بين محافظتى الأقصر وأسوان في كثير من الأوجه، ففيهما تزدهر بهما تجارة التحف والأنتيكات ومنتجات العطارة وهي المجال الأكثر انتشارًا داخل شوارعهما عوضًا عن بيع العطور والبخور المميزة والأسماك التي تنتشر بسبب اعتماد الكثير من الأهالي على مهنة صيد الأسماك من نهر النيل.
كما أن المحافظتين يخيم عليهما الهدوء وإن كانت محافظة الأقصر هادئة بصورة أكبر ويوجد بها معدل سكاني منخفض نسبيًا عن محافظة أسوان كنتيجة لاعتماد الأقصر على الزراعة بصورة أساسية، حيث تبدو على جانبي الطريق المساحات الزراعية الكبيرة، كما أن محافظة الأقصر تضم أكبر كم من الآثار على مستوى العالم حيث يوجد بها ثلث آثار العالم وفق البيانات الرسمية.
وفي هذا السياق كان لـ "البوابة" جولة داخل محافظتي الأقصر واسوان في إطار رحلات إعرف بلدك الذي تنظمها وزارة الشباب والرياضة برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، لطلبة الجامعات المصرية، للتعرف علي المواقع الأثرية والسياحية التي تتمتع بها مصر والتشجيع علي السياحة الداخلية.

شيخ الجمّالين: «بلاد الذهب» سحرت العالم بجمالها و«طيبة أهلها».. وبيوتنا مفتوحة للجميع

توارثنا مهنة ركوب الجمال عن أجدادنا.. وحياتنا قائمة على السياحة

هو شيخ محتفظ بملامحه الأصيلة، متسلح بطيبة وسماحة أهالي النوبة، هكذا يبدو الحاج عاشور، هذا الرجل الخمسيني الذي يلازم «الجمل» الخاص به على مدار اليوم باحثًا عن قوته وقوت أهله الذي يأتيه فى صورة سائح يحب ركوب الجمل.

يؤكد «الحاج عاشور» أنه يعمل في هذه المهنة بالوراثة عن أبيه وأجداده أيضًا حيث يعد الجمل بالنسبة إليه وسيلة لكسب العيش، خاصة أنه من الحيوانات العجيبة والتي لا تحظى بتواجد داخل دول أوروبا وأمريكا، وتنحصر في الشرق فقط وهو ما يجعل الجمل يحظى بشغف السائحين على الدوام.. وتابع الحاج عاشور: «السائحون عندما يأتون إلى النوبة لا بد من جولة بالجمل داخل القرية النوبية وهو أمر محبب لهم جدًا»

ويقول الحاج عاشور، إنه لا يمكن لأي شخص أن يتعامل مع الجمل، فهو حيوان حساس ولا يألف أي شخص بسهولة وإنما يحتاج الأمر إلى مراحل رعاية من حيث تقديم مأكل ومشرب ونظافة حتى يصبح صديقا لك، مضيفًا أن الجمل يعرف صاحبه حتى وإن لم يره، من خلال لمس الشخص له فحسب، كاشفًا عن أن الجمل لا ينسى الأذى ولو مضى سنوات، فمن يؤذيه لا يستطيع الجمل أن يعطي الأمان له بل قد يكون خطرًا على من يؤذيه.

وأكد الحاج عاشور، أن أكثر السياح الذين يحبون الجمال هم الإسبان والفرنسيون والتايوانيون حاليًا، موجهًا رسالة إلى السياح بأن من يأتي إلى النوبة يرى مالا يراه في مصر كلها من بيوت ملونة وطبيعة ساحرة وأهالٍ طيبين؛ فبيوت النوبيون مفتوحة دائمًا لمن يزورهم.


«الجعران الفرعوني».. السر يكمن في 7 لفات

ومن أبرز حكايات السياح داخل معبد الكرنك، هو قيام عدد كبير منهم بالدوران حول أثر «الجعران الفرعوني المقدس» بمعبد الكرنك بمحافظة الأقصر حيث التف عشرات السياح حوله معبرين عن انبهارهم بالجعران الذي يقع على مشارف البحيرة المقدسة التي توجد بمحيط المعبد، حيث يتفاءل السياح بالجعران معتقدين قدرته على التسبب فى رفع روحهم المعنوية وإشاعة التفاؤل والبهجة.

وفي هذا السياق التقت «البوابة» بعمرو سعدالدين، مرشد سياحي بمحافظة الأقصر، حيث أكد أن هناك اعتقادا بأن الدوران حول الجعران المقدس يعمل على حماية الإنسان من الحسد ويعمل في الوقت ذاته على تزويج الفتيات اللائي يتأخر زواجهن حينما يتم الدوران حوله لمدة ٧ مرات متتالية، وهو ما كان يعتقده المصري القديم منذ آلاف السنين.

ثم انتهت رحلة الأقصر بزيارة معبدالأقصر الذي يقع في قلب المحافظة والذي شيد في عهد الأسرتين ١٨ و١٩ ويتضمن العديد من الآثار الهامة لرمسيس الثاني وأمنحتب الثالث منذ ١٣٩٦ عاما قبل الميلاد.


محمد نجيب: تربية التماسيح في «النوبة» بالوراثة

حينما تطئ قدماك «بلاد الذهب»، أول ما يتبادر إلى ذهنك على الفور تلك القرى الرائعة التي تقعد على ضفاف نهر النيل، والتي يضاف لجمالها عبق الحضارة المصرية القديمة التي تقدر بعمر تلك القرى منذ آلاف السنين، ويخطف عقلك تلك البيوت الملونة التي تجد أبوابها مفتوحة على الدوام للمصريين والأجانب الوافدين إلى قلب النوبة لرؤية جمالها الأخاذ ومقابلة أهاليها المعروفين بالطيبة والبساطة.

أيضا بعض العادات التي لن تراها إلا في تلك البلاد ومنها تربية التماسيح التي تعد جزءًا لا يتجزأ داخل كل بيت نوبي، فالأهالي هناك يضعون التماسيح داخل أقفاص من الأسمنت التي يتخللها حديد مفرغ يسمح بدخول الهواء، وهي أقفاص أعدت خصيصًا لرعاية التمساح وحماية الأهالي منه.

يقول الحاج محمد نجيب، من أهالي النوبة، إن تربية التماسيح من التقاليد والعادات النوبية الموروثة داخل كل بيت نوبي في أسوان، فالنوبيون يألفون تلك الحيوانات منذ آلاف السنين، خاصة مع وجود النوبيين على ضفاف نهر النيل وهو المكان الذي تتواجد به التماسيح وتتكاثر فيه قبل إنشاء السد العالي وبحيرة ناصر.

 وأشار الحاج نجيب إلى أنه كان من السهل الحصول على تلك الحيوانات خلال تلك الفترة بسبب أن التماسيح كانت تضع بيضها على ضفاف النيل، حيث يسكن النوبيون ويتواجد البشر، ومن هنا جاءت فكرة استئناسهم التي استمرت وفق العادات والموروثات النوبية على أن التماسيح سبب في إشاعة مناخ التفاؤل داخل المنزل ولهذا يتم اعتبارها مثل الحيوانات الأليفة داخل المنازل.

وعن كيفية الحصول على التماسيح يضيف نجيب أن التماسيح يتم اصطيادها فى البداية من بحيرة ناصر من قبل الصيادين الذين يعيشون هناك حيث يبيعونها للمواطنين النوبيين الذين يرغبون في شرائها بمقابل مادي يتفاوت وفق عمر كل تمساح فنجد أن التمساح الصغير يصل سعره إلى حوالي ٢٠٠ جنيه.

ولفت إلى أن التمساح لا يضر من يستطيع التعامل معه جيدًا، وحينما يستشعر أي نوبي وجود خطر أو مشاكل قد يسببها التمساح يتم إلقاؤه إلى داخل بحيرة ناصر مرة أخرى من حيث جاء، مشيرًا إلى أن الاعتناء بالتمساح يكون بتوفير الطعام والشراب له طيلة اليوم ويتفاوت كل تمساح في مقدار تناوله للوجبات الغذائية التي يحتاجها من السمك وفق حجمه وعمره، فمثلا التمساح الناضج يحتاج حوالى ٥ كيلو سمك يوميًا.


رمز الصداقة... شاهد على عمق العلاقات المصرية الروسية

يقع رمز الصداقة بجانب السد العالي تخليدًا لعمق العلاقات المصرية الروسية، وعرفانا بالجميل لدور موسكو في الوقوف إلى جانب مصر في هذه المرحلة التاريخية التي حاربت فيها قوى كبرى رفضت مساعدتها في تحقيق الحلم المصري في بناء السد العالي.

وقالت أروى المهدي، المرشدة السياحية بمدينة أسوان، إن مبنى الصداقة شاهد على تأسيس السد العالي ويأخذ شكل زهرة اللوتس ويحمل صورة لوجهين للرئيس جمال عبدالناصر وأنور السادات، في إشارة إلى أن العمل في السد العالي بدأ أثناء حكم عبدالناصر الذي توفى قبل افتتاح السد في يناير ١٩٧١ وافتتحه الرئيس الراحل أنور السادات.

وأوضحت المهدي أن كل فرع من فروع رمز الصداقة يشهد على التطور في أحد مناحي الحياة في مصر، فنجد صورة للفلاح المصري، ويعكس رمز السنبلة المزدهرة في مجال الزراعة، كما تبرز صورة الترس ازدهار الصناعة

وأكدت أن الرسالة التي يحملها المبنى الأثرى هي الاعتراف بالتمويل الروسي لمصر التي لم يكن لديها القدرة الكافية على تمويل المشروع، وروسيا أمدتها بالأموال والمهندسين والمساعدات التقنية.

وكان هناك شق آخر مهم خاصا بأهمية السد العالي وكيفية إنقاذ المعابد المصرية القديمة من الفيضانات التي كانت تغمر تلك المعابد الأثرية المهمة.

فقبل بناء السد العالي، تسببت مياه الفيضان في إغلاق العديد من المعابد ولعبت منظمة اليونسكو دورا كبيرا في إنقاذ المعابد المصرية في ذلك الوقت ومن بينها معبد فيلة وكلابشة وقصر إبريم ومعبدا أبو سمبل في الجنوب.

وتم نقل وإنقاذ عدد كبير من المعابد جنوب السد العالي من بينها معبد فيلة الذي تم نقله من جزيرة فيلة في الفترة من عام ١٩٧٢ وحتى ١٩٨٠ إلى جزيرة أجيلكا وهي جزيرة مرتفعة وأطلق عليها جزيرة فيلة نسبة للمعبد.

بينما استعرضت المرشدة السياحية أروى المهدي طريقة نقل المعابد، قائلة: «إنه عندما غمرت بالمياه تم تفريغها من خلال فرشها برقائق من المعدن والرمال لامتصاص المياه ثم تفريغ الرمال من أحد الجوانب وتقسيم المعابد إلى أحجار تم ترقيمها بدقة شديدة باستخدم نوعين من المناشير، النوع الأول كهربائي لتقطيع التماثيل الكبيرة والنوع الآخر يدوي لتقطيع الحوائط التي تحمل نقوشا محفورة».

وأضافت المهدى أنه بعد تقطيع المعابد تم تجهيز الجزيرة التي سيتم نقلها عليها والبدء في ترتيب المعبد وفقا للصور التي تم التقاطها قبل نقله.


النوبة.. «الفاجكا» و«الكنوز» عنصرا أهل الشمال والجنوب

يشتق اسم النوبة من كلمة «نوب» وتعني الذهب، وحصلت النوبة على هذا الاسم نظرًا لوجود أكبر مناجم الذهب على أراضيها، وتمتد النوبة تاريخيا من جنوب مصر إلى جنوب نهر النيل.

وتقول هالة صالح، مرشدة سياحية بمدينة أسوان، إن النوبيين ينقسمون إلى فئتين رئيسيتين هم أهل الجنوب (الفاجكا) وأهل الشمال (الكنوز) ويمتازون بأن لديهم علاقات خاصة مع بعضهم البعض وترابط أسري قوي جدا لا يزال موجودا بين النوبيين وبعض، كما أنهم يحبون الزواج من بينهم للحفاظ على الدم النوبى من الاندثار والتقاليد النوبية على الرغم من أن اللغة النوبية شبه مندثرة لكن كثيرا من الآباء والأجداد لا يزالون يستخدمون هذه اللغة التي استخدمت للمرة الأولى واشتهرت خلال حرب أكتوبر كشفرة فى حرب ٧٣.

وأضافت أن الفاجكا قد اكتسبتها ملامحها المختلفة نظرا لهروب إبراهيم باشا إلى صعيد مصر وزواجه من نوبية ومن ثم ظهرت ملامح جديدة ودم جديد لاختلاط النوبيين مع الأتراك فظهرت البشرة الفاتحة والعين الملونة والشعر الفاتح، بينما احتفظ «الكنوز» باللون الأسمر والملامح المميزة لبشرتهم.


آيات عبدالنعيم.. فنانة نوبية تغني بكل لغات العالم

«النوبة».. يعرفها الكثيرون بـ« بلاد الذهب» حيث السحر والجمال الذي يجعلها مزارًا سياحيًا أساسيًا داخل محافظة أسوان، لكنها في الوقت نفسه تضم أشخاصًا رائعين لديهم مواهب فنية وإبداعية تحتاج إلى التنقيب عنها وتمثلها «آيات عبدالنعيم».

 تبلغ آيات عبدالنعيم من العمر ٢٢ عامًا، وما زالت تدرس الموسيقى والفن بكلية التربية النوعية حيث تعمل على البيانو والكمان في الوقت نفسه.

محور الإبداع والغرابة لدى آيات لا يتمثل في صوتها الجميل فحسب، وإنما يأتي من خلال قدرتها الفريدة على الغناء بأكثر من لغة وتمزج عددا من اللغات داخل الأغنية الواحدة فهى تغني باللغة النوبية والعربية والفرنسية والسودانية أيضًا، وقالت: «أغنى دائمًا نوبيا وأغانى الفلكور الأسواني.. وأفضل أن أدمج بين الغناء باللغات المختلفة، إلى جانب مزج الثقافات المختلفة في الغناء مثل الثقافة النوبية والفرنسية واللغات في كوكتيل واحد في الوقت ذاته.