الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ناقد أدبي يكشف: فؤاد حداد أول من كتب قصيدة العامية الحرة

الناقد والشاعر محمد
الناقد والشاعر محمد علي علي عزب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ انطلاقته الشعرية الأولى في فترة الخمسينيات من القرن الماضي لم تبرح الكتابات النقدية عن تناول تلك الظاهرة الشعرية الفريدة المسماة بــ "فؤاد حداد" المبتكرة في جميع عناصر القصيدة العامية سواء على مستوى الموسيقى أو الألفاظ وتراكيبها الخاصة أو الصور البيانية؛ فـ "حداد" كان ينتمي إلى الجيل الذي حول الشعر العامي من مرحلة الزجل إلى مرحلة الشعر؛ ومن بين الدراسات النقدية التي تناولت شعر حداد كان آخرها ما أثبته الناقد والشاعر محمد علي علي عزب أن فؤاد حداد هو أول من كتب الشعر الحر في العامية المصرية وفي شعر اللهجات العربي.
وقال "عزب" –في تصريحات خاصة لــ "البوابة نيوز"- إنه أشار لتلك النقطة في كتابه الصادر مؤخرا " عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة" والذي ذكر فيه أن هناك من يرى أن لويس عوض هو أول من كتب قصيدة العامية الحرة فى ديوانه "بلوتو لاند وقصائد من شعر الخاصة " الصادر عام 1947 حيث استخدم "عوض" السطر الشعرى فى ثلاثة عشر نصا بالعامية المصرية منها خمسة نصوص قصيرة وثمانية نصوص يسميها " سونتيات" يقول في إحداها: "لا مرمر الرومان و لا المعاقل/ ولا المصاطب فى حمى منفيس/ ولا الهياكل قدها الأوائل/ ولا المسله من عهود رمسيس" .
ويوضح "عزب" أن هذه القصائد يغلب عليها النظم و الصنعة لأن "عوض" قد دعا اٍلى كتابة الشعر بالعامية كجزء من دعوته ـ أنذاك ـ لاٍستعمال العامية المصرية فى الكتابة بدلا من الفصحى، وأسماها اللغة المصرية فقد أراد أن يفعل ما فعله "دانتى اليجيرى" فى الاٍنتقال من اللغة اللاتينية المقدسة اٍلى لهجتها الاٍيطالية المتداولة، حيث يقول فى ختام الطبعة الثانية من هذا الديوان الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب 1989 أنه كان يبحث عما يبحث عنه دانتى الليجيرى عندما وضع أساس الأدب الاٍيطالى عام 1300 وهى دعوة تنطلق من هاجس وتجربة فكرية وليس من تجربة شعرية لها ضروراتها الفنية، و هذه النصوص فى أفضل حالاتها تأخذ الشكل الخطى البصرى لقصيدة العامية الحرة وهو الحيز الذى تشغله الكتابة ذاتها باعتبارها حروفا مطبوعة على مساحة الورق، دون أن يكون هذا الشكل انعكاسا للبنية الجمالية اللغوية و تشكيلاتها الموسيقية النابعة من داخل التجربة، ولو افترضنا أن شعراء العامية قد أخذوا هذا الشكل الطباعى البصرى من لويس عوض، برغم أن هذا الشكل كان معروفا من خلال ترجمات الشعر الغربى اٍلى اللغة العربية فهل يكون هذا كافيا لريادة لويس عوض لقصيدة العامية ؟! فهناك فرق بين الدعوة لكتابة الشعر بالعامية بدلا من كتابه بالفصحى والبحث عن الشعر ذاته فى العامية أو الفصحى . 
ويستطرد "عزب": هناك من يرى ان أول من كتب قصيدة العامية الحرة هو صلاح جاهين وقد ذكر صلاح جاهين بنفسه فى مقدمة أعماله الكاملة الصادرة عن هيئة الكتاب 1977م ـ ص 5 أنه عندما قرأ قصيدة فؤاد حداد التى يقول فيها : " فى سجن مبنى م الحجر/ فى سجن مبنى من قلوب السجانين / قضبان بتمنع عنك النور والشجر/ زى العبيد مترصصين" التي كتبها في عام 1951 كان قد بدأ هو الآخر بضعة محاولات بالعامية، أغلبها متأثر ببيرم التونسى ، فيقول جاهين :"لذلك هالنى أن أن أقرأ بالعامية نظما يسير فى طريقه الخاص، وقضيت مع فؤاد حداد زمنا لا أذكر طوله، و لكنه كان كافيا لأن تتكون فىّ.. نواة ما يسمى بشعر العامية المصرية". 
ومن هذا الطرح يستنتج "عزب" أن فؤاد حداد هو أول من كتب قصيدة العامية الحديثة التى تبحث عن شرطها الشعرى والجمالى فى لغة الحياة اليومية بآليات ورؤى فنية خاصة وبذلك يكون فؤاد حداد هو أول من استخدم شكل الشعر الحر فى الشعر العامى المصرى وشعر اللهجات العربية وفقا لما سبق من قرائن.