بساعد بابا.. ووالده: التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر
فى ظل جلوس الآلاف من الشباب على المقاهى وانتظارهم طابور الوظائف الحكومية ورفضهم للأعمال الحرة والحرف المهنية، هناك طفل لم تتجاوز سنه العاشرة، يرتدى «عفريتة الشغل» ويعمل مع والده ميكانيكى سيارات بالطريق الدائرى بقرية برما التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية.
اقتربت «البوابة» من الطفل فى ورشة والده لترصد ما الأسباب التى جعلته يعمل وهو فى هذه السن، ولعل عمره يمنعه من العمل وفق القوانين التى تنص على أن الحد الأدنى لسن العمل ١٤ عاما، ولكنه كسر القاعدة بعمله فى هذه المهنة الشاقة.
«مش عيب أنى أشتغل وبابا بيشغلنى فى الإجازة الكبيرة والإجازة الأسبوعية، عشان اطلع فاهم الحياة وأجيب اللى نفسى فيه، وأتعلم صنعة تفيدنى فى الدنيا»، بهذه الكلمات بدأ الطفل عادل عصام عوض حديثه قائلا: «أنا بحب الشغل وبحب الدراسة، وحلمى أكون الدراع اليمين لأبويا».
وأوضح الأسطى عادل أنه يحصل على مصروف ٣٠ جنيها أسبوعيا. متابعا: «أنا ببقى مبسوط وأنا بقول لزمايلى إنى بشتغلى مع أبويا، وكمان معايا فلوس ونفسى أبقى مهندس». أكون مهندس واستكمل مشوار حياتى، مشيرًا إلى أنه يفتخر أمام أصدقائه فى المدرسة بأنه يعمل مع والده ويشجعهم على العمل.
أما والده فقال: «أحببت أن أعلم ابني، وأستغل طاقته؛ ففى المنزل كان دائم الخناق مع إخوته، والآن أصبح عارف المسئولية، وبعدين التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، وكده هيطلع ناشف وينفع نفسه».
