الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سفير العراق لدى مصر: شهوة السلطة أعمت بصيرة بعض الزعامات الكردية.. مواجهة البشمركة للجيش ستكون لها عواقب وخيمة

السفير حبيب الصدر
السفير حبيب الصدر سفير العراق بالقاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال السفير حبيب الصدر سفير العراق بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، إن شهوة السلطة أعمت بصيرة بعض الزعامات الكردية، ودفعت إقليم كردستان إلى خطوة الاستفتاء على الانفصال، واصفا إياها بأنها خطوة متهورة رفضها العراقيون والعرب والدول الإقليمية والمجتمع الدولي برمته، مؤكدا أن العراق يحقق انتصارات بالغة ضد الجماعات الإرهابية، وسيتم إعلان الانتصار النهائي على آخر قطعة من أرض العراق خلال بضعة أيام بعد أن تقلع داعش من آخر جزء في العراق.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها السفير العراقي في أعمال صالون "تحالف الحضارات" الذي نظمه الدكتور محمد أبوكلل، ممثل تيار الحكمة العراقي في مصر، الموسم الثاني لصالون الحضارات جاء تحت عنوان: "العراق ما بعد داعش، التقسيم أم الدولة الوطنية؟ وبحضور عبدالله الزبيدي مسئول الملف الكردي في التحالف الوطني العراقي، والسفير العراقي بالقاهرة حبيب الصدر، والقيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي ووزيرة الإعلام السابقة درية شرف الدين، والدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية، واللواء محمود خليفة المستشار العسكري لأمين العام جامعة الدول العربية، والكاتبة فريدة الشوباشي، والدكتورة نيفين مسعد، وعدد من الدبلوماسيين ورؤساء الأحزاب المصرية.
وأضاف السفير العراقي أننا سنعلن العراق نظيفا من دنس الجماعات الارهابية، مؤكدا أن الجيش العراقي يعتبر من أقوى الجيوش في المنطقة،فلا توجد قوة تستطيع أن تصمد أمام الجيش بكل تشكيلاته.
وحذر السفير العراقي قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان من مواجهة الجيش العراقي مؤكدا أن مواجهة الجيش لها عواقب وخيمة جدا، مضيفا أن إقليم كردستان تمدد ظلما على أراضي ليست له على الإطلاق.
واتّهم كردستان بأنها دمرت قبائل عربية بالكامل على بعض الأراضي العراقية ظلما وكأنها تسونامي. 
وقال السفير العراقي: إن إقليم كردستان العراق هو الطفل المدلل في العراق، مضيفا أن الحكومات المتعاقبة في العراق تغاضت عن صلاحيات منصوص عليها في الدستور مثل البترول، منوها بأن وزارة الخارجية تضم نحو ٦٠٠ دبلوماسي من الكرد وفِي أفضل المواقع وأهم المناصب، فضلا عن الوزراء ووكلاء الوزارات والمديرين العموميين.
وأضاف الصدر أنه رغم الوضع المتميز الذي يعيش فيه الكرد إلا أنهم نظموا حملة إعلامية من الأكاذيب والافتراءات التي ليس لها أساس من الصحة لكي يسوغوا قضية الاستفتاء وأصدروا تصريحات ملغمة لبث خطاب الكراهية بين ابناء الوطن الواحد.
من جانبه قال الدكتور محمد ابو كلل "أن هذا الموسم كان من المفترض أن يتم إطلاقه في شهر نوفمبر المقبل إلا أنه تم تبكيره بسبب مستجدات الأحداث على الساحة العراقية وما جرى من استفتاء على استقلال إقليم كردستان، مشيرًا إلى أن أزمة الاستفتاء ستزيد من الدولة العراقية صلابة وأن العراق قادر على فرض سيادته على كل أراضيه، بعد أن أخرج داعش للدولة العراقية جيشًا قويًا وشعبا موحدًا.
وقال عبدالله الزبيدي، مسئول الملف الكردي بالتحالف الوطني العراقي، إن هناك 5 أحزاب رئيسية في إقليم كردستان مؤثرة وهي الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الديمقراطي والجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي وحزب التغيير، وأن من شارك في المفاوضات مع التحالف الوطني ثلاثة أحزاب فقط الحزب الديمقراطي وجزء من الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الاتحاد الإسلامي كما حضر ممثلون عن الأيزيدين والمسيحيين داخل كردستان، وأن من شارك في المفاوضات حوالي 60% من البرلمان الكردستاني من الناحية السياسية.
وأضاف "الزيدي"، أنه تم تحديد 9 نقاط خلال المفاوضات بهدف طمأنة الكرد بأن الفيدرالية ستكون حقيقة وليس هناك أي نية لضرب النظام الفيدرالي وأن يصلهم حقهم في الموازنة، متابعًا: "شرحنا لهم أن النفط لا بد أن تصدره شركة سومو التابعة لوزارة النفط العراقية وأن قضية التصدير ستكون محصورة في يد الحكومة العراقية وبيعه وتسويقه، وحصلوا على وعد بحل قضية الرواتب المتأخرة إذا ما سلمت الدفوعات النفطية بشكل واضح وصريح وليس فيه شك أو لبث، إلا أنهم كانوا مصرين إصرارا على قضية الاستفتاء وأنهم كانوا يطمئنون من باب إذا وافق الشعب على الاستفتاء فلن يذهب إلى الانفصال مباشرة ولكن تؤجل إلى حيث تتوافر الظروف السياسية، وقلنا لهم إن هذه الظروف الموضوعية التي تتحدثون عنها هي موقف استفزازي"، مشيرًا إلى أنه تم تحديد جلسة أخرى بعد أن يتدارس الكرد الموضوع ولكن عندما رجعوا إلى بغداد كانوا غير مستعدين لأي تفاوض حقيقي.
وتابع مسؤول الملف الكردي في التحالف الوطني العراقى: "حاولنا أن نثنيهم وقلنا ما الحل الذى فى جعبتكم غير قضية الاستفتاء لكن قالوا لا بد من المضى فى قضية الاستفتاء ومعركة الشارع فى قضية الانفصال، وجرى الاستفتاء"، موضحًا أن هناك تحفظات شديدة فى إدارة الاستفتاء وكانت طريقة إدارتها بدائية وبدا فيها تزوير بشكل واضح وانتشرت على وسائل التواصل حالات التزوير، مرجحًا أن تكون نتيجة الاستفتاء الحقيقة هي 40% فقط مشاركة، مشيرًا إلى أن رفض بعض الأحزاب الكردية الاستفتاء سيكون عامل ضغط على الإقليم للعدول عن موقفه.
وأضاف اللواء محمود خليفة، المستشار العسكري لأمين عام جامعة الدول العربية، أن كل أعضاء جامعة الدولة العربية أكدوا على وحدة العراق قبل الاستفتاء وجاء رأي 21 من وزراء الخارجية العرب واحدًا وهو وحدة العراق، موضحًا أن العراق ما قبل الفترات السابقة كانت فرصة العمل لملايين من العمال، وكان الجيش المصري والعراقي والسوري من أقوى الجيوش المصنفة عالميًا، وأن حرب أكتوبر كانت أول حرب بها تنسيق عالي المستوى واستخدم فيه سلاح البترول الاقتصادى، لكن هذه الوحدة بدى أنه يتم ضربها تدريجيًا وأنه من الغريب أن يحدث الاستفتاء فى الوقت الذى تحتفل تقوم فيه القوات العراقية بدحر آخر معاقل الجماعات الإرهابية، معلقاَ: "ربما هذا هو المسار الجديد ليظل العراق فى دوامة، وأنه شكل جديد من أشكال امتداد الصراع فى المنطقة".
من جهتها أكدت الدكتورة نيفين مسعد أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن هناك قسما فعليا من الأكراد غير راغبين بالانضواء تحت لواء الدولة العراقية، هؤلاء لا بد من التعامل معهم بحكمة، وعلى حكومة المركز ألا تهمل العملية السياسية في الإقليم التي تعاني من انقسام خطير الآن.
كما شددت "مسعد" على أهمية إعادة النظر في العقلية السياسية، وأن نُفعل حقًا وقولًا ما طرحه السيد عمار الحكيم بأن يكون العراق لكل أبنائه وأن يكون العلم العراقي العلم الذى يستظل به كل العراقيين ولا يكون فقط للإشهار بشكل رمزي.