الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا "تواضروس الثاني".. سفير مصر إلى العالم

البابا تواضروس الثاني
البابا "تواضروس الثاني"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 لكل دولة في العالم سفير ولكن لمصر سفير لكل بلاد العالم.. سفير ديني وروحي.. ينقل عن مصر رسائل السلام والمحبة والتعايش بين جميع الطوائف والأعراق، إنه البابا "تواضروس الثاني.. بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

تولى البابا تواضروس الثانى كرسى مار مرقس فى أوقات عصيبة تمر بها مصر؛ حيث كانت جماعة الإخوان لا تزال تسيطر على مقاليد الحكم فى البلاد، الذى تحل ذكرى ميلاده فى 4 نوفمبر؛ حيث ولد بمحافظة الدقهلية عام 1952، وبعد 60 عاما بالتمام، وفى 4 نوفمبر 2012 وقع اختيار الأنبا تواضروس ليتولى كرسى البطريركية المرقسية عن طريق القرعة الهيكلية ليكون بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الـ118، وسط احتفال مصرى مسيحى فى أرجاء الكاتدرائية والكنائس المصرية بالمحافظات.
رغم ما عاشته مصر من أحداث إرهابية وطائفية، وأوضاع سياسية واقتصادية غير مستقرة، كان لزامًا عليه أن يحمل هموم الوطن فى كل تحركاته الخارجية الوطنية، زار فيها الكنائس والجاليات المصرية، وسمع لهم وطمأنهم على وطنهم، وفى كل زياراته يدعو الخارج إلى دعم مصر فى حربها ضد الإرهاب ودعمها اقتصاديًا، مؤكدًا أن المصريين مسلمين ومسيحيين نسيج واحد، وسيتكاتفوا معًا لبناء مصر الحديثة القوية بأبنائها.

البابا السفير
كثيرًا ما يخرج عن النص بكونه رجل دين، لكنه لم ينس أنه مصرى فى المقام الأول، وقبل أن يكون الرجل الأول والمسئول عن ملايين من أبناء طائفته الأرثوذكسية فى الداخل والخارج، إنه البابا تواضروس الثانى الذى استحق لقب «البابا السفير» منذ توليه الكرسى البطريركى فى نوفمبر 2012، ومنذ زيارته الأولى للخارج وحتى الآن كان ولا يزال دائم الحرص على أن يرفع اسم مصر عاليًا أمام الأجانب، فيتحدث عن تاريخها وحضارتها والتعايش السلمى بين المسلمين والمسيحيين، وعن تاريخ إنشاء أول كنيسة أرثوذكسية فى العالم، وكان مقرها فى الإسكندرية، بالإضافة إلى علاقة الكنيسة بالدولة والرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حرص على حضور قداس عيد الميلاد لمدة ثلاثة أعوام متتالية بالكاتدرائية، منذ أن كان وزيرًا للدفاع.

مصر بلد من طراز خاص
فى سبتمبر الماضى، وخلال زيارته لأستراليا، قال البابا: «إن مصر الآن تمر بوقت عصيب، لكن فى نفس الوقت كل المصريين يحاولون أن يبنوا مصر الجديدة، والمصريون معتدلون، وأى اعتداءات على الشعب المصرى تأتى من خارج البلاد»، وأضاف البابا «نحن بحاجة إلى بناء مصر الجديدة، فنحن بلد من طراز خاص، ولدينا أحلام كثيرة». وقال: «نحن كمصريين نضع آمالنا وأحلامنا على عاتق الرئيس، ونحاول أن نبنى مستقبل مصر، لذلك نحن نقدر جدًا كل مساندة لبلدنا مصر فى هذا الوقت العصيب». وتابع: «مصر تتقدم كل يوم وبخاصة بعد ثورة 30 يونيو التى تعد بداية جديدة فى كل شىء، فمصر فى استقرارها استقرار للشرق الأوسط ومدن البحر المتوسط».

وقال: «إن مصر دولة ذات طابع خاص؛ فهى شبه مربع شكلًا، لها ضلعان فى البحر وآخران فى الصحراء، وأغلبية المصريين يعيشون حول نهر النيل الذى يعتبر أبًا لنا والأرض التى حوله أمًا لنا، لذلك هناك ارتباط وثيق بين المصريين ونهر النيل والأرض، ولكن منذ حوالى 50 أو 60 عامًا بدأ المصريون فى الهجرة إلى أماكن مختلفة، والمسيحيون المصريون منتشرون فى معظم العالم، وأكبر تجمع فى الولايات المتحدة، وثانى أكبر تجمع لهم فى أستراليا».
مصر خليط من الحضارات
فى زيارته لليابان، أغسطس الماضي، عبر البابا عن سعادته بتدشين أول كنيسة مصرية أرثوذكسية فى اليابان، وفى ذكره لمصر قال البابا تواضروس، إن الكنيسة القبطية المصرية نشأت فى القرن الأول الميلادي، وتحديدًا فى الإسكندرية، ومعروف تاريخيًا أن مدينة الإسكندرية أنشئت قبل القاهرة، ولذلك يحمل لقب بابا الإسكندرية، مستطردًا: «كانت مصر فرعونية، ثم جاءت المسيحية، ثم الإسلام، لتصبح مصر خليط من الحضارة الغنية الفرعونية المسيحية الإسلامية، والتاريخ الكبير».

مصر بتسلم عليكم
«مصر بتسلم عليكم».. ومن مصر إلى الكويت، كانت رسالة السلام من البابا تواضروس فى إبريل الماضى، أثناء زيارته للكويت. وقال فيها: «مصر والكويت قريبين.. يعنى لو قولت لكم مصر بتسلم عليكم يعنى مصر مش بعيدة»، مُضيفًا: «النهاردة عيد تحرير سيناء 25 إبريل فى مصر؛ فهى مناسبة طيبة، يعنى هنا الكنيسة تحتفل بالتدشين وإحنا بنحتفل بتحرير سيناء»، متابعًا: «ربنا يبارك فى حياتكم ورزقكم تعيشوا بالأمانة دايمًا».
يوم 10 مايو الماضي، وفى زيارته الأولى للعاصمة البريطانية لندن، فقد استقبلت الملكة إليزابيث، البابا تواضروس فى قلعة ويندسور، وكان اللقاء تاريخيًا، بحسب وصف سفير بريطانيا فى القاهرة، الذى قال: «إن ‏الملكة الـ٦٦ على مدار ١٥٠٠ سنة تستقبل بابا مصر الـ ١١٨ خلال ٢٠٠٠ سنة.. طرفان ذوا حكمة وخبرة كبيرة فى التعايش والاستمرارية فى عالم متغير».
فى 13 فبراير 2017، استقبل البابا الرئيس اللبنانى ميشال عون، بالمقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية فى العباسية، وأكد خلال لقائه بالرئيس اللبنانى عمق العلاقات الرسمية والشعبية والكنسية مع لبنان، وتناول البابا فى كلمته مع «عون» ما تشهده مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى من بناء المشروعات القومية مثل «قناة السويس الجديدة»، ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
زيارة تاريخية بعد قطيعة ربع قرن.


فى ديسمبر 2016، توجه البابا تواضروس إلى العاصمة اليونانية أثينا، والتى كانت زيارة تاريخية، بعد قطيعة دامت ربع قرن، بين بابا الإسكندرية واليونان؛ حيث دشن البطريرك عددًا من الكنائس القبطية هناك، وعلى سبيل الحديث عن مصر، قال إن 99 % من المصريين يعيشون حول نهر النيل، ويشربون منه الماء والاعتدالية والوسطية، والتأكيد أن العلاقة بين الكنيسة والدولة علاقة طيبة، إلا أنه لم يحدث أن قام رئيس الدولة بزيارة الكنيسة إلا منذ سنتين فقط، حين قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة الكاتدرائية ليلة عيد الميلاد، وأن البرلمان المصرى للمرة الأولى يكون فيه 39 عضوًا مصريًا مسيحيًا.

وفى سبتمبر 2016، وبدعوة من الملك عبدالله زار البابا تواضروس لأول مرة دولة الأردن، وأعرب خلال زيارته للمملكة الهاشمية عن تقديره الكبير للدور المهم الذى يقوم به الأردن فى تعزيز التفاهم ومد جسور التلاقى بين مختلف أتباع الأديان السماوية، مشيرًا إلى تقديره للدور التاريخى للأردن فى الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس.
وفى فبراير 2014، زار البابا تواضروس إيطاليا لمدة 8 أيام التقى فيها لأول مرة مع البابا فرنسيس الأول، بابا روما، وهو أول لقاء يجمع بين الكنيستين بالفاتيكان منذ 40 عامًا.