الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حوادث السرقة والخطف "على عينك يا تاجر".. إنقاذ شاب سوري آخرها.. والخبراء يؤكدون: العقدة النفسية وراء سلبية المواطنين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من الرعب تنتاب الكثيرين بسبب تعدد حوادث الخطف والسرقة أمام أعين المارة وعلى الملأ وسط سلبية مفرطة من الجميع، فقد طالعتنا العديد من الصحف والمواقع الإخبارية في الفترة الأخيرة بنشر حوادث عديدة من هذا النوع وتفاصيل أكثر رعبًا لم تحدث من قبل.

شهدت مدينة بسيون واقعة اختفاء طفل من والدته والتي استغاثت بأهالي المنطقة، فقام شباب القرية والأهالي بالبحث عن الطفل بالدراجات البخارية والسيارات بجميع أنحاء القرية، حتى وجدوا الطفل يبكي مع رجل غريب بمحافظة البحيرة، ومعه 2 آخرين تمكنوا من الهرب، فضبطه الأهالي وتم تسليمه لمركز شرطة بسيون، وتعد هذه الواقعة الأبرز، في تدخل بعض الناس الموجودة لحل الأزمة أو لمساعدة والدة الطفل



وفي واقعه أخرى تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" فيديو لسيدة استطاعت إنقاذ شاب سوري من الاختطاف بعد مطاردتها بالسيارة، واستمرارها في السير خلف سيارة الخاطفين للشاب، والضغط على آلة التنبيه بالكلاكس" مع صريخها طوال الطريق وندائها على السيارات المجاورة لها لمساعدتها في إنقاذ الشاب.
السيدة صورت الواقعة بالكامل من داخل سيارتها أثناء تواجد ابنها ووالدها ووالدتها معها، وكتبت عبر صفحتها الشخصية على "فيس بوك": "مكنتش أتخيل أن ممكن أتحط في الموقف ده، كنت أنا وابنى وأمي وأبويا وأختي في العربية في شارع حسنين هيكل بمدينة نصر، ولاحظت عربية سائقها ملثم وصراخ شاب داخل السيارة".
وأضافت: "والدى قام بالجرى ورا العربية، وصرخت عشان ألفت نظر الناس تساعدنا نمسك الناس دول شباب ابتدت تجرى وراهم وواحد بموتوسيكل حاول يلحقهم بس داسوا عليه الحمد الله ربنا قدرنا إننا نمسك الناس دول، والولد المخطوف كان شاب سوري بس أنا كنت فاكره أنه بنت".
وتابعت:" بغض النظر عن الإصابات اللي حصلتلى أنا ووالدتي والعربية لأننا قاعدنا نخبط جامد في العربية، فضلنا واقفين لحد ما الشرطة وصلت، وقولنا أقوالنا واطمنا على الولد وبمساعدة ناس وشباب كتير أوى جريوا ورا الملثمين ومسكوهم وأخدوا علقة محترمة، اللي عايزه أقوله إن اللي يتخطف مش بس بنات لا ده كمان شباب خدوا بالكم من نفسكم متأمنوش لحد على أد ما فى أكيد ناس كتير أوى كويسة مع الأسف اللي مش كويسين كتير برده ربنا يحفظ الجميع".
وواصلت:" أنا لو مكنتش لحقته مكنش هيجيلى نوم طول حياتي، والشاب السوري تقريبا في آخر العشرينات هما كانوا خطفينه بالعربية، وهو كان مضروب جامد ومتخدر مقدرش ساعتها يحكى اللي حصل وكان معاهم شنطة فيها حبل ومخدر".
وفي نفس السياق تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو للحظة اختطاف فريد شوقي الشهاوى، في شارع شهاب بالمهندسين، وهو يحاول أن يستنجد بالمارة، قبل أن يتم العثور عليه مقتولًا في منشأة القناطر بشمال الجيزة.
ومن جانبها- روت فاتن شوقي شقيقة الشاب المقتول، في مداخلة هاتفية ببرنامج "90 دقيقة" الذى يقدمه الإعلامي معتز الدمرداش، عبر فضائية "المحور" تفاصيل رحلة اختطافه من 6 أكتوبر محل إقامته إلى المهندسين، موضحة أن عملية الخطف وقعت بأكتوبر من أمام كافية قريب من منزله، من خلال 6 أشخاص، وذهبوا به عبر طريق المحور حتى ظهر فيديو استنجاده خلال محاولته الخروج من السيارة في شارع شهاب ولكن دون أي تدخل من أحد.
وقالت شقيقة الشاب المقتول: إن فريد كان جالسًا على الكافية قبل لقاء أصدقائه أحدهما يدعى "الصباحى"، وفور خروج شقيقها من الكافية تم اختطافه في سيارة بها 6 أشخاص، مشيرة إلى أن شقيقها كان يعمل بالتسويق العقاري بجانب عمله في التجارة بالعملات والشنط والميكب، وقتل بخبطة سلاح فى رأسه بناء على تقرير الطب الشرعي.

وفي واقعة أخرى انتقم مواطنون من أهالي قرية مؤنسة التابعة لمركز أشمون في محافظة المنوفية من شاب قالوا إنَّه نشر فيديو "مخل" لإحدى فتيات القرية، بعد رفض أسرتها طلبه الزواج منها.
وكان بعض الأهالي قد جردوا الشاب من ملابسه، وأجبروه على ارتداء قميص نوم واعتدوا عليه بالضرب كما فعل أحد الممثلين في أحد المسلسلات المصرية.
وكان الأهالي قد أجبروا الشاب على خلع ملابسه كاملة، وإجباره على ارتداء قميص نوم وتناوبوا عليه الضرب في "زفة" جابت شوارع القرية دون تدخل أي أحد من المارة أو الأشخاص الذين يوجدون بالشوارع.
وترجع أحداث الواقعة إلى أن الشاب كان نشر فيديو لفتاة اعتدى عليها جنسيًا وصورّها لإجبار أسرتها على الموافقة على طلبه الزواج منها، وعندما رفضوه، نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.
أثار المقطع حفيظة أسرة الفتاة، فانتقموا منه، وانتقلت قوات الشرطة إلى القرية، وتم القبض على الشاب وإيداعه بمركز الشرطة، وتم عمل محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.


وفي واقعة تعد الأكثر عنفًا بجوار المارة في الشارع بمحافظة الجيزة بالبدرشين تعرضت إحدى سيارات الشرطة لهجوم إرهابي، أسفر عن استشهاد أمين شرطة و3 مجندين وفرد.
تعود أحداث الواقعة أنه صباحا قام ملثمون يستقلون دراجة بخارية بإطلاق الرصاص على سيارة شرطة بقرية أبو صير بالبدرشين، مما أدى إلى استشهاد أمين شرطة و3 مجندين وفرد شرطة.
وكانت كاميرات مراقبة محطة الوقود الموجودة بمنطقة الحادث أظهرت وجود أفراد من المارة بقُرب الحادث، أحدهم يستقل نقل، وآخر يستقل توك توك، وشاب ثالث هرول بالهروب أثناء تنفيذ الهجوم، دون أن يُبدى أحدهم رد فعل حقيقي للتدخل.


وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع: إن طريقة تعامل المصريين مع الكوارث، مثل الخطف والسرقة، أصبح مؤسفا ومقلقا للغاية، ولكن يُمكن القول أن سلوك "الفرجة" هو سلوك عفوي لا إرادي يخرج من الأشخاص أثناء وقوع الحادث بعفوية شديدة لأنه في هذا التوقيت يعتبر شعور لا إرادي لا يدري ماذا يفعل أو ماذا يقول.
وأوضح صادق، أن المواطن المصري عانى كثير ولا يقف أحد بجانبه فبالتالي يرد الإساءة بالإساءة، ولا يقف بجانب أحد، وهو ما يدفعه اليوم لإسقاط هذه العقدة النفسية على من هو أضعف منه في هرم القوي والضعيف، ومثالًا على ذلك شاب يتحرش بفتاة في الشارع، ووسط المارة دون أي رد فعل، وهو في الحقيقة يعني الاستسلام لأي فكرة سيئة، أو تسليمًا للأمراض المجتمعية في صمت مطبق على مفهوم التحرش واستبداله بلفظ العيب.


وأشار الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع، إلي أن سلوك الفرجة يعد تعبيرًا عن اختفاء صفات الشهامة والرجولة، والمروءة التي كانت توجد عند المصريين، موضحًا أنه في قديم العصر في الخمسينيات والستينيات كان الناس متحدون كل يقف أما الآن الناس "شاهد مشفش حاجة".
ويُشير "الخولي" إلى أنه في بعض الحوادث تجد بعض الأشخاص يشاهدون ويركزون علي ما يحدث كأنهما في "فيلم سينمائي" فمثال ذلك في حادث الإرهابيين بالبدرشين كان من المفترض على الأشخاص الذين كانوا في حيز هجوم البدرشين الإرهابي، أن يذهبوا لمكان بعيد عن أعين الإرهابيين، ولكن من الغريب جدًا أنهم كانوا يقفون ليُشاهدوا ما يحدث، وهو بالطبع إما شعور لا إرادي أو لامبالاة.
وفي نفس السياق يقول الدكتور جمال فرويز الخبير النفسي: إن بعض المواطنين تغير سلوكهم بتحويلة لشخص سلبي تجاه المجتمع إلى عدم شعوره بأنه لا يأخذ حقوقه في بلده بدليل إذا وجد شاب يتحرش بفتاة أو غيرها يمر وكأنه لا يرى شيئا.