تحتفل سلطنة عُمان في السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام بيوم الشباب العُماني وجاء تخصيص هذا اليوم إيمانا بأهمية الشباب ودورهم الحيوي في بناء المجتمع.
وقد حظي الشباب العُماني بالرعاية الكريمة من لدن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان منذ السبعينيات من القرن الماضي ومع بداية مسيرة البناء والتنمية، حيث تم تخصيص عام 1983م للشبيبة العُمانية ثم عام 1993م عاما للشباب العُماني، ثم إنشاء اللجنة الوطنية للشباب في 26 أكتوبر 2011م.
فالرؤية المحورية لمسيرة البناء مثلت في مضمونها جوهر النهج الإنساني والحضاري الذي رسم السلطان قابوس، معالمه للتعاطي العماني مع قضايا التنمية وهموم البشرية، والقائم على أهمية التأكيد على دور الإنسان في إحداث النقلة اللازمة لتغيير واقعه نحو حياة أفضل وأسعد، تتكامل فيها مظاهر الاستقرار والرخاء والطمأنينة والعيش الكريم والتقدم والرقي، والرغبة في حصد المزيد من المكتسبات لصالح الإنسان والوطن.
لذلك كانت ـ ولا تزال ـ التنمية البشرية والاهتمام بالشباب العماني توجهًا عمانيًّا أصيلًا، انطلاقًا من يقين السلطان قابوس، أن الشباب هم منطلق أي عمل تنموي، وهم حافزه الأول وأيضًا هم هدف أي برنامج تنمية أو تحديث؛ لذا ظل يدعو إلى استنهاض إمكانات الشباب وتأهيلهم وتثقيفهم والاهتمام بأحوالهم المعيشية والصحية حتى يكون مؤهلين للقيام بالدور المناط بهم.
ولا شك أن الاحتفال بيوم الشباب العماني يعكس المعنى العميق الراسخ الذي حملته رؤية القيادة السياسية العُمانية نحو الشباب، واعتبارهم الركيزة الأساسية في عمليات التنمية والبناء الوطني، وستظل دعوة السلطان قابوس إلى الارتقاء بمهارات الشباب وربطها بمهارات سوق العمل ـ وهو هدف ثمين في ظروف العالم الصعبة ـ من خصوصيات النهج العماني لمسيرة البناء والتنمية.
وتكريسًا لمواصلة الاهتمام بالشباب، تولي اللجنة الوطنية للشباب اهتماما كبيرا بالمبادرات الشبابية ودعمها سعيا للاقتراب من أنشطتهم وتقصي احتياجاتهم حيث واصلت جهودها لدعم هذه المُبادرات عبر استحداث استمارة مقنّنة شاملة للمعايير واشتراطات الدعم.
وقد تجاوز عدد هذه المُبادرات خلال الفترة من أكتوبر ٢٠١٦ وحتى أكتوبر ٢٠١٧م / 54 / مبادرة توزّعت على مختلف محافظات السّلطنة.. كما تنوّع الدّعم المقدّم لها بين المادِّي واللوجستي.
وإيمانًا من اللجنة الوطنيّة للشّباب بضرورةِ إشراك الشّبابِ في تخطيط المشروعات المُلامسة لاحتياجاتهم تم استحداث استمارة خاصّة بأفكارِ الشّباب في موقعها الإلكتروني تتلقّى عبرها الأفكار الشبابيّة المتوافقة مع أهدافِ إنشاء اللجنة الوطنيّة للشّبابِ واختصاصاتها.
وأعلنت اللجنة الوطنية للشباب في يوم الشباب العماني في 26 أكتوبر 2016م عن منهجية عملها للخمس سنوات القادمة (2016- 2020) من خلال استحداث برامج استراتيجية ذات شمولية واستدامة بهدف تحقيق أهدافها وزيادة فاعليتها وتكريس إنجازاتها كما تسعى اللجنة من خلال هذه الاستراتيجية إلى توظيف مختلف الإمكانات المتاحةِ لها داخل اللجنةِ وخارجها وتفعيلِ شراكاتها وتكامليّتها مع المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة.
وأعلنت اللجنة في بداية فترتها الثالثة (أكتوبر 2016 – 2018م) عن 14 مشروعًا ممنهجًا ستعمل عليه خلال هذه الفترة.. كما انها تتبنّى مجموعة من الأفكارِ الشّبابيّة وتدعم العديد من المُبادرات الشّبابيّة ذات الصِّلة باختصاصاتها.
ويعد برنامج المواطنة والانتماء أول هذه البرامج ويسعى إلى تخطيط وتنفيذ مشروعات تُعنى بتعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الشباب العماني وترسيخ قيم ومعاني الولاء والانتماء للوطن وقيادته وزيادة الوعي بالموروث التاريخي والتراثي والاجتماعي والحضاري والإنساني الأصيلة وتشجيعه على التمسك بها والمحافظة عليها.
