ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي فشلت في الحصول على ضمان بأن نواب البرلمان سيصوتوا على صفقة خروج بريطانيا من كتلة الاتحاد الأوروبي، قبل تاريخ خروج لندن من التكتل المقرر في شهر مارس عام 2019.
وأشارت الصحيفة البريطانية -في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- إلى أن ماي رفضت الأقرار بأنه سيتم التصويت قبل "يوم الخروج" في شهر مارس 2019، غير انها أعربت عن ثقتها بأنه سيتم التوصل إلى صفقة مع أوروبا في موعد يتيح للبرلمان وقتا كافيا لإجراء التصويت.
وأضافت الصحيفة، أن المتحدث باسم رئيسة الوزراء رفض لاحقا توضيح موقفها، ورفض أيضا ضمان إجراء تصويت على الاتفاق النهائي في البرلمان قبل أن تغادر بلاده الاتحاد الأوروبي، حيث اكتفى بقول إنه "سيتم التوصل إلى اتفاق قبل مغادرتنا الاتحاد، وسيحصل البرلمان على تصويت عليه".
وجاء موقف ماي بعد أن اعترف الوزير المكلف بملف "البريكست" في حكومتها دايفيد ديفيس خلال الجلسة بأن التصويت الذي سيقر فيه أعضاء البرلمان أي اتفاق نهائي قد يُجرى عقب أن تكون المملكة المتحدة قد خرجت من التكتل الأوروبي، حيث توقع أن تمتد المفاوضات حتى الدقيقة الأخيرة من اليوم الأخير المحدد في 2019 لخروج بريطانيا فعليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن غموض موقف حكومة ماي حيال تصويت البرلمان أثار رد فعل فوري عنيف من البرلمان، حيث بدأ أعضاء البرلمان في الضغط للحصول على ضمان لتصويتهم من أجل إقرار أي اتفاق قبل خروج البلاد فعليا، فعقب تصريح ديفيس، وجه ستيفن كينوك عضو البرلمان عن حزب العمال تساؤلا إلى ماي عن مدى أهمية التصويت على أمر قد حدث بالفعل.
وأجابت ماي بأنها واثقة من أن التصويت سيُجرى، موضحة أن ذلك في صالح الجانبين، كما أن البرلمان البريطاني لن يكون من سيصوت وحده، بل أيضا سيكون هناك تصديق من برلمانات أخرى، مضيفة "أنه سيكون في استطاعتنا الوصول إلى ذلك الاتفاق والتفاوض في الوقت الذي يسمح للبرلمان بالتصويت الذي تعهدنا به".
ولفتت "الإندبندنت" إلى أن عبارات ماي لا تعبر عن التزام قوى بإجراء تصويت للبرلمان قبل الخروج، في الوقت الذي يخشى فيه بعض أعضاء البرلمان من المنتمين لحزبها المحافظ من أنه لن يكون هناك وقتا كافيا لتمرير كافة التشريعات اللازمة للبريكست قبل موعد مغادة بريطانيا في مارس 2019.
من جانبه، قال وزير شئون البريكست في حكومة الظل السير كير ستارمر، إن تصريحات دايفيد ديفيس وتريزا ماي تضيف فقط المزيد من الارتباك والفوضى بشأن النهج الذي تتعامل به الحكومة مع مفاوضات بريكست، مضيفا أن حزب العمال كان واضحا من البداية في أن البرلمان يجب أن يكون له الكلمة الأخيرة في بنود خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل مارس 2019.
