الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

10 تنويريين مصريين في عاصمة "النور"

باريس عاصمة النور
باريس عاصمة النور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمتد العلاقة بين القاهرة -عاصمة الحضارة- وباريس -عاصمة النور- لقرون مضت. برزت بشكل قوي مع نهضة الدولة المصرية الحديثة، عندما اختارها محمد علي باشا قِبلة يُرسل إليها بعثاته التي تعود إلى المصريين بالعلم والمعرفة، بداية من بعثة رفاعة الطهطاوي، ومرورًا بـ"بعثة الأنجال" التي ضمت إلى جوار أربعة من أولاده وأحفاده علي باشا مبارك.
واستمرت العلاقة التنويرية بالبعثات التي أرسلها أبناء محمد علي إلى العاصمة الفرنسية لدراسة المزيد من الحضارة الغربية، ليأتي أبناء هذه البعثات مثل قاسم أمين بفكر أحدث ثورة فكرية في المجتمع؛ وكذلك منهم من أحدث ثورة في الفنون مثلما فعل زكي طليمات وجورج أبيض أبو المسرح المصري وغيرهم.
نستعرض معًا عشرة من أبرز التنويريين في تاريخ مصر، الذين حصلوا على شرارة الازدهار من عاصمة النور بعد عقود من التخلف شهدها المصريون.

رفاعة الطهطاوي:
سافر عام 1826 إلى فرنسا ضمن بعثة عددها أربعين طالبًا أرسلها محمد علي على متن السفينة الحربية الفرنسية "لاترويت" لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة بصفته إمامًا للبعثة؛ ولكنه اجتهد ودرس اللغة الفرنسية هناك، وبعد خمس سنواتٍ حافلة أدى امتحان الترجمة، وقدَّم مخطوطة كتابه الذي نال بعد ذلك شهرة واسعة "تخليص الإبريز في تلخيص باريز".

علي باشا مبارك:
اختير ضمن مجموعة من الطلاب للسفر إلى فرنسا في بعثة دراسية عام 1849، وضمت البعثة أربعة من أمراء بيت محمد علي منهم الخديو إسماعيل، ولذا عرفت هذه البعثة باسم "بعثة الأنجال"، واستطاع بجِدّه ومثابرته أن يتعلم الفرنسية حتى أتقنها؛ ثم التحق بالجيش الفرنسي للتدريب ولم تطل مدة التحاقه؛ إذ صدرت الأوامر من عباس الأول الذي تولى الحكم بعودته.

قاسم أمين:
سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا وانضم لجامعة مونبلييه وبعد دراسة دامت أربع سنوات أنهى دراسته القانونية بتفوق عام 1885؛ وقضى في فرنسا أربع سنوات يدرس بها المجتمع الفرنسي، واطلع على ما أنتجه المفكرون الفرنسيون من مواضيع أدبية واجتماعية.

طه حسين:
في عام 1914 سافر إلى مونبلييه، فدرس في جامعتها الفرنسية وآدابها، وعلم النفس والتاريخ الحديث، ثم صدر قرار بحرمانه من المنحة، لكن تدخل السلطان حسين كامل، فعاد إلى العاصمة باريس ليدرس علم الاجتماع والتاريخ اليوناني والروماني والتاريخ الحديث وأعد خلالها أطروحة الدكتوراه الثانية "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون"؛ إضافة إلى إنجازه دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني.

أحمد شوقي:
سافر إلى فرنسا على نفقة الخديوي توفيق، فالتحق بجامعة مونبلييه لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق عام 1893، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر؛ وتأثر بالشعراء الفرنسيين وبالأخص راسينا وموليير.

جورج أبيض:
رغم كونه لبناني الأصل لكنه يُعتبر مؤسس المسرح المصري الحديث، فقد سافر إلى فرنسا لدراسة التمثيل على نفقة الخديو عباس، ليعود بعد ذلك إلى مصر على رأس فرقة فرنسية باسمه عام 1910، وقدم مسرحيات باللغة الفرنسية، وأسس أول فرقة قومية للتمثيل في مصر وفي تونس، حين دعته حكومة تونس عام 1921 ليشرف على تأسيس فرقتها القومية كما استعانت به مصر في عام 1935 لإنشاء الفرقة القومية المصرية.

زكي طليمات:
سافر طليمات في بعثة إلى فرنسا عام 1925 درس خلالها فنون التمثيل والإلقاء والمسرح وذلك بمسرح الكوميدي فرانسيس أحد أشهر المسارح الموجودة في العاصمة باريس، ومسرح الأوديون، ومعهد حرفية المسرح بباريس، ليحصل على شهادة الدبلومة في الفنون عام 1928، ودبلوم في الإلقاء والأداء، وشهادة فن الإخراج وشهادة المناظر المسرحية وحرفية المسرح.

سليم حسن:
عام 1925 سافر في بعثة إلى فرنسا والتحق بقسم الدراسات العليا بجامعة السوربون، وحصل على دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة من الكلية الكاثوليكية، كما حصل أيضًا على دبلوم الآثار من كلية اللوفر، وأتم بعثته عام 1927 بحصوله على دبلوم اللغة المصرية ودبلوم في الديانة المصرية القديمة من جامعة السوربون.

فتوح نشاطي:
درس في مدارس الفرير ثم التحق ببنك كريدي ليونيه، عمل بالمسرح المصري في بداياته منذ عام 1920 قبل أن يلتحق بفرقة رمسيس عام 1924، حيث ترجم للفرقة عشرات المسرحيات ثم سافر إلى ‏فرنسا في بعثة للإخراج من عام 1937 إلى عام 1939، وعاد ليتولى الإخراج ‏في الفرقة القومية، والفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى، والفرقة المصرية ‏الحديثة والمسرح القومي المصري.

محمد مندور:
فضّل السفر إلى فرنسا على التعيين وكيلًا للنيابة؛ لكنه سقط قبل السفر في الكشف الطبي لضعف بصره، وكادت بعثته أن تُلغى لولا تدخل الدكتور طه حسين؛ وكان الهدف من البعثة الحصول على ليسانس من السوربون في الآداب واللغات اليونانية القديمة واللاتينية والفرنسية والأدب المقارن، وتحضير دكتوراه في الأدب العربي؛ لكنه لم يتمها لبداية الحرب العالمية الثانية؛ كذلك التحق أيضًا بمعهد الأصوات، حيث درس أصوات اللغة دراسة معملية، وقام ببحث عام عن موسيقى الشعر العربي وأوزانه مسجلة ومقاسة بالكيموغراف، وكتب في ذلك بحثًا مهمًا بالفرنسية.