الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"البوابة" في منزل الفنانة "شيرين".. نجمة "المتزوجون": "السيسي" وضع روحه على كفه ومبارك يستحق معاملة أفضل.. ليس لدي صفحات على "فيس بوك" أو "إنستجرام".. ولا "واتس آب"

«البوابة» فى منزل
«البوابة» فى منزل الفنانة «شيرين»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم شخصيتها القوية والعنيدة إلا أننا استطعنا أن نبكيها لأول مرة، من خلال حديث تجريه مع «البوابة» وهذا ما قالته لنا إنها النجمة الكبيرة «شيرين» التى جعلت منها الصدمات والأحزان أمورا أخري، حيث ينطبق عليها مثل «يا جبل ما يهزك ريح» بالإضافة إلى أنه رغم أن شهرتها جاءت عن طريق «الصرصار» إلا أن صقل موهبتها وطبيعتها الرقيقة كانت سر نجاحها، فالتقت بها «البوابة» لنكشف عن الجانب الآخر.. لها فأبحرنا بداخلها فكان معها تلك المعايشة.

أيام الكحرتة
رغم أن شهرتها جاءت عن طريق «الصرصار»، إلا أن موهبتها التى تعتبر من العيار الثقيل وطبيعتها الرقيقة، ومحافظتها على القمة وسط نجوم وسط نجوم مصر والوطن العربي، كانت سر مفاتيح نجاحها مما جعلها مستمرة مع كل الأجيال السابقة والحالية، كفنانة ومبدعة وهذا ما دفعنا فى البداية لسؤالها عن سر هذا التنوع والاستمرارية وبدايتها، قبل أن تصبح النجمة الكبيرة شيرين التى نراها الآن، فأجابت متنهدة ووجهها بدا عليه علامات الاندهاش وابتسامتها الرقيقة لا تفارق شفتيها: ياااه هذا السؤال أول مرة أحد يطرحه على منذ أن دخلت الوسط الفنى إلى هذه اللحظة.
ثم استكملت: هناك أشخاص دائمو الظهور ويقدمون أكثر من عمل لكن يتوارون بعد ذلك، وبالنسبة لى أرى أن نجاحى واستمراريتى لم يأتيا من فراغ، وجاءا بعد تعب ومجهود، ولم تنحصر شيرين فى نجاح «الصرصار» فقط وعندما أقبل على أى عمل جديد أشعر أننى فى سنة أولى تمثيل وعلى سبيل المثال المسلسل الحالى «عائلة زيزو» الذى يعرض الآن على إحدى القنوات الفضائية عند عرض أولى حلقاته انتابنى رعب شديد ولا تتخيلى أعصابى متوترة كيف؟ وأنا أسير فى سيارتى على الطريق، ظللت أبكى رغم أننى أعى جيدا، أننى قدمت دورا مختلفا غير كل الأدوار التى قدمتها سابقا، وتنوعى فى كافة الشخصيات التى قدمتها طوال حياتى هو سبب استمراريتى حتى الآن، وهذا كله بالطبع بسبب رضاء الله على وحبه لى بسبب اجتهادى فى عملي، فلذلك أراد أن يكافئنى بتلك المحبة والنجاح، وأنا أيضا لدى أكثر من مثل أعلى أضعها أمامى منذ صغري، وأحاول جاهدة أن أسير على نهجها وليس مغزى كلامى أن قمت بتقلديها، ولكن كنت أنظر إلى متى ظلوا مستمرين مع جميع الأجيال مثل الفنانة العظيمة الراحلة فاتن حمامة والفنانة الساحرة مديحة يسرى والفنانة القديرة نادية لطفى والكبيرة ليلى طاهر، والراحلتين العظيمتين أمينة رزق وماما كريمة مختار، فهؤلاء كن مثلى الأعلي، وكنت أنظر إلى كيفية تنوعهن فى الأدوار واستمرت أعمالهن إلى هذه اللحظة، حتى التى رحلت منهن لكنها باقية بأعمالها، وهذا على مستوى السيدات.
أما مثلى الأعلى فى الرجال، فهو بالطبع الزعيم عادل إمام، وعملت معه أكثر من عمل فهو مدرسة فنية كبيرة مستقلة تنفرد بعيدا عن السرب.
أما أنا فقد بدأت حياتى الفنية من خلال معهد الباليه، وعملت دبلومة فيه، ثم قمت بعمل فيلم تسجيلى ثم بداية احترافى كانت من خلال أول فيلم لى فى حياتى كان أربعة مشاهد، وتم حذف ٣ مشاهد، وتبقى لى مشهد واحد فقط، فالفن كان بداخلى وبيجرى فى دمى منذ دخولى معهد الباليه قبل التمثيل، وموهبتى كانت من عند الله، أما استمرار نجاحى وأنا أقدم عملا ما مثل مسرحية «المتزوجون» والناس تظل تنادينى به وتتذكر لزماتى فيه فهذا باجتهادى أنا الشخصي، ومن نعم الله على أننى عملت مع عمالقة الفن وأساتذته مثل فؤادالمهندس وعبدالمنعم مدبولي، ومحمود مرسى ومحمود ياسين وعدلى كاسب، ومحمود المليجي، وبالتأكيد عملى مع كل هؤلاء النجوم الكبار أكسبنى خبرة كبيرة للغاية وأشياء أكبر ولو لم أكن حافظت على تلك الأشياء التى اكتسبتها بالتأكيد لم يكن لى تواجد إلى هذه اللحظة.

الإنسانة التى لا يعرفها أحد
بالتأكيد شيرين «الصرصور» غنية عن التعريف بتاريخها الحافل والمضني، أما عنها كإنسانة فكثيرون يرونها أيقونه مغلقة فأبحرنا بداخلها أكثر لفك هذه اللوغاريتمات فقالت بابتسامتها الرقيقة:
بالطبع هناك كثيرون لا يعرفونني، وأبدو لهم غامضة، فأنا إنسانة طبيعية للغاية، ولدى ٤ أخوات شباب الشقيق الأكبر اسمه علاء، هو موجه فى التربية والتعليم والأصغر محام، والآخر عماد، وأبى رحمة الله عليه، مدينة بالفضل له فى تعليمي، وأكره التصنع، وأتعامل بطبيعتى فى كل الأحوال.
أما على المستوى الإنسانى فهناك عدد من الفنانين أثروا فىّ إنسانيا، ولا أتذكر كم أسماؤهم لكنى مدينة بالفضل لهم سواء كانوا رجالا أو نساء، وقد مررت بمراحل عديدة فى حياتي، والحمدلله كل هذه المراحل أشعر برضا تام عنها، وراضية عنها تماما، ومنذ أن ولدت هناك العديد من الأشخاص الذين أثروا فى حياتي، بداية من والدى ووالدتي، وهم الذين زرعوا فىّ الحب وبالنسبة لى جريئة للغاية فى حياتي، ومن خلال تعاملى مع الناس القريبين لى أجرأ مما تروننى على الشاشة ومتصالحة للغاية مع نفسي، فلا أخاف مثلا أن أقول كم سنى أو أى شىء وأنا حساسه للغاية أيضا مع الحيوانات، فمثلا أقص لكِ ما لم أروه من قبل: «كنت فى بداية حياتى ومعى سيارة فيات ١٢٦،ـ وكان هناك رجل على الطريق يقوم بضرب حصان لأنه لا يستطيع التحرك فوقفت بسيارتى تحت النفق وأخذت العصا الذى يضربه بها منه ففوجئ بى وسألته ما الذى يدفعه لضرب الحصان بتلك الطريقة البشعة، ثم قمت بنفسى بفك العريش الذى يلفه حول الحصان، وقمت بمناداة الناس فى الشارع وقلت له: (إذا قمت بضرب أى حيوان بتلك الطريقة فسوف يأتى أحد لجلدك بنفس الطريقة)، فأنا بطبعى لا أحب الأذى قط لأى أحد سواء كان طفلا أو شابا أو حيوانا» ولو حتى وجدت شخصا ما يقطف وردة فهذا يوجعنى كثيرا، فأنا أعى جيدا مدى أهمية كل المخلوقات التى خلقها الله على وجه الأرض حتى الجماد أشعر به للغاية.

جدل ومناقشة
دائما عند ظهور شيرين فى أى مناسبة أو حدث أو لقاء تليفزيونى تتناقش وتتجادل وتتحدث بكل جرأة وعمق، وهذا ما دفعنا لسؤالها عن متى يكف ذهنها عن التفكير؟ فأجابت وهى رافعة حاجبيها:
بالفعل أنا دائما أتناقش فى أى شىء دون خجل من أحد، ولا أخاف من شخص عندما أتحدث، ولكن عندما أجلس فى مجلس ما وأرى الناس المتجمعة فيه يتحدثون فى سيرة أحد، أقوم بوقف حديثهم على الفور، وإذا لم أستطع أترك المكان على الفور، لأننى بطبعى لا أحب أن أتحدث فى سيرة أحد أو أحد يبلغنى بشىء عن أحد، وإذا ظللت ماكثة فى مكاني، فإذن أنا بذلك مشاركة فى هذه الجريمة البشعة، قاطعتها قائلة: «إذن أنتِ تسيرين على حكمة العملاق العظيم الراحل نجيب محفوظ لا تخبرونى عمن يكرهنى أو يتحدث عنى اتركونى أحب الجميع وأظن أن الجميع سوف يحبني».
أجابت وعيناها حادتان ومبتسمة: بكل تأكيد. 

انتقادات فى حياتها
حظيت شيرين بمكانة كبيرة فنيًا وأيضًا إنسانيًا، وهذا جعلها محط أنظار الجميع، ووضعها فى قفص الاتهام أحيانا من قبل البعض، وهذا ما دفعنا لسؤالها عن كيفية تعاملها مع هذه الانتقادات على المستوى الشخصى، فأجابت بصراحتها المعهودة ونبرة صوتها الرقيق:
بالطبع.. لقد تعرضت للعديد من الانتقادات على مدار حياتى، وأعطى لك مثالًا بسيطًا على ذلك أثناء تقديمى لفيلم «بخيت وعديلة»، قام بالاتصال بى أحد الصحفيين المرموقين، وقال لى بالمعنى الدارج «معقولة أنتى يا شيرين تعملى فيلم كله بوس وعدد القبلات كان كبيرًا جدا»، فرديت عليه قائلة: «أنا بشكر حضرتك جدا أنك شاهدت الفيلم، ولكن أنا أطالب حضرتك بمشاهدة الفيلم لأنك وضعت كل تركيزك فى القبلات، ولم تفهم مغزى الفيلم»، وهذا كان ردى على سؤاله، حيث أرى أن عندما تخطب فتاة لشخص ما، ويأتى خطيبها لها فى البيت، ويتصور أسرتها إن لم يقم بالتجريب معها أن يقبلها فهذا غير صحيح، والأسرة تضحك على نفسها، وأنا بطبعى منذ أن بدأت لم أقدم فيلمًا وأنا غير مقتنعة به، وبالنسبة لعملى مع عادل إمام، والذى فعلته معه فى الفيلم من المحال أن أقدمه مع أى شخص آخر، حيث لم أفهم الفيلم جيدًا قبل أن أشارك فيه ووافقت عليه، وهذا الفيلم من أكثر الأفلام القريبة إلى قلبي، وطلبت من الزعيم آنذاك أن نقدم جزءًا جديدًا غير الأجزاء التى قدمت.
قاطعتها بسؤالى دورك فى هذا الفيلم كان بعيدا كل البعد عن شخصيتك الرقيقة، فكيف استطعتِ وقتذاك أن تقدميها لنا بهذا الشكل العنيف، وهل هناك أدوار قدمتها طوال مشورك ترين فيها نفسك؟ فأجابت بسرعة فائقة:
بالفعل كلامك صحيح بنسبة مائة بالمائة، ولقد قدمت هذه الشخصية بشكل مختلف تماما وقتذاك، والفضل يرجع إلى الزعيم عادل إمام، وهو أنه اختارنى أن أكون عديلة، ولم أكن خائفة من تلك التجربة، لكنى كنت متحمسة للغاية.
ثم استطردت قائلة: وإلى هذه اللحظة فى جميع الشخصيات التى قدمتها لم أر دورًا فيه شيرين الإنسانة، فكل الأدوار لا تشبهنى قط، ومن الممكن أن أجد بعض الأدوار بها صفة من صفاتى مثل الطيبة المتناهية فى «زهرة وعليش»، فهى كانت فتاة طيبة، فالطيبة هى جزء من صفاتى حتى يظن البعض أنها تصل إلى حد الهبل، وأنا أحيانا أعطى الإيحاء بذلك كى يستمتع الآخر بالضحك على، وأنا أكون على دراية بكل شىء لكنى لا أظهر ذلك.

لحظات صعبة 
مرت الفنانة شيرين بالعديد من الأزمات فى حياتها، وهذا ما دفعنا لسؤالها عن مرورها بفترات يأس وإحباط طويلة فى حياتها، فتقول برقتها المعتادة: 
أقولها لك بكل صراحة، هناك العديد من اللحظات الصعبة فى حياتي، منها رحيل والدتي، فبرحيلها فقدت الحياة، وعندما أسافر كان أول شىء أفعله عندما أصل البلد، هو الاتصال بوالدتي، فهذه المكالمة افتقدتها، وعندما أسافر الآن فى أى بلد أشعر كأنها معى، وأمسك بأى تليفون وأضغط على الزر كأنها متواجدة ولم تمت لكى أقوم بالاتصال بها.. ثم سكتت قليلا والدموع تنهمر من عينيها، وقالت أيضًا: من أصعب اللحظات هى قسوة والدى على شقيقى الأصغر عماد، فأنا أحبه كثيرا وكنت أحنو عليه كثيرا كى أعوض قسوة والدى عليه، وأتذكر عندما سافرت ذات مرة إلى أحد البلاد، وعندما رجعت انتظرنى أخى عماد وركبت معه السيارة، وبعد سؤالى عليه والاطمئنان على صحته، كان حزينًا للغاية وسألته عن سبب حزنه وماذا فعل وأنا غائبة، قال لى نصًا «أنا الحمد لله بخير وكنت أروى الورود والزرع مثلما تحبين».. ثم سكت، وسألته مرة أخرى ماذا بك فقال «شيرين تصدقى ماما ماتت».. فرديت عليه «نعم، فهى ماتت منذ سبع سنوات»، فقال لى «لا أمى ماتت تانى وتالت بعد ما سافرتي»، فهذه الجملة قصمت ضهرى ووجعتنى كثيرا، وللأسف الشديد هناك العديد من اللحظات الصعبة مررت بها أكثر من ذلك وأشدها وجعًا، عندما قابلت شريك حياتى فى البداية، وقمت باختياره واتضح أنه عكس الصورة التى رسمتها له وصدمنى كثيرا، وأنا أقول الحمدلله على كل شىء، ولدى إيمان أن كل شىء بقدرة الله، ومن كل محنة ازداد قوة، ولم يكن هناك شىء قام بهزيمتى، وأكثر شىء من الممكن أن يكسرنى أو يحطمنى إذا وجدت نظرة حزن فى أعين ابنتى «ميريت»، ومن شدة بكائها قمنا بالانتقال إلى منطقة أخرى. 
السوشيال ميديا
قلت لها: هناك كثير من الصفحات الشخصية «فيس بوك» باسمك.. ما حقيقة تلك الصفحات؟، فأجابت دون تردد:
لا أعلم عن هذه الصفحات شيئا، فعلاقتى بالسوشيال ميديا تكاد تكون منعدمة، وليس لى أى صفحة شخصية على الفيس بوك أو إنستجرام، فلا أفهم فيها حتى الواتس آب، فأقصى تعاملى مع الهاتف هو ردى على اتصالات أسرتى والعمل والأصدقاء والأقارب فقط. 
شيرين والسياسة 
عاصرت شيرين عددًا من الرؤساء، وهذا ما دفعنا لسؤالها عن رأيها فيما ما آلت إليه مصر الآن، وتحديدًا الذى حدث مع الرئيس الأسبق مبارك؟ فأجابت بقوة وتحدٍ:
أنا ضد الذى حدث مع الرئيس محمد حسنى مبارك تمامًا، وأرى أنه كان يستحق معاملة أفضل من ذلك، ونحن افتقدنا بعض المبادئ فى مصر، مثل احترام الكبير، وهذا ليس طبع الشعب المصرى وأرفضه تمامًا، وعندما تولى الرئيس السيسى الحكم كنت سعيدة به للغاية، ويكفى أنه وضع روحه على كفه، واستطاع أن يقضى على هذه الجماعات الإرهابية.