الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

700 كوبري مهدد بالانهيار.. خبراء طرق: الحمولات الزائدة وعدم الصيانة الدورية السبب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تكررت ظاهرة انهيار الكباري أو بعض أجزائها في العديد من المحافظات خلال السنوات الماضية، ولا زالت حتى الآن؛ وأكدت وزارة النقل خلال تصريحات لمسئوليها في فترات سابقة، أن 40% من كباري الجمهورية مضى عليها عقود، وأن عمرها الافتراضي انتهى.
وأكدوا وجود أكثر من 700 كوبرى معرض للانهيار، بسبب الحمولة الزيادة، وهو ما أدى إلي انهيار بعض الكباري في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلي إهمال الصيانة التي زادت خلال فترة الانفلات الأمني.
وعلى الرغم تصريحات وزارة النقل والمسؤولين داخل الحكومة عن تقديم تقارير ومشروعات؛ إلا أنه لم تسلم الطرق والكباري من الانهيار، وكان آخرها بانهيار جزء من كوبرى الدقهلية.

وفي هذا السياق يقول المهندس وليد علي، خبير الطرق، إنه من أهم أسباب انهيار الكباري، الحمولات الزائدة، التي تحدث في هبوط الطرق والكباري كل عام.
ونوه بأن أي كوبرى يتكون من ثلاثة أجزاء أولها جسم الكوبرى وهو من الخرسانة ويعتبر هو أساس الكوبري، وهذا الجزء لا يحتاج لصيانة دورية، أما الجزء الثاني فيتكون من الإكسسوارات الخاصة بالكوبرى من العلامات والإشارات والجزر الوسطى والأسوار وهذا الجزء يحتاج إلى صيانة بصفة دورية كل خمس سنين علي الأقل وهذا لا يحدث لدينا لأنه يوجد لدينا كباري لم يحدث لها صيانة أو تطوير الي وقتنا هذا.
وأضاف علي: أما بالنسبة للجزء الثالث ويعتبر هو الجزء المهمل في الكباري وهو سبب رئيسي في انهيار الكباري، ويعد هذا الجزء أيضا مهملا في الصيانة لأن هذا الجزء خاص بالأسفلت والرصف والفواصل وهو السبب الذي يقف خلف حدوث أكثر من 90% من الحوادث التي تحدث على الكباري.
وأضاف، أنه في مصر لا توجد خطة للصيانة مع انه ينبغى وضع خطة منهجية ذات اسس ومعايير لصيانة هذه الكباري، وبسبب إهمال هذه الصيانة أدى إلى تدهور بشكل ملحوظ في جميع الطرق والكباري.
وأشار إلى ضرورة إجراء صيانة دورية كل 6 أشهر للجزء الخاص بالأسفلت والبنية التحتية الخاصة بالكباري حتى يتم التأكد من سلامة الفواصل والأسوار وغيرها من الأجزاء المعدنية، وأيضا حدوث تآكل للفواصل مما يؤثر على العمر الافتراضي للكوبري والذي يتراوح ما بين 70 ل 100 سنة مما يتطلب صيانته بشكل مستمر وهو ما نفتقده في مصر.

من جانبه، قال المهندس علي أحمد، خبير الطرق، إن الهيئة العامة للطرق والكباري لابد وأن تقوم بتدعيم الكباري ورفع كفاءتها وتدعيمها بحيث يكون زيادة قدرتها التحميلية أكثر من 130 طنا.
وأضاف خبير الطرق، أن انهيار الكباري يرجع الي عدة عوامل اخري من بينها اصطدام بعض المعدات الثقيلة أثناء مرورها بجوار أحد الحوائط الجانبية للكباري وهو ما يؤدي الي حدوث شروخ وكسور، تأثر علي الكباري بشكل كبير، بالإضافة الي عواما اخر منها عدم صيانة الكباري وعدم وضع التكليفات الكاملة للكباري مما يؤدي الي انهيارها، ما تسبب فى سقوط جزء من حائط "الدبش" بمساحة لا تتعدى 35 مترًا مربعًا مع بقاء بقية.
كما أكد الخبير في هندسة الكباري، المهندس أسامة الحسيني، أن فترات الفحص والتفتيش أو المدة الزمنية المقررة لتكرار فحص الكباري تتحدد طبقًا لمجموعة عوامل منها خصائص المرور وعمر الكوبري وحالته وزيادة أعباء التحميل.
وبحسب مؤسسة NBIS الأمريكية، فإنها تشترط أن تتم أعمال التفتيش والفحص الدوري للكباري علي فترات منتظمة لا تتجاوز سنتين وأما بالنسبة للعناصر الموجودة تحت الماء والتي لايمكن فحصها فانه يتم فحصها في فترات لاتتجاوز خمس سنوات.
فالغرض الرئيسي من أعمال فحص وصيانة الكباري هو الحفاظ علي السلامة العامة وتأكيد جودة وسلامة هذه الكباري، وهذا يتطلب أعمال فحص وصيانة شاملة وان يكون القائم بأعمال الفحص والتفتيش واسع الاطلاع وعلي دراية بالطابع الإنشائي للكباري والتصميم وتطبيقات الإنشاء المماثلة.

وحددت المؤسسة مجموعة من المحاور للقيام بالفحص، أبرزها القدرة علي تمييز المشاكل البسيطة والتي يمكن إصلاحها قبل البدء في الإصلاحات الرئيسية والقدرة علي تمييز مكونات وأجزاء الكوبري التي تحتاج الي إصلاح سريع أو مؤقت حتي نتجنب الإصلاحات الرئيسية بالاضافه الي القدرة علي معرفة الأماكن والظروف الخطيرة، وإعداد تقرير فحص دقيق مسجلا به التوصيات المطلوبة للإصلاح واستخدام بعض البرامج المخصصة لفحص وصيانة الكباري وفحص العناصر الخرسانية يتم أما بالفحص البصري أو باستخدام بعض الاختبارات الفيزيائية.
ومن العيوب التي يمكن ملاحظاتها بالفحص البصري هي وجود الشروخ وبقع الصدأ (Ruststains)، علاوة على ضرورة أن يقوم القائم بأعمال الفحص إدراك أن كل الشروخ تنقسم الي نوعين شروخ إنشائية والتي تحدث نتيجة لاعباء التحميل (DL+LL) ويجب أن تسترعي الانتباه، وأخرى غير إنشائية وهي عادة تنشأ من التمدد الحراري والانكماش وهي لا تعبر عن مقدرة العناصر الإنشائية ولكن يجب تسجليها لأنها قد تؤدي في بعض الأحيان الي مشاكل تستلزم إجراء الصيانة لها.
أما بقع الصدأ والتي تكون موجودة علي سطح الخرسانة تعد واحدة من العلامات الدالة علي وجود صدأ بحديد التسليح والذي ينتج عنه ضعف مقاومته وكذلك نقص التماسك بينه وبين الخرسانة.
وتابع الخبير في هندسة الكباري، المهندس أسامة الحسيني، إن هناك عيوب أخرى شائعة في الكباري المعدنية هي "الصدأ والشروخ والاجهادات الزائدة نتيجة لمرور النقل الثقيل بكثافة عليها دون مراعاة ظروف الكوبري الانشائية"، لافتًا إلى أن الشروخ عادة تنشأ عند الوصلات بمناطق نهاية اللحام أو الأماكن المؤكسدة المتآكلة من العنصر وعندئذ تزداد عبر القطاع حتى يحدث الانهيار له.
وأضاف، أن هناك بعض الشروخ المهمة تحدث في الكباري المعدنية من جراء الأحمال المتكررة (fatiguecracking) يمكن أن يتسبب في الانهيار المفاجئ ويؤدي إلي الكوارث.
كما يمكن اكتشاف الشروخ بالفحص البصري بعد تنظيف أسطح تلك الأجزاء جيدا أو بعمل بعض الاختبارات مثل فحص الصبغة المخترقة (dye-penetrant) لتحديد مكان وعرض الشروخ، ويجب تسجيل أماكن وسبب واتساع الصدأ لاستخدامه في حساب تقديرات الصيانة أخذه كمقياس لمنع أقل إتلاف في المستقبل.