الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مبادئ مصر والأمن القومي العربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ١٩ سبتمبر ٢٠١٧، قدم الرئيس عبدالفتاح السيسى ٤ رسائل لمختلف قضايا المنطقة، وهى جزء من مبادئ مصر للحفاظ على الأمن القوى العربى خاصة فى فلسطين وسوريا وليبيا، وهذه المبادئ هى:
١ - التمسك بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، وهو المخرج الوحيد لأزمات المنطقة.
٢ - المصالحة الفلسطينية لتحقيق الهدف المنشود والتعايش مع الآخر بهدف عودة الأرض المحتلة والسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
٣ - مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة ليبيا.
٤ - رفض مصر استغلال محنة سوريا لبناء مواطئ نفوذ دولية أو إقليمية.
واليوم وبعد أن استردت مصر عافيتها ودورها الريادى وثقلها السياسى إقيلميًا ودوليًا، بفضل مصداقية وعروبة قائدها، بدأت تخطو خطوات صدمت، بل أذهلت، العالم بفضل إنجازاتها، وهى عبارة عن ٣ محاور:
المحور الأول: تنفيذ المصالحة الفلسطينية فى القاهرة، بعد مجهود شاق ومضنٍ من جهاز المخابرات العامة المصرى، والذى استمر لعدة سنوات، نظرًا لتعقد العديد من الملفات، خاصة المشاركة فى حكومة ائتلافية موحدة، والملف الأمنى والإشراف على معبر رفح.. إلخ، لتعم الفرحة فى جميع الأراضى الفلسطينية، وكذلك الدول العربية والإسلامية.
وقد نجحت المصالحة الفلسطينية برعاية مصر بعد مفاوضات استمرت لعدة سنوات وصبر كبير من المفاوض المصرى، لسببين:
أولا: المفاوضات اتخذت طابع السرية حتى لا يفسدها أصحاب الأجندة والمؤامرات فى الشرق الأوسط سواء إسرائيل أو تركيا أو قطر أو إيران.
ثانيًا: القيادة الحكيمة والوطنية والرشيدة لرجال المخابرات لإتمام هذه المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطينى.
المحور الثانى: رعاية مصر لاتفاق التهدئة بين بعض الفصائل السورية برعاية روسية، ونجح جهاز المخابرات العامة أيضا فى التوصل إلى تفاهمات أدت إلى تخفيف حدة التوتر والصراع والانصياع إلى وجهة النظر المصرية الصائبة فى ضرورة التوجه نحو الحوار والحل السياسى، حقنًا للدماء السورية، وحفاظًا على الدولة الوطنية السورية، ووحدة أراضيها، بعد أن عانى الشعب السورى طيلة ٦ سنوات من قتل ودمار وتهجير.
وفى هذا الصدد استقبلت مصر «ملتقى القبائل» السورية والقوى الوطنية السورية، لتقريب وجهات النظر، واتفاق جميع الأطراف على الحوار البناء بهدف الحفاظ على الدولة الوطنية السورية.
وأكد ممثلو «ملتقى القبائل» السورية والقوى الوطنية السورية بالقاهرة، أن عقد المؤتمر فى مصر دليل على المشروع العربى العروبى الذى يساندنا ويشد عضدنا، وأشاروا إلى أن مصر والسعودية والإمارات هم الضمانة لوحدة سوريا.
وأخيرًا نجحت مصر أن تجمع الفصائل السورية فى اجتماع القاهرة والتوصل إلى هدنة فى جنوب سوريا، ورفض التهجير القصرى للشعب السورى، والسماح لقوافل الإغاثة بالدخول إلى الجنوب السورى بالغذاء والأدوية.
المحور الثالث: المؤامرة على ليبيا لنشر الفوضى الخلاقة وتهديد الأمن القومى المصرى، وهو ما جعل الرئيس السيسى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة يعلنها صراحة: «إن مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة ليبيا».
وقد استطاع المفاوض المصرى أن يجمع شمل الفصائل المتناحرة والقبائل الليبية فى القاهرة، فى العديد من الاجتماعات لتقريب وجهات النظر، ولا تزال مصر تبذل قصارى جهدها للحفاظ على وحدة الدولة الليبية، والحفاظ أيضا على الجيش العربي الليبى، ويسانده فى الحرب على الإرهاب، وقد أعلن المشير خليفة حفتر وزير الدفاع للجيش العربى الليبى، أن القوات المسلحة الليبية حررت مليونا و٧٠٠ ألف كم، وهو ما يعادل أكثر من ٨٠٪ من أراضى الدولة الليبية، وأكد حفتر أن الأولوية للقوات المسلحة الليبية الآن هى الحفاظ على أمن المواطنين الليبيين وتأمين مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن الحوار السياسى هو الحل الوحيد لحل الأزمة الراهنة. هكذا أصبحت مصر بثقلها السياسى والدولى محطة للحفاظ على الدولة الوطنية فى البلاد العربية وعلى الأمن القومى العربى، وقد اكتسبت مصر هذه الميزة بفضل مصداقيتها وحرصها على أمتها العربية.