الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سعيد رمضان.. عقل الإرهابية في الخارج

سعيد رمضان
سعيد رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحد الشخصيات المعروفة لدى جماعة الإخوان "الإرهابية"، سواء على المستوى المحلي أو التنظيم الدولي، "سعيد رمضان" هو العقل المدبر لطريقة عمل الإرهابية على مستوى العالم، وبالتحديد في أمريكا وأوروبا، إذ يعمل في الخفاء وراء أشخاص يستطيع أن يحركهم كالدمى ينفذون مخططاته كيوسف ندا أو علي غالب همت أو أحمد هوبر، وفي الوقت ذاته يظل هو المحرك لهم طوال الوقت.
سعيد رمضان المولود عام 1926م، أحد الرعيل الأول من قيادات الإخوان الإرهابية وزوج ابنة حسن البنا والسكرتير الشخصي له، ومن قادة الإخوان في أوروبا وأحد الإخوان الأوائل المؤسسين للعمل الإسلامي في أوروبا وألمانيا علي وجه الخصوص.
الباحث في مجموعة "التقوى" وانتشارها السريع باعتبارها واحدا من أكبر المصارف الإسلامية الإخوانية في الغرب، سيدرك مدى توغل الإخوان في الغرب بشكل عام وفي سويسرا بشكل خاص، ولكن من الضروري أيضا فهم الدور الحيوي الذي لعبه سعيد رمضان في تأسيس مجموعة التقوى.
سعيد رمضان الذي انضم للإخوان عام 1940، وتتلمذ على يد مؤسسها، وصهره، فر من مصر إلى أوروبا في الخمسينيات، وكان حلقة الاتصال الرئيسية بين أجهزة المخابرات الغربية والجماعة الإرهابية.
قام سعيد رمضان بالتنسيق مع حسن الهضيبي مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، من خلال تريفور إيفانز المستشار الشرقي للسفارة البريطانية بالتخطيط لعملية اغتيال جمال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954، أثناء قيام عبد الناصر بإلقاء خطاب في ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية احتفالا بتوقيع اتفاقية الجلاء، حيث أطلق محمود عبد اللطيف أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين 8 رصاصات عليه لم تصبه وأصابت اثنين من مرافقيه، لتفشل محاولة الاغتيال التى دبرها سعيد رمضان مع المخابرات البريطانية.
الكاتب ريتشارد ليبفيير يسلط الضوء على سعيد رمضان في كتابه "دولارات لدعم الإرهاب"، يقول:"انتقل رمضان إلى المملكة العربية السعودية، ولكنه انتقل فيما بعد إلى باكستان، ومنها إلى أوروبا، وبالتحديد في سويسرا لنشر الإسلام في الغرب، وبهذا افتتح رمضان مركزا إسلاميا في ميونيخ"، ويتابع "تعاون الإخوان مع النازيين في أواخر 1930، مستشهدا ببعض التقارير المصرية التي أكدت تعاون يوسف ندا مع "الأبفير" أو المخابرات الحربية الألمانية في الفترة ما بين 1930حتى 1940، بالتزامن مع بدء فرانسوا جينوود، المصرفي السويسري النازي، تطوير الاتصالات في العالم العربي باسم المخابرات الألمانية".
فيما يقتبس الكاتب "بيوترو سمولار" ما نشرته صحيفة لوموند الفرنسية في حوار لأحمد هوبر نشر في 6 مايو 2002، يتذكر فيها لقاءه الأول بيوسف ندا وذلك خلال مؤتمر نظمته إيران عام 1988، إذ يقول: "في منتصف عام 1970، قام سعيد رمضان بتعيين أحد المتطرفين الأمريكيين ذي الأصول الأفريقية يدعي ديفيد تيودر بيلفيلد، والذي غير اسمه بعد اسلامه ليصبح داوود صلاح الدين، والذي جمع بين تطرفه والأفكار المتشددة للإسلام، والذي عمل كقاتل محترف لدى الحكومة الإيرانية، ونفذ أول عملية لها في 21 يوليو 1980، حيث قام باغتيال علي أكبر طبطبائي والذي كان يعيش بولاية ميريلاند، بعد تركه العمل كملحق صحفي أثناء حكم الشاه، وبعد عملية الاغتيال، هرب صلاح الدين وتوجه أولا إلى جنيف ومنها إلى إيران.
ووفق المؤرخ والكاتب البريطاني "ستيفن دوريل"، في كتابه الوثائقي (إم آى سكس: مغامرة داخل العالم السرى لجهاز المخابرات البريطانية) المعتمد على وثائق المخابرات البريطانية والأميركية والسويسرية والألمانية، كشف عن تفاصيل عمالة "رمضان" لأجهزة المخابرات العالمية؛ حيث كان عميلا للمخابرات البريطانية والأميركية والسويسرية، وفى جنيف وبالتعاون مع سعيد رمضان قام ضابطا المخابرات البريطانية نيل ماكلين وجوليان آمري بتنظيم حركة مضادة لعبد الناصر من الإخوان علاوة على ذلك كان هناك تنسيق مع عدد آخر من جماعة الإخوان ممن لجئوا للسعودية لتنظيم انقلاب المخابرات البريطانية ضد نظام حكم جمال عبد الناصر، إذ يقول "دوريل": "بدأت المخابرات البريطانية التفكير في تدبير انقلاب للإطاحة بنظام حكم جمال عبد الناصر، وقد وجدت المخابرات البريطانية ضالتها في جماعة الإخوان كأفضل قوة لتنفيذ هذا المخطط وخصوصا بعد تفجر الصراعات بينهم وبين جمال عبد الناصر".
ويضيف الكتاب أنه في عام 1953 التقى سعيد رمضان مع الرئيس الأميركى إيزنهاور في البيت الأبيض لحثه على البقاء في أوروبا لمحاربة الشيوعية. وكان ضابط الاتصال بينهما عميل السى آى إيه الشهير روبرت دريهارد.
"رمضان" افتتاح المركز الإسلامي الشهير الموجود في جنيف منذ عام 1961، وهو المركز الذي أعلن فيه ألبرت هوبر إسلامه فيما بعد، ولهذا ظل سعيد رمضان واحد من أكبر أعضاء جماعة الإخوان في أوروبا حتى وفاته في أغسطس 1995، وهذا يعني أن ندى وهمت، ونصر الدين، وبقية قادة جماعة الإخوان المسلمين المرتبطون بـ"التقوى"، كانوا أساسا يعملون تحت قيادة سعيد رمضان، الذي استقر في ميونيخ، ثم في سويسرا، ليدير صندوق الحركة.