شاع عالميًا في جميع المجتمعات، أن أكتوبر شهر العظماء، وذلك لتصادف ميلاد عدد كبير ممن أثروا البشرية بإبداعهم وابتكاراتهم، وغيروا مسار العالم، ومن بينهم هؤلاء الذين حازوا جائزة نوبل في شتى فروعها، حيث تحل اليوم تحل ذكرى ميلاد 4 ممن حصلوا على جائزة نوبل في الأدب والفيزياء والطب والسلام، وأيضًا ذكرى وفاة واحد ممن حصلوا على الجائزة في الكيمياء؛ وبهذه المناسبة تستعرض "البوابة نيوز" سير العظماء الخمس.
"ميجل أنخيل أستورياس" أديب نوبل المنفي:
ولد "ميجل أنخيل أستورياس، عام 1899 في جواتيمالا، وهو أديب وشاعر وسياسي ودبلوماسي غواتيمالي، حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1967.
ويعد الجواتيمالي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل، وثاني من حصل عليها من أمريكا اللاتينية، بعد التشيلية "جابرييلا ميسترال"، كان من أوائل الأدباء اللاتينيين الذين قاوموا العنف والاستبداد من الحكومات، وكانت كتاباته النواة التي ارتكزت عليها ثورات التحرر في أمريكا اللاتينية، تم نفيه واستبعاده خارج جواتيمالا، حيث أشعلت كتاباته شرارات اللهب في صفوف الشعوب اللاتينية، حيث مثلت روايته "السيد الرئيس" التي سخر فيها من نموذج الحاكم المستبد، ضربة في السلطات الحاكمة، إضافة إلى روايته التي تنبأ فيها بالثورة الكاسحة والتي أسماها "الريح القوية"؛ مات "أستورياس" في مدريد، عام 1974، عن عمر يناهز 75 عامًا.
"سابرامانين تشاندراسخار" الفلكي مكتشف حياة النجوم:
ولد سابرامانين تشاندر اسخار في 19 أكتوبر 1910، في مسقط رأسه بمدينة لاهور الهندية، هو عالم فيزياء هندوأمريكي قدم للبشرية خدمة كبرى، حيث وضح حياة النجوم التي تزين السماء ليلًا وتنير النهار لنا، وقدم نظريته حول كيفية بناء وتطور حياة النجم منذ مولده وحتى وفاته.
وبالنظر إلى نسبه، فإن عالم الفيزياء سابرامانين تشاندر اسخار هو ابن عم العالم الهندي تشاندراسيخارا رامان، وقد سبق وعمل مدرسا وناقلا لعلوم النجوم والفلك في كليات جامعة شيكاغو، وقد ترك لنا أشهر مؤلفاته وهو كتاب "النظرية الرياضية للثقوب السوداء"، وهو كتاب خاص بنظريات علم الفيزياء والنجوم الفلكية.
حصل عالم الفيزياء سابرامانين تشاندراسخار على الجنسية الأمريكية في عام 1953، نظرًا لما قدمه من علوم كان لها دور كبير في تطور أبحاث الفلك والنجوم في تلك الجامعة، حيث كان من الصعب الحصول على الجنسية الأمريكية لأبناء المستوطنات الأمريكية في الهند.
حصل سابرامانين تشاندر اسخار على العديد من الجوائز العالمية، أهمها جائزة نوبل فى الفيزياء وذلك فى عام 1983، وذلك بسبب عمله مع وليام فاولر فى نظرية بناء وتطور النجوم، وحصل أيضًا فى عام 1984 على وسام كوبلي، وفى عام 1971 على وسام هنري درابر، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة والألقاب الأخرى.
توفي سابرامانين تشاندراسخار فى 21 أغسطس سنة 1995، عن عمر ناهز 80 عامًا فى مدينة شيكاغو، بعد تاريخ طويل من الإنجازات والعلم والبحوث التى أفادت البشرية جميعًا فى مجال الفلك.
"جان دوسيه" الطبيب مكتشف الجينات:
ولد جان باتيست جابرييل يواكيم دوسيه في مثل هذا اليوم من عام 1916، وهو طبيب وعالم مناعة فرنسي، وُلِد في تولوز الفرنسية، وحصل على جائزة نوبل في الفيزيولوجيا أو الطب في 1980 بالمناصفة مع باروخ بن الصراف وجورج داڤيس سنل، لاكتشافهم وتوصيفهم الجينات التي تقوم بمجمع توافق الأنسجة الرئيسي.
لم تكن نوبل هي المحطة الأخيرة بالنسبة له، بجائزة نوبل ومنحة من التلفزيون الفرنسي، استطاع دوسيه في 1984 إنشاء مركز دراسة، الذي سرعان ما تحول إلى مؤسسة جان دوسيه، وتوفي عام 2009.
"كارلو أورباني" الطبيب الإيطالي الذي قتله اكتشافه:
ولد كارلو أورباني، في مثل هذا اليوم من عام 1956، وهو الطبيب إيطالي الذي اكتشف الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد "سارس"، وحصل بسببه على جائزة نوبل في السلام عام 1999.
في أواخر فبراير 2003، استدعي أورباني لمناظرة حالة المريض جوني تشين، في المستشفى الفرنسي بمدينة هانوي الفيتنامية، كان رجل الأعمال الأمريكي "تشين" قد أصيب بمرض حسبه الأطباء في البداية حالة إنفلونزا شديدة الوطأة، غير أن أورباني أدرك أن ما كان يعاني منه تشين لم يكن إنفلونزا، بل مرض معدٍ جديد وسريع الانتقال، أخطر أورباني منظمة الصحة العالمية على الفور، مما لفت الانتباه إلى هذا الوباء، كما نجح في إقناع وزارة الصحة الفيتنامية بالشروع في عزل المرضى وفحص المسافرين سعيًا لكبح جماح الوباء قبل تفشيه.
التقط أورباني العدوى أثناء علاجه لمرضى السارس، وفي 11 مايو، أثناء سفره بالطائرة لحضور مؤتمر في العاصمة التايلندية بانكوك، حيث كان مزمعًا أن يتحدث عن الطفيليات عند الأطفال، شعر أورباني بالحمى، وبعد هبوطه من الطائرة، استدعى طبيب كان في استقباله بالمطار سيارة الإسعاف، ونُقل إلى جناح للعزل في أحد مستشفيات العاصمة التايلندية، ولم يُسمح لزوجته بالحديث إليه إلا من خلال جهاز الاتصال الداخلي.
أخذت وظائف رئتي أورباني تتدهور، وبدأت تنتابه نوبات من الغيبوبة، وعندما أفاق من إحداها طلب حضور قس لإقامة طقوسه الأخيرة قبل الموت، وطلب الاحتفاظ برئته بعد وفاته للبحث العلمي، وفي تاريخ 29 مارس 2003، توفى كارلو أورباني بعد أن قضى 18 يومًا في العناية المركزة، عن عمر يناهز 46.
"راذرفورد" أبو الفيزياء النووية:
في مثل هذا اليوم من عام 1937 رحل عن عالمنا الفيزيائي البريطاني النيوزيلندي الأصل "إرنست لورد راذرفورد"، الذي ولد عام 1871، وهو واضع الأسس التي استند إليها تطوير علم الذرة، ويعتبر من أشهر العلماء في مجال النشاط الإشعاعي وبناء الذرة وتركيبها.
ولد في مدينة نلسون بنيوزيلندا، وقد بدأ اهتمام رذرفورد في دراسة النشاط الإشعاعي للمواد اعتبارًا من عام 1900م، حيث اكتشف ثلاثة أنواع مختلفة من الإشعاعات التي تبثها المواد المشعة، كما اقترح مع العالم سودي نظرية للتفكك الإشعاعي، وبرهن على تكون الهليوم أثناء الكثير من العمليات الإشعاعية، كما يعتبر رذرفورد مكتشف نواة الذرة، وواضع النموذج النووي للذرة مؤسسًا بذلك العلم الحالي لها.
وفي عام 1919 حقق لأول مرة تحولًا اصطناعيًا لبعض العناصر الثابتة وذلك بقذفها بقذائف من جسيمات ألفا. وقد منح جائزة نوبل عام 1908.
