الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا تستثمر عائلة تميم في الرياضة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احتفظ الجميع بالصورة التى يظهر فيها رئيسا فرنسا السابقان، ساركوزى وفرنسوا أولاند، ضاحكين يتبادلان ابتسامات مشتركة هى الأقرب لحالة الحب. وقد اعتُبرت هذه الصورة صورة القرن. انتشرت هذه الأخيرة - التى التُقطت فى المنتدى الرسمى لحدائق الأمراء أثناء لقاء الفريقين باريس سان جيرمان وميونخ فى سياق دورى أبطال أوروبا يوم الأربعاء الموافق ٢٧ من سبتمبر الماضى - على شبكات التواصل الاجتماعي.
منذ انتقال السلطة بين هذين الرئيسين السابقين فى خريف ٢٠١٢، كان الرجلان يتسمان ببرود شديد ما يناقض الصورة التى ظهرا فيها سويا وكأنهما يربطهما علاقة صداقة قديمة ويشتاقان لرؤية بعضهما البعض بعد غياب طويل. 
أثارت تلك الصورة كل شبكات التواصل الاجتماعى والمدونات الإلكترونية وأضحت كسرا مكشوفا ظهر فيه ساركوزى كسفير للمكتب القطرى ورئيس تحت ظل فريق باريس سان جيرمان.
اعتاد هذا المشجع لكرة القدم التردد على إستاد سان كلو، لكن حتى الموسم الماضى ادَّعى فرنسوا أولاند دعمه للنجم الأحمر الأقل فى المستوى من باريس سان جيرمان ذي الأصول الأكثر شعبية، هل يستعد للعودة إلى السياسة؟ يمكننا هنا طرح السؤال لتوضيح التغيير الجذرى فى الحى والمكانة ولكننا سنحتفظ به الآن.
إن الرياضة هى القوة الموجَّهَة للمصالحة كما أنها الذراع الأساسية للدبلوماسية الإعلامية، وهو بالضبط ما تبحث عنه قطر. فى هذا الإطار، تُعد تلك الصورة هدية مجانية للقادة القطريين الداعين لتعزيز السلام بين الرئيسين السابقين.
لم يتفوق ماكرون على الرئيسين السابقين ولم يجحدهما. فقد استقبل فى الرابع من سبتمبر الماضى أمير قطر الشيخ حمد الثاني. كما طالب، الرئيس الحالي، برفع تدابير الحصار التى تؤثر على سكان قطر وبالأخص تلك التى تؤثر على العائلات والطلاب بأسرع ما يمكن.
فى بيان له أكد الإليزيه أن رئيس الجمهورية أعرب عن قلقه إزاء التوترات المُهدِدة للاستقرار الإقليمى والتى بدورها إعاقة للحل السياسى للأزمات كما أنها تعوق فاعلية كفاحنا المشترك لمواجهة الإرهاب، بالإضافة لذلك، فقد اقترح ماكرون أن يكون له دور نشط فى دعم النشر حتى يسود الانسجام السريع لهذا الوضع. بعد أسابيع قليلة فى نهاية شهر يوليو، رحب ماكرون بوصول اللاعب البرازيلى نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان بتحويل قياسى قدره ٢٠٠ مليون يورو وهو رقم لم ينله أحد قبله فى تاريخ كرة القدم، كما قال خلال زيارته لقاعدة ترفيهية فى مواسون بإيفلين إنه «لخبر سعيد، فهذا يدل على جاذبية فرنسا». وقد أجرى بهذه المناسبة مباحثات مختصرة مع ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، قائلا له «تهانينا لكم، لقد فهمت أن هناك أنباء طيبة» وهو ما رُوى عن موقع BFMTV. 
دخل هذا اللقاء فى إطار برنامج مع الأطفال الذين لا يذهبون للعطلة – وهى مبادرة مدعومة من الإغاثة الشعبية ومؤسسة باريس سان جيرمان. وفقا لوسائل الإعلام، تنظم المؤسسة ٢٥٠ عملية كل عام تشمل ١٠٠٠٠ طفل وقد ضاعف رئيس سان جيرمان ميزانية هذه العمليات ثلاثة أضعاف – فلماذا يحرمون أنفسهم من الإجازة؟ 
إن لم يفوتنا قانون التمويل الجديد، فقد تم إلغاء الميزة الضريبية الممنوحة للقطريين فى فائض القيمة العقارية، وهو ما حدث رغم وجود واحد من وعود حملات المرشحين للرئاسة ومنهم ماكرون، أن القوانين غير المكتوبة للانتهازية الدبلوماسية والقواعد الثابتة للسوق الاقتصادية العالمية تقوم بتخفيف الحدة الناتجة عن القانون، وهو معروف وثابت بين العديد من القادة السياسيين الذين يواجهون آجلا أم عاجلا مطالب الواقعية السياسية، لكن يمكن للمرء أن يتساءل إن كانت القوة الرياضية لم تعجل الأمور؟
هل لباريس سان جيرمان والاستثمارات فى اللاعبين أى صلة بهذا الترحيب لنيمار؟
وفقا لمعلوماتنا، فقد تمت استشارة إيمانويل ماكرون قبل التوقيع النهائى على عقد نيمار وكذلك قبل الالتزام تجاهه. أراد القطريون التأكد من أنهم لم يعرضوا أنفسهم لزيادات ضريبية جديدة على التحويلات، لكن مع توقيع نيمار تجنبت قطر هذه المشكلة. وقت إضفاء الطابع الرسمى على وصول نيمار لباريس سان جيرمان، لم يخفِ حاشية ماكرون حماسهم بل أكدوا أن مجيء هذا النجم سيكون له تأثير حقيقى على ازدهار كرة القدم الفرنسية وهذا ليس فقط لأنه سيجلب أكثر من ٣٠٠ مليون فى شكل ضرائب للدولة. كان تأثير هذا التحول - تحول القرن - حقيقيا يمكن قياسه بالفعل على مستوى جمهور التليفزيون وتردده على إعادة البث لمباريات باريس سان جيرمان وهو ما يمكن تقديره بنحو ٥٠ مليون يورو للموسم الحالى فقط. إن البداية السابقة للموسم على الصفحة الرسمية للدوري، على يوتيوب، تجاوزت ١٠ ملايين مشاهدة، لذلك فإن الأسوار الجنوبية لكرة القدم الفرنسية كانت فى موضع قوة مما يسمح لها بإطلاق المناقصات للحقوق التليفزيونية للفترة ٢٠٢٠-٢٠٢٤.