كساة عراة، لا يجدون إلا أسمالا بالية يسترون بها أجسادًا نحيلة، حفاة، بطونهم خاوية، وسريرهم الرصيف القاسي.
هؤلاء ليسوا قلة قليلة، فعدد المشردين في مصر يبلغ نحو ٢ مليون شخص، ومنهم بالطبع أطفال الشوارع.
وتقول دراسة أمريكية إن عدد المشردين في العالم يبلغ أكثر من ١٠٠ مليون، ما يجعلهم يشكلون ظاهرة خطيرة يجب أن يتحرك ضمير البشرية لحلها.
أطفال مشردون وكبار مشردون، مأواهم الرصيف الذي احتضنهم بدلا من البشر، وأكدت دراسة أمريكية أنه يوجد أكثر من ١٠٠ مليون مشرد في العالم، ويتراوح عدد المشردين في مصر أكثر من ٢ مليون.
ويقول الطفل عبدالرحمن، صاحب الـ١٤ عامًا، وهو من أطفال الشوارع: «أنا معرفش فين أهلي أو أنا منين، أنا في الشارع من صغري ومعنديش لا بيت ولا عيلة ولا حد يسأل عليّ، بنام على سلم المترو أو في نفق شبرا، وفي ناس بيوزعوا بطاطين في الشتاء وبيدوني بطانية أتغطى بيها وفي ناس بيدوني لبس ألبسه، بموت من البرد في كل ليلة وما بصدق النهار يطلع عشان أفضل قاعد في الشمس وأدفى، ولما الجو بيمطر بنزل أنام في النفق، عشان ممتش من البرد، ومش نفسي في حاجة غير إني ألاقي حد يرعاني أو إيد حنينة تطبطب عليّ».
وفي منطقة السيدة زينب، تجد الطفلين على ومحمد، اللذين لم يتمنيا إلا بطانية تحميهما من برد الشتاء، ويقول محمد: «أبويا وأمب اتطلقوا من زمان، ولا أمي رضيت تاخدنا ولا أبويا رضي يرعانا، أنا وأخويا في الشارع بقالنا ٤ سنين، ناس طيبين كتير بيجيبولنا أكل ولبس، وبنحاول نشتغل في أي ورشة أو أي حاجة نقدر ناكل منها عيش، أنا الكبير عندي ١٧ سنة وأخويا عنده ١٢ سنة، وملناش مكان نروح فيه غير الشارع، هو الوحيد اللي لاممنا، وعلى أي جنب بنام وربنا بيسترها معانا، مش عاوزين حاجة غير أن الدولة تهتم بينا، أهلنا باعونا وملناش حد في الدنيا غير ربنا».
