الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ورثة "داعش" يتصارعون على قيادة الشمال السوري بعد تحريره.. "السلطان مراد" يتهم الكتلة الشامية بالانفراد بالحكم والاستحواذ على أموال المعابر

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يشهد الشمال السوري صراعًا بين الفصائل الإسلامية المتناحرة، على قيادة المنطقة بعد تحريرها من تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث تدور اشتباكات بين الكتلة الشامية، التي تضم أقدم الفصائل الثورية في ريف حلب الشمالي، و"كتلة السلطان مراد"، التي تمثل أكبر تجمع للفصائل المسلحة، وتضم 70% من المقاتلين في ريف حلب، بسبب التنافس على قيادة المنطقة، واستثمار دخل المعابر الحدودية.


واستمرت الاشتباكات العسكرية بين الكتلتين التابعتين للجيش السوري الحر في الحواجز المنتشرة على الطريق الواصل بين معبر السلامة الحدودي مع تركيا ومعبر حميران قرب بلدة الغندورة، ومنبج التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية.
واتهمت كتلة "السلطان مراد" الكتلة الشامية بالاستحواذ على مقدرات وموارد المنطقة، خاصة المعابر الداخلية والخارجية، كما اتهمتها بالوقوف عائقًا أمام تشكيل جيش وطني وتمكين "الحكومة السورية المؤقتة" بما فيها وزارة الدفاع وهيئة الأركان، مطالبة بتقاسم عائدات المعابر التي تدير "الشامية" معظمها.
وهو ما دفع الكتلة الشامية التي تتزعمها "الجبهة الشامية" لإعلان تسليم معبر باب السلامة الحدودي لـ"الحكومة السورية المؤقتة"، إلا أن السلطان مراد اعتبرتها محاولة لتكسن الأوضاع وشككت في مصداقية الإعلان، بالتزامن مع تعزيز "الشامية" لقدراتها العسكرية بضم حركة أحرار الشام الإسلامية إليها، في مواجهة "السلطان مراد".

بينما اتهمت الكتلة الشامية "السلطان مراد" بقطع الطرق احتجاجًا على تسليم المعبر للحكومة المؤقتة، لما يمثله ذلك من تهديد لمصالح "مراد" -حسب بيان للكتلة الشامية تحتفظ «البوابة نيوز» بنسخة منه- أشارت فيه إلى أن "فصيل السلطان مراد" هاجم منطقة الحمران وأطلق النار على عناصر الكتلة، مما دفع عناصرها للدفاع عن أنفسهم والتصدي لهذه الهجمة، على الرغم من مساعي الوساطة بينهما لتقريب وجهات النظر، من قبل شيوخ العشائر والمجلس الإسلامي السوري.
أما كتلة "السلطان مراد" فقد نفت في بيان لها –نحتفظ بنسخة منه- ما رددته الكتلة الشامية، مؤكدة أن الأخيرة لم تستجب لجهود الوساطة التي قام بها المجلس الإسلامي السوري، من أجل الانفراد بالقرار والاستعلاء على غيرها من الفصائل، كما نفت قيامها بالهجوم على "الشامية"، موضحة أن عددًا من عناصر "السلطان مراد" قاموا بإخراج بعض الشاحنات المدنية التي تحمل مواد يمكن أن تفسد، تصدى لهم مجموعة من الكتلة الشامية وأطلقوا النار عليهم وأصابوا 3 من عناصر "السلطان مراد".
وأعلن البيان استعداد كتلة "مراد" للحوار والاحتكام للشرع تحت مظلة المجلس الإسلامي السوري، حقنًا للدماء، وحفاظًا على حقوق عوائل الشهداء والمعاقين الذين كان لهم دور كبير في تحرير المنطقة من عناصر "داعش".
وامتد الصراع إلى التراشق بالألفاظ وتبادل الاتهامات بين أنصار الكتلتين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن المتوقع أن تشهد المنطقة تصعيدًا متزايدًا بين الكتلتين العسكريتين خلال الساعات القادمة في حال فشل المجلس الإسلامي السوري والعشائر من التوسط لإحداث الوفاق بينهما، وإقناع "الشامية" بامتصاص غضب الشركاء السياسيين.