الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مسلمو بريطانيا يدفعون ثمن إرهاب "داعش".. الرمح: الوضع في سوريا والعراق السبب.. وعضو بالمجلس الإسلامي البريطاني: لا تأثير على نسبة ازدياد المسلمين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت بيانات للشرطة البريطانية تضاعف أعداد جرائم الكراهية التي تستهدف المسلمين والمساجد خلال عام 2017، مقارنًا بالعام الذي يسبقه، وتم تسجيل 110 جريمة كراهية ضد أماكن عبادة خلال الفترة ما بين مارس 2017 ويوليو من العام ذاته، مقارنةً بوقوع 47 جريمة كراهية فقط خلال الفترة نفسها من عام 2016، وكانت الاعتداءات وأعمال التخريب في المساجد والتهديد باستخدام القنابل أبرز أشكال جرائم الكراهية التي تم رصدها.
وفي نفس الإطار أظهر تقرير أعده مشروع "Tell Mama" الذي يرصد حوادث الاعتداء اللفظي والبدني على المسلمين والمساجد في بريطانيا، أن هناك زيادة في جرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة 300% بعد هجمات باريس منتصف الشهر الجاري.
وكان معظم ضحايا جرائم الكراهية بالمملكة المتحدة من الفتيات والنساء المسلمات اللاتي يرتدين الزيّ الإسلامي التقليدي وتتراوح أعمارهن بين 14 و45 عامًا.
وذكر التقرير أن عددًا كبيرًا من الاعتداءات المذكورة حدثت بالأماكن العامة، بما في ذلك الحافلات والقطارات، وبلغ عدد الضحايا من النساء اللاتي يرتدين الحجاب 43، بينما بلغ عدد الحالات من الأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات 8 حالات.


وعن أسباب زيادة حدة الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا، قال أحمد الرمح الباحث في الحركات الإسلامية:"إن انتشار هذه الظاهرة يعود إلي عدة عوامل، أهمها عوامل ذاتية وأخرى موضوعية"، مشيرًا إلى أن العوامل الذاتية تتمثل في تزايد الخط البياني تجاه اليمين المتطرف في بريطانيا والذي يلعب في الانتخابات على وتر تخفيض نسبة التعويضات والأموال التي يحصل عليها العاطلين مُحملًا المهاجرين وخاصةً العرب المسلمين مسئولية الأمر، ثانيًا حالة الإسلاموفوبيا" وهي الخوف من الإسلام والمسلمين والتي زادت في الفترة الأخيرة بعد العمليات الإرهابية التي وقعت في العديد من البلدان الأوروبية، أما العوامل الموضوعية تتمثل في انتشار السلفية الجهادية (والتي ينتمي إليها تنظيم داعش) في معظم البلدان العربية مثل سوريا والعراق وليبيا وتونس وغيرها، فضلًا عن حالة التضخيم الإعلامي لهذه التنظيمات الإرهابية وما تبثه هذه الجماعات الإرهابية ومنها "داعش" على وسائل الإعلام التابعة لها كوكالة أعماق للترويج عن نفسها ونشر العمليات الدموية البشعة.
وأضاف الرمح أن المواطن ارتفعت لديه نسبة الخوف من الإسلام والمسلمين ما انعكس علي تصرفهما العدائي تجاه الجاليات المسلمة والمساجد في بريطانيا مشيرًا إلي أن بعض الأحزاب والتكتلات السياسية في بريطانيا وفرنسا تحاول توظيف الأحداث الإرهابية، من أجل الفوز في الانتخابات أو لعدم إعطاء بعض الفئات حقوقها مثلما يحدث في فرنسا، فهناك تواجد مغربي كبير، والذي يطالبون بحقوقهم واندماجهم في المجتمع كمواطنين فرنسيين لكن فرنسا تضغط عليهم بفزاعة الإرهاب. 


وفي نفس السياق، يري المحامي الأردني عاطف الداؤد المعني بشئون المسلمين في الغرب، أن هناك طرفين مستفيدين من ارتفاع نسبة الكراهية ضد المسلمين وهما الجماعات الإسلامية المتطرفة واليمين المتطرف الأوروبي. 
وأوضح أن المشكلة الكبرى ليست في استغلال الجماعات الإرهابية أو اليمين المتطرف للعمليات الإرهابية لتعزيز النفوذ، وإنما الإشكالية في صمت الكتل الإسلامية وانعزالها عن المجتمع البريطاني، فهذا الأمر يعزز من هيمنة اليمين المتطرف.
ولفت طلحة أحمد، عضو بالمجلس الإسلامي البريطاني (MCB) لـ"البوابة" إلى أن زيادة أعداد المسلمين في بريطانيا يرجع إلي زيادة أعداد اللاجئيين القادمين من العراق وسوريا وافغانستان، وهذه أماكن تصنف أنها بؤر متوترة وزيادة الصراعات فيها أثرت بشكل سلبي علي المجتمع المسلم في بريطانيا. 
وأشار أحمد إلى أن ثلث المسلمين في بريطانيا تحت سن 15 عامًا، ما يشير إلى أن نسبة المسلمين في الأعوام المقبلة في ازدياد، خاصةً أن هناك 4% فقط من المسلمين في سن 65 سنة، فضلًا عن زيادة نسبة معتنقي الإسلام من السكان البريطانيين الأصليين، ما يدل أن حوداث الكراهية رغم أنها تؤثر نفسيًا علي المسلمين لكن لا تؤثر علي تواجدهم، كما لم تؤثر على غيرهم من الراغبين في اعتناق الدين الإسلامي.