الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الفريق يونس المصري: القوات المسلحة سطرت ملحمة بطولية خلال حرب أكتوبر شهد بها العالم ونبذل العرق والدم والروح من أجل مصر

الفريق يونس المصري
الفريق يونس المصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الفريق يونس المصري، قائد القوات الجوية المصرية، أن انتصار السادس من أكتوبر، يحتل مكانة فريدة في تاريخ مصر المعاصر، لافتًا إلى أنه يلقي بأضواء كاشفة على عظمة مصر وبسالة شعبها، مشيرًا إلى أن القوات الجوية كان لها دور بارز في الحرب، حيث إنها قامت بتوجيه ضربات قاسمة في العمق الإسرائيلي، لتصيبه بالشلل، وتمهد طريق العبور العظيم للقوات المسلحة.


وأضاف قائد القوات الجوية المصرية، خلال لقائه مع المحررين العسكريين بمناسبة العيد الرابع والأربعين للقوات الجوية، أن معركة "المنصورة"، تعد أطول معركة جوية في التاريخ الحديث، وتُعرف بمعركة الخمسين دقيقة، حيث اشترك فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين، مؤكدًا أن القوات الجوية المصرية لقنت العدو الإسرائيلي درسًا قاسيًا، لافتًا إلى أن الانتصارات المَجِيدةِ تزرع في وَطَنِنا الثِقَةَ في أنَ الحَاضِرَ زَاخِرٌ بالإِنجَازَاتِ وأنَ المُستَقبلَ مُشرِقٌ بِتكَاتُفِ شَعبِنا العَظِيم معَ أبنَائِهِ مِن أَبطَالِ القُواتِ المُسلَحةِ.
وتابع قائد القوات الجوية:" ذكرى انتصارات حرب أكتوبر إِحدى مَفاخِرِ العَسكَريِةِ المِصرِيةِ في العَصرِ الحَديثِ والتي استهلت بانطلاق نُسورُ مِصرَ مُحَلِقينَ في عَنانِ السَماءِ ليَصِلوا إلى أهدَافِهم في عُمقِ سَينَاءَ مُوَجِهينَ ضَربَاتِهمُ المُوجِعَةُ لِلعَدوِ فأَصَابَتهُ بالصَدمَةِ وفُقدَانِ السَيطَرةِ علَى قُواتِهِ ذَلكَ الأمرُ الَذِى كَان لهُ عَظِيمَ الأَثرِ في بَعثِ الثِقَةِ في نِفُوسِ أُسُودِ قُواتِنَـا المُسلَحـةِ الَذِينَ عبَروا في أمواجٍ مُتتابِعَةٍ لاستعادة الأَرضِ واسترداد الكَرَامَةِ، وفىِ تَعاونٍ وَثِيقٍ مَعَ باقي أَفرُع القُواتِ المُسلَحةِ استمرت القُواتُ الجَويَةُ في المُشَاركةِ بفَاعِليةٍ ففي تِلكَ المَلحَمةُ التَارِيخيَةُ الفَرِيدةُ، التي سَجَلت بانتصارات مُتتَالِيةٍ لقُواتِنا المُسلَحةِ على طولِ الجَبهَةِ وفىِ عُمقِ سَينَاءَ الحَبِيبَة، فكانَ مِن الطبيعي أنْ يُفَكِرَ العَدو في إضعافِ المُسَانَدةِ والغِطَاءَ الجوي الذى تَعتَمِدُ عَليهِ قُوَاتِنا المُسلَحةِ وذلك بالهِجُومِ علَى القوَاعِدِ الجَويةِ والمطَاراتِ التي يُقلِعُ مِنهَا نُسُورنَا ومَا أن تمَكنَ مِن العَدوِ غُرُورِهِ وسُوءِ تَقدِيرهِ وعَدم مَعرِفَتِهِ لصَلابَةِ وفِطنَةِ المُقاتِلِ المصري وخَاصةً رِجال القُواتِ الجَويَةِ الَذِين دَائِمًا مَا يستَلهِمُونَ مِن الأحداثِ الجِسَامِ العِظةَ والعِبرةَ حتَى بَدأَ العَدُو في صَباحِ يَومِ الرَابِعِ عَشر مِن أُكتُوبرْ في مُحَاولةِ تَحقِيقِ أوهَامِهِ مُوَجِهًا قُوتِهِ الضَارِبَةِ صَوبَ القواعِدِ الجَوِيةِ والمَطارَاتِ بِمَنطِقةِ الدِلتا فكَانتْ مَعرَكةُ المَنصُورَةِ التي تُعَدُ وبِحَق رَمزًا للتحدي حِينَ تَصَدى نُسُورُ الجَوِ المِصرِيينَ لِتلكَ الهَجمَةُ الشَرِسَةُ قَبلَ أن تَصِلَ طَائِراتَ العدُوِ لأهدَافِها وفَاجَأوه بِأدَاءٍ أَكثَرَ شرَاسَةٍ رَغمَ التَفوق النوعي لِلعَدُو، ولَكِنَهُ الإِنسَانَ المصري الذى يُحسِنُ استخدام مَا لديِهِ مِن إِمكَانِياتٍ مَهمًا كَانتْ امتدت تِلكَ المَعرَكةُ لِمُدةِ أَكثَرَ مِن خَمسينَ دَقِيقَةً كأَطولِ مَعرَكةٍ جَويَةٍ في تَاريِخِ الحُروبِ الحَدِيثَة واشترك فِيهَا أكثَرَ مِن 150 طائِرةٌ مِن الجَانِبَينْ وفَقدَ فِيها العَدُو ثَمانِيةَ عَشرَ طَائِرةً ولمْ يَستَطِع باقي طيَاريِهِ مُواصَلةِ القِتَال فلاذُوا بِالفِرارِ فكَانَ ذَلك اليَومُ نِبراسًا لنا ولنُثبِتَ لأَنفُسِنَا قَبلَ الآخَرِين أَنَنَا دَائِمًا عَلى مُستَوىَ الحَدثْ، قَادِرِينَ بِعَونِ اللهِ أَن نُوَاجِهَ التَحَدِياتِ الحَالِيَةِ والمُستَقبَلِيَةِ مُتسَلِحِينَ بالإِيمَانِ وبعَزِيمَةٍ لا تَليِنْ وكَعادَةِ القُواتِ المُسَلَحةِ، كمَثَلٍ يُحتَذَى بِهِ في التَخطِيطْ طَويِلِ الأَمَد، وبَعدَ انتهاء الحَربِ مُبَاشرَةً تَمَ وضع الخِطَةُ الشَامِلَةُ لِلتَطوِيرِ والتَحدِيثِ في المَنظُومَةِ العَسكَرِيةِ التى شَمَلتْ الفَردُ والمُعِدَةُ على حدٍ سَواءْ وكَانَت القُواتُ الجَوِيَةُ أحدُ أهمِ مَن شَملَتهُم تِلكَ الخِطَة". 


وأكد قائد القوات الجوية أن القوات المسلحة تهتم بالفرد اهتمامًا خاصًا، ومن هنا يتم التَطويِرُ والارتقاء بِالمُستَوى المعيشي والترفيهي والصحي لِكل الأَفرادِ لكَى تَكُونَ عوامِلَ تُساعِدهُم علَى تلَقِى التَدريِبَ المُتَطَوِرَ على المُعِداتِ الحَدِيثَةِ باستخدام أحدَثِ المَناهِجِ وطُرقِ التَدريِب والمُحَاكِيات، معَ إِيفَاد البَعثَات التَعلِيمِيةِ مِن جَميع التَخصُصاتِ، إلى الدِوَل الشَقِيقَةِ والصَدِيقَةِ بِمَا يَسمَحُ بِتَطوِيرِ الأَداءِ وبالتالي أساليِبِ العَملِ لِمُسَايَرةِ التَطورِ الذى طَرأَ علَى كَل نُظمِ التَسلِيحْ، ومِن جِهَةٍ أُخرَى، فقَد انتهجت مِصرُ مُنذُ حَربِ أُكتوبَر وحتَى وقتِنَا هَذا سِياسَةُ تَنوِيعِ مصَادرِ السِلاحِ بِمَا يتنَاسبُ مَعَ مُتطَلباتِنَا العملِياتِيَةِ لِيُصبِحُ لَديِنَا مَنظُومَةٍ مُتكَامِلَةٍ مِن أحدَثِ الطَائِراتِ "مُتعَدِدةِ المَهامِ – النَقلِ – الإِنذَار المُبَكِرِ – الاستِطلاعْ "، والهلِيكُوبتَر "الهِجومِى – المُسَلح – المُضَادِ لِلغواصَات – الخِدمَةُ العَامة" مِن مُختَلفِ دِوَلِ العَالمْ، مَعَ الاهتمام أَيضًَا بالمُحَافَظةِ علَى الكفَاءَةِ الفَنيَةِ للأَسلِحَةِ والمُعِدَاتِ المَوجُودَةِ بالخِدمَةِ ومِنهَا التي اشتركت في حَربِ أُكتوبَر بَل وتَطويرِهَا بِعقُولٍ وأَيَادٍ مِصرِيةٍ بِمَا يُمَكِنُ القُواتِ الجَويَةِ مِن تَنفِيذِ جَمِيعِ المَهامِ الطى تُوَكلُ إِليهَا في كَل الظُروفِ والأَوقَاتِ بدِقَةٍ وكفَاءَةٍ عَالِيةٍ، على جَميِعِ الاتجاهات الاستراتيجية وإِيمَانًا مِنا بأَنهُ لا بُدَ لِلسَلامِ مِن قُوةٍ رادِعَةٍ تَحمِيهِ وتُحافِظُ علَى مُكتسبَاتِهِ ولِزيَادةِ الخِبراتِ والمهَاراتِ المُكتَسبةِ فقد تَمَ وضعُ خِطةٍ لتَنفِيذِ التَدريِباتِ المُشتَركةِ معَ الدِولِ الشَقِيقَةِ والصَدِيقَةِ وسَاعدنَا على ذَلِكَ المُستَوى الراقي لِرجَال القُواتِ الجَويَةٍ في كَل التَخصُصاتْ الأمرُ الذى دَعَا العَدِيدَ مِن الدِوَلِ لِطَلبِ تَنفِيذِ تَدرِيبَاتٍ جَوِيَةٍ مَعنَا وبصِفَةٍ مُستَمِرَةٍ لتأَكُدِهِم التَام مِن المَردُودِ الإيجابي الأعلى الذى سَيَعودُ علَيهِمُ مِن تَنفِيذِ تِلكَ التَدرِيبَاتِ نَظرًا للخِبراتِ الثى تَمَ اكتسابها خِلالِ المَعَارِكِ التى خَاضتَها القُواتِ الجَوِيَةِ وخَاصةً في الفَترَةِ الأَخِيرَةِ بالاشتراك في عملِياتِ القضَاءِ على العنَاصِرِ الإرهَابِيةِ وتَأمِينِ الحُدودْ. 


واستكمل الفريق يونس المصري:" القِيادَةِ العَامَةِ لِلقُواتِ المُسلَحةِ تحرص كل الحرص علَى التَحدِيثِ المُستَمِرِ لقُدراتِ وإمكَانِياتِ القُواتِ الجَوِيَةِ فقد تمَ إِكتِمَالُ تَوريدِ مَنظُومةِ الطَائِراتِ المُوجَهةِ المُسلَحةِ وكَذا طَائِراتِ النَقلِ "الكَاسَا"، وكَذا إسلام عِدَةِ مَجمُوعَاتٍ مِن الطَائِراتِ مُتعَدِدَةِ المَهام "الرَافَال" التى تُعَدُ مِن أحدَثِ طَائِراتِ الجِيلِ الرابِعِ، لِمَا تملِكُهُ مِن نُظُمِ تَسليحٍ وإِمكَانِياتٍ فَنِيَةٍ وقِتَالِيَةٍ عَالِيةٍ علاوة على التَحدِيثَ والتَطوِيرَ في أَعمالِ البِنيَةِ التَحتِيَةِ الإِنشَاءَاتِ والمُسَاعدَاتِ المِلاحِيَةِ ومُعِداتِ الطيَرانِ بالقواعِدِ الجَوِيَةِ والمطَاراتِ الذي سَار جنبًا إلى جَنبٍ مَعَ وصُولِ الطَائِراتِ الحَديِثَةِ ليتمَاشَى مَعَ الأَنظِمَةِ المُركَبةِ علَى تِلكَ الطَائِراتِ وكَذا تَوفِيرِ كَافَةِ عنَاصِرِ التَأمِين لِعمل أسلِحةِ الجَوِ بالإِضَافةِ إلى التَصنِيعِ المُشتَركِ لِبَعضِ الطَائِراتِ مِثلَ الطَائِرة K-8، ومِن أجلِ تكَامُلِ هَذهِ المَنظُومَةِ فقَد اهتمت القُواتُ الجَوِيَةُ بِتَطوِيرِ وِرش صِيانَةِ الطَائِراتِ والهليكُوبتَرِ بِمُختَلفِ مُستويَاتِهَا لِلمُحَافظةِ علَى الكفَاءَةِ الفَنِيةِ العَالِيةِ لهَا وقد ظَهرَ جَلِيًا أثَرُ مَا تَمَ مِن ارتفاع مُستَوى الكَفاءَةِ القِتَالِيةِ والفَنِيةِ لِلقُواتِ الجَوِيةِ الأمرُ الذى مكَنهَا مِن تَنفِيذِ مهَامِهَا بِدقَةٍ علَى كَل الاتجاهات الاستراتيجية في ضَربِ معَاقِلَ الإِرهَابِ في العُمقِ الليبي، وكَذا اشتراك القُواتِ الجَوِيَةِ في عملِيةِ "عَاصِفةِ الحَزمْ"، وبعدَهَا عملِيةِ "إِعادَةِ الأَملْ، ضِمنَ قُواتِ التَحالُفِ العربي لإِعَادةِ الاستقرار والأَمنِ لِلشَعبِ اليَمنِى وحِمَايَةِ العُمقِ الاستراتيجية لمِصرَ مُتمَثِلًا في بَابِ المَندَبْ أمَا مَا يَشغَلُ بَالِ كَل طوائِفِ الشَعبَ المصري وهُو مسارُ الحَربِ علَى الإِرهَابِ وبالتالي دُور القُواتِ الجَوِيَةِ فِيهَا فأَودُ أَن أُوَضِحَ أنَ مِصرَ تَخُوضُ مُنذُ أربَعِ سنواتٍ حَربًا ضَروسًا ضِدَ كيَانَاتٍ إِرهَابِيَةٍ مَدعُومَةٍ مَادِيًا وتِكنُولوجِيًا مِن دِوَلٍ بِعينِهَا تَهدِفُ إلى إِسقَاطِ الدَولَةِ المِصرِيَةِ التي تسعَى شَعبًا وجَيشًا وشرطَةً إلى تَثبِيتِ أركَانِهَا في تلاحُمٍ فَريِدٍ قَلمَا يَتواجَدُ في زَمنٍ كَثُرَت فِيهِ التَكتُلاتِ ذَاتَ الخِططِ الشَيطَانِيَةِ، التي تَهدِفُ إلى بَسطِ سَيطرتِهَا علَى دِوَلِ المَنطِقةِ بَعدَ زَعزَعةِ استقرارها بِمَا يُسهِلُ مِن إِسقَاطِهَا كمَا حَدثَ مَعَ عَددٍ مِن دِوَلِ الجُوارِ والتي تُمَثِلُ عُمقًا استراتيجيا لمِصر أمَا دُورَ القُواتِ الجَوِيَةِ في هَذهِ الحَربِ فَهُو تَنفِيذُ مَهَامٍ لَم تَكنْ ضِمنَ مهَامِهَا قَبلَ ذَلِك بَل دَعَتِ الضَرُورَةُ إِليهَا باستخدام كَل أسلِحةِ الجَوِ مِثلَ تَأمِينِ الحِدُودِ علَى كَل الاتجاهات الاستراتيجية علَى مدارِ اليَومِ لِمَنعِ عملِياتِ التَهريِبِ وتسَلُلِ العنَاصِرِ الإِرهَابِيةِ ومُعَاوَنةِ قُواتِ إِنفاذِ القَانونِ في عملِياتِ المُدَاهمَاتِ التي تَقُومُ بِهَا ضِدَ تَجمُعاتِ العنَاصِرِ الإِرهَابِيةِ ففي سَينَاء التي نَحرِصُ فِيهَا دَائِمًا علَى سلامَةِ المَدنِيينَ الذينَ يَتَخِذُهمُ الإِرهَابِيونَ دُروعًا وسَاتِرًا لَهُم خِلالَ مراحِلِ تَنفِيذِ عملِياتِهمُ الدَنِيئَةِ أو خِلالَ مُحَاولاتِهِمُ الفِرارَ منِ قُواتِنَا ولعَلَكُم تَلحَظُونَ ترَاجُعًا كَبِيرًا في عَدَدِ وحَجمِ العَمَلِياتِ الإِرهَابِيَةِ بِمَا يُؤَكِدُ النَجَاحَاتِ الكَبِيرَةِ التي يُحَقِقُهَا أَبطالِ القُواتِ المُسلَحةِ ويَكفِى مَا أَعلنَتهُ عِدَةَ جِهَاتٍ دَولِيَةٍ بأنَ مِصرَ هي الدَولَةَ الوَحِيدَةَ في العَالمِ التي تُواجِهُ الإِرهَابَ بِشجَاعةٍ وجَرأَةٍ وصِدق وأَيضًا بِفَاعِلية كُلُ ذَلِكَ تَحقَقَ بفَضلِ اللهِ ووقوفِ الشَعبَ خَلفَ جَيشِهِ الذى دَائِمًا مَا كَانَ عِندَ حُسنِ الظَنَ بِهِ ذَلِكَ لأَنهُ جَيشٌ وطني مِن نَسِيجِ هَذا الشَعبْ، لَقَدْ تَسلَمنَا الرَايةَ عَالِيةً خفَاقةً مِن جِيلٍ بَذلَ الدَمَ والرُوحَ في سَبِيلِ عِزَةِ ومَجدِ وَطنِنَا الحَبِيبْ، بَعدَ أنْ أَضاءَ ومَهدَ لَنَـا الطَريقْ لِكَى نُكمِلُ المَسِيرَةَ ونَنطَلِقُ إلى أفاقٍ لا حِدُودَ لَهَا، تَكَادُ تَتَسِعُ لِطُموحَاتِ شَعبِنَا العَظِيمْ، فكُنَا وسَنَظَلُ بِعونِ اللهِ عند حُسنِ الظَنَ بِنَا وفىِ هَذا اليَومِ الخَالِدِ دَائِمًا نَتذَكَرُ بِكُلِ العِرفَانِ شُهدَاءَ القُواتِ الجَوِيَةِ الذِينَ لَمْ يَبخَلوا بِأرواحِهمِ في سَبِيلِ غَدٍ أفضَلٍ لَنَا جَمِيعًا ونُعَاهِدُهُمْ وَنُعَاهِدُ شَعبِنَا العَظِيـمِ أنَنَا علَى طَريِقِ النَصرِ مَاضُونَ، وأنْ نُبذِلُ في ذَلِكَ العَرَقَ والدَمَ بَلْ والرُوحِ".
وأضاف الفريق يونس المصري، أن القوات المسلحة سطرت ملحمة بطولية خلال حرب أكتوبر شهد بها العالم، وأن أعمال قتال قواتنا الجوية جاءت في الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التي أفقدت العدو توازنه في بداية الحرب واستمر طيارونا في تنفيذ المهام خلال مراحل الحرب المختلفة حتى جاء يوم 14 أكتوبر 1973م، لافتًا إلى أنه في هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ هجمة جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا بهدف إضعاف التجميع القتالي لقواتنا الجوية وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية فتصدت مقاتلاتنا لهم ودارت أكبر معركة جوية ففي سماء مدينة المنصورة والتي سميت فيما بعد بمعركة المنصورة، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين وقد أظهر فيها طيارونا مهارات فائقة ففي القتال الجوي وجرأة وإقدام واستمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر في طائراته خلال معركة واحدة في مرحلة من مراحل الصراع العرب الإسرائيلي حيث تم إسقاط 18 طائرة، رغم تفوق العدو النوعي والعددي.
وتابع قائد القوات الجوية: "تسعى القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية في المرحلة الحالية إلى تطوير المعدات والأسلحة لمواكبة التطور التكنولوجي لمعدات القتال بالعالم، وفى هذا الإطار تحرص القوات الجوية على امتلاك أحدث نظم التسليح بالعالم وذلك في ضوء ضرورة إحلال الطائرات المتقادمة بالقوات الجوية "ميج21، ميراج5"، الطى تعمل بالخدمة منذ أكثر من أربعين عامًا، ويعتبر انضمام حاملتي الهليكوبتر الفرنسية ميسترال "جمال عبدالناصر – أنور السادات" إلى القوات المسلحة إضافة جديدة تستطيع القوات المسلحة من خلالها القيام بأعمال قتالية علي الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة لما تتميز بها الحاملة من إمكانية تواجد انواع مختلفة من الهليكوبتر " هجومى – إنذار مبكر – بحث وإنقاذ "، مما يزيد من قدرة قواتنا المسلحة في الحفاظ على أمنها القومي والإقليمي ضد أي تهديدات كما تقوم القوات الجوية بتطوير جميع المعدات ونظم التسليح والملاحة في خطٍ موازٍ مع تطوير أسطول الطائرات والهليكوبتر وفى ضوء انضمام طائرات "الكاسا" لأسطول النقل الجوي وكذا هليكوبتر الخدمة العامة ومنظومات الطائرات الموجهة وبانتهاء توريد دفعات الطائرات والهليكوبتر الحديثة ستصبح القوات الجوية في القريب من أقوى القوى الجوية في الشرق الأوسط ".