الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الخلافة الافتراضية.. استراتيجية "الدواعش" لتوجيه "الذئاب المنفردة" (ملف)

على طريقة «بوكيمون جو»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شركات عربية تدعم مواقع «أبناء البغدادي» الإلكترونية
التكنولوجيا والعولمة مكنتا الجماعات الصغيرة من الاتصال ببعضها وتوفير الموارد اللازمة

أصبحت شبكة «الإنترنت»، المقر الرسمي لما يسمى بدولة «الخلافة الإسلامية» حيث الفضاء الإلكتروني الواسع الذي يقدم مميزات ووسائل مذهلة، تساعد بقايا تنظيم «داعش» الإرهابي على مواصلة عملياته المسلحة والإرهابية على أرض الواقع، بواسطة عناصره الهاربة في مختلف البلاد والمعروفة بـ«الذئاب المنفردة»، على الرغم مما يبدو أنه تراجع واندثار للتنظيم الذي سفك دماء البشر، وخرب الدول ونهب وسرق مقدرات الشعوب.
واتفق المراقبون على خطورة استغلال «داعش» للإنترنت، وارتفعت أصوات التحذير إلى أعلى الدرجات، باعتبار مواجهة «التنظيم» في هذه الحالة ستكون أصعب بكثير من العمليات العسكرية في أزقة الموصل والرقة، وفي هذا الملف نستعرض كيفية استخدام التنظيم الإرهابي للإنترنت في تطبيق آخر صيحاته «الخلافة الافتراضية» على طريقة «بوكيمون جو».

تقترب طريقة تطبيق «الخلافة الافتراضية» من طريقة لعبة «بوكيمون جو» التي أحدثت ضجة وصخبا ورواجا هائلا عقب طرحها فى يوليو ٢٠١٦، فخرجت اللعبة تتيح للاعب المبارزة، والتدريب، وتبديل بوكيمونات افتراضية تظهر في العالم الحقيقي، وهكذا يعمل «داعش» لكن بشكل لا يجعل الألعاب الافتراضية المخصصة للتسلية إلا لعبة مهمتها سفك الدماء وإشعال النيران، فقد كشفت الكثير من الوقائع، أن الجهاديين يختبئون في أعماق شبكة الإنترنت، ويستخدمون تطبيقات مشفرة، لنشر الدعاية، واستقطاب أعضاء جدد والحصول على تمويل مالي، وكان من البديهيات؛ الحديث عن تنظيمات العنف واستخدامها للفضاء الإلكتروني منذ أعوام، حيث طورت شبكة الإنترنت مجالًا تفاعليًا بلا قيود رقابية، مكن الجماعات المعادية للدول والنظام العالمي من استغلاله لمصلحتها، فقد كان تنظيم القاعدة -مثالًا- ينشط عبر المنتديات الإلكترونية في بداية الألفية لنشر أدبيات العنف والتحريض عليه، إضافة إلى استخدامه الإنترنت لبث الفيديوهات التي تنتجها مؤسسات التنظيم.
لذا يعد التطرق إلى كيفية استخدام التنظيمات المسلحة والإرهابية للفضاء الإلكتروني أمرًا ليس بجديد على الإطلاق، بينما وصل الأمر إلى استغلال الإنترنت بكل تقنياته وفعالياته لتأسيس «خلافة افتراضية» لها قوانين ولوائح وأدبيات ومناهج، تسيطر بها على أتباعها ومناصريها في شتى بقاع الأرض، فهكذا تكون الخطورة المطلقة بحسب أحدث الدراسات والأبحاث في هذا الشأن.
فيما مضى كان أغلب التركيز والمتابعة لتنظيم القاعدة سابقًا، و«داعش» حاليًا، مقتصرًا على مضمون الرسائل الإعلامية التي ينشرونها، بينما قل الاهتمام بأساليبهم في إرسال هذه الرسائل، باستثناء بعض التضييقات التي فرضتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر»، وهو ما واجهه بعض التابعين لهذه التنظيمات المتطرفة بإنشاء مواقع جديدة خاصة بهم على غرار «فيس بوك»، تحت مسمى «خلافة بوك»، لكن سرعان ما أغلقوها خشية عدم قدرتهم على حفظ بيانات المشتركين، فاتجهوا إلى طرق أخرى عبر الفضاء الإلكتروني، بخلاف مواقع التواصل الاجتماعي، لبث رسائلهم، عبر الفيديوهات، لا المقالات والبيانات المكتوبة، وفضاء الإنترنت يحوي آلاف المواقع التي يمكن استخدامها أو استحداثها لنشر هذه الفيديوهات، فضلًا على أن القنوات الفضائية نفسها تنشر هذه الفيديوهات من أجل إظهار بشاعة التنظيم، بينما يحاول هو إرسال رسائل حول قوته وإمكاناته إلى المتعاطفين معه أو خصومه. 
وفى إطار رصد وبحث أجرته مراكز الأبحاث المتخصصة فى متابعة التطرف والعنف، تبين اختصاص عدد من المدارس الفكرية فى الهيمنة على الخطاب التكفيري لتجنيد الإرهابيين عبر شبكة المعلومات الدولية، بواسطة مؤسسات رسمية أو شبه رسمية أو لشخصيات ورموز فكرية إسلامية ذات خط فكرى محافظ، تستخدم بعدها لغة إقصائية قوية مع المخالفين، بجانب خطاب حركي متطرف، يتسم بالحدة والانفعال مع الخصوم، وتعد هذه الجماعات أنشط مجموعات الإنترنت الإسلامية حركة وإنتاجا وتتميز مواقعها بالحيوية والنشاط والتجديد، بما يساهم بشكل أو بآخر في تأسيس الخلاف المزعومة عبر الفضاء الإلكتروني.

طريقة «داعش» لتأسيس «الخلافة»
يوظف التنظيم الإرهابي، الوسائل الحديثة الممثلة في ملفات وخدمات الإنترنت وملفات بصيغ الهواتف المتنقلة بشكل مكثف، لنشر الإرهاب الإلكترونى عبر كيانات افتراضية تحت مسمى مراكز أو مؤسسات إعلامية، لا يكلف تأسيسها سوى إعلان جذّاب يقود متصفح الإنترنت إلى موقع أنشأه صاحبه أو أصحابه لإعادة بث وترويج المواد والفتاوى التي تحمل فكر الإرهاب والتطرف، وعادة يتميز مؤسسو هذه المواقع بالخبرة الفنية في برامج الرسم والفيديو والتصميم بشكل عام، ونادرًا ما يكون لهؤلاء أطروحات فكرية مؤثرة، فهم في الغالب يستقبلون ويرسلون ويعملون كوسطاء بريد للرموز الفكرية التي تناصر الغلو والتطرف والعنف وتقدم نفسها لمجتمع «الإنترنت» على أنها غيورة على مصالح الأمة، وتتنافس المواقع المتطرفة في البث والإنتاج وإعادة تقديم الفكر المتطرف على شكل سلاسل صوتية ومصورة أو كتب إلكترونية، وتنشط بشكل خاص في نشر رسائل وخطب رموز الفكر المتشدد وتتميز مجموعات التطرف الإلكترونى بالحيوية الفائقة في النشر والتخفى والظهور، وقد تبث ما لديها من مواد في مواقع شبابية عامة، ولم تكتف لجان «داعش» الإلكترونية بالبريد الإلكتروني بل وظفت مواقع المنتديات البعيدة عن الشبهة مثل المواقع الرياضية والنسائية والجنسية، لتبادل المعلومات والصور الخاصة بالمواقع المستهدفة، واستخدام نسخ متطورة من الحبر السري الإلكتروني، وتقنيات التشفير لتبادل الرسائل عبر الإنترنت لتنسيق الإعداد للهجمات. حذرت العديد من المؤسسات المعنية بالشأن الأمني، من اعتماد الجماعات الإرهابية من جميع الطوائف على الإنترنت بصورة متزايدة للحصول على الدعم المالي واللوجيستي، وأشارت أيضًا إلى أن التكنولوجيا والعولمة قد مكنتا الجماعات الصغيرة، ليس فقط من الاتصال ببعضها، ولكن أيضًا توفير الموارد اللازمة للهجمات دون الحاجة إلى تكوين منظمة إرهابية. ومن هنا يتضح عدد من المزايا التي تقدمها شبكات المعلومات والإنترنت لمجموعات التطرف وخاصة ما يندرج تحت مفهوم العنف والإرهاب، وهي ما يمكن النظر إليها من خلال شبكة «الإنترنت» نفسها التي تساعد وتقدم خدمات مذهلة كالمرونة في الترويج والدعوة للعنف عن بعد، إضافة إلى التكلفة البسيطة التي تيسر تنسيق وترتيب وشن عمليات إرهابية دون ميزانية كبيرة وتحدث خسائر كبرى عند الخصم، وهذا بالقطع يحدث في شكل آمن لا يتخلله أي مخاطرات، مع سهولة التخفي، نظرًا لكون الإنترنت بشكل خاص غابة مترامية الأطراف ولا تتطلب عملية الإرهاب الإلكتروني وثائق مزورة أو عمليات تنكر فالقناع الإلكتروني والمهارة الفنية كافيان بإخفاء الأثر حتى عن عين الخبير، لا سيما مزايا الدعاية، فتحظى عمليات الإرهاب الإلكتروني بتغطية إعلامية كبيرة، مع سهولة نقل واستخدام وسائل التدريب، للعناصر الإرهابية الجديدة وأعوانهم متجاوزة حدود الزمان والمكان والرقابة، مع تسهيل عمليات الاتصال للخدمات الاتصالية التي تقدمها شبكة الإنترنت، كالبريد الإلكتروني، وغرف دردشة والمنتديات.

ما يقدمه الفضاء الإلكتروني لـ«داعش»
ما يميز الكثير من المواقع الإلكترونية التي تروج للإرهاب وثقافته، أنها دائمة التجديد وتلاحق الحدث، ويعود ذلك إلى إيمان العاملين عليها، بأنهم في جهاد ويسدون ثغرًا، ويساندون شباب الجهاد، وهذا الاقتناع يبدو واضحًا في اللمسات الشخصية في التصميم واختيار العناوين المشحونة بالشجن والدفق العاطفي مثل ذكر (الثواب – الجنة - الحور العين -.. الخ) عبر تمييز في الشكل الفني المبدع فى التصميم والحرفية الواضحة في تقسيم الموضوعات والصور والمحتويات، مع توفير خدمات تتجاوز حجب المواقع، وترسل بصورة منتظمة للأعضاء، وتقدم كل جديد من خلال التواصل المنتظم بينهم، والتحديث المستمر للمحتوى ومواكبة الأحداث، واستقطاب كتاب لهم تأثيرهم وعلماء معتبرين لرفع مستوى الثقة في الموقع.
ويضاف إلى ما سبق التنسيق بين هذه المواقع لنشر البيانات، والخطب والمواد الجديدة، التي يقدمها أحد قادة التنظيمات، أو مفكريه، وصناعة نجوم لهذه المنتديات، ومؤازرتهم سواء من حيث حجم الردود، أو تمييز مواضيعهم عن غيرها، وتوفير المواد السمعية والمرئية، والكتب وغيرها من المواد لطالبيها بشكل سريع، في صور فنية محترفة بالإضافة إلى تشجيع كتابة المذكرات للذين شاركوا في الجهاد في مناطق العالم الإسلامي، مثل أفغانستان والعراق، لإلهام الشباب وتحفيزهم للاقتداء بهم، وكذلك تقديم المعونة الفنية لمساعدة المتصفحين، لإخفاء الأثر من خلال مواقع وسيطة أو برامج معينة، وتوزيع الأدوار في إدارة الموقع لأشخاص ذوي مقدرة متميزة وينتمون إلى بلدان مختلفة. 
ومن المميزات التي يقدمها الفضاء الإلكتروني لصالح «الخلافة الافتراضية» المزعومة، تقديم مجموعة من الخيارات الثقافية المصاحبة مثل خدمة تحميل الكتب، والاستشارات في شئون الأسرة والصحة وغيرها، ويضاف إلى ذلك جاذبية خطاب التحريض على العنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالخطاب العنيف ذي الروح السياسية الدينية له جاذبية خاصة، لأنه يلامس الضعف الإنساني حيال المشكلات التي يتعرض لها الإنسان في حياته الشخصية أو ما يراه في عالم تسوده الصراعات والفتن، كما أن الأحداث والصراعات العنيفة والمؤلمة ومظاهر التكالب العالمي على موارد العالم العربي والإسلامي تشعل الانفعالات وتثري العواطف ولا يجد مستخدمو «الإنترنت» من الشباب صدى لهذه الانفعالات للتنفيس في وسائل الإعلام الخاضعة لسياسات ومصالح الدول، من هنا يظهر الإعلام الإلكتروني بالمحتوى البديل على مواقع ومنتديات «الإنترنت» وخاصة المتشددة منها.
 وتستفيد التنظيمات من هذا الفضاء من خلال سحر وإغراء شاشة الحاسوب، التي نشأ الشباب وهي أمامهم، ويتصلون من خلالها، ويطرحون مشكلاتهم، وهمومهم على صفحاتها الحرة، وقوة استهداف الشباب بالمحتوى الإلكتروني الملائم لسنهم وطموحاتهم، والمتاجرة بآلام المحبطين وتقديم الوعود بغد أفضل، ناهيك عن إغراء اللغة الحماسيّة الانفعاليّة التي هى جزء من شخصية الشباب، والتعبير الفوري العفوي عن الأحداث والتعبير عن المواقف دون حسابات سياسية أو دينية، وتقديم البديل عن المراجع الفكرية الغائبة أو المغيبة، ولا يخضع محتوى «الإنترنت» للرقابة وهو ما يتناسب مع الفئات العمرية المتمردة على كل رقابة، كذلك الانفراد بالمستخدم وعزله عن محيطه الأسرى والاجتماعي ضمن مجتمع افتراضي لا مثيل له في الواقع. 
وتتلخص مواقع ثقافة التطرف والعنف في نشر الكتب والفتاوى المتشددة التي تدعو للتطرف ومن ثم العنف والتدمير، ويعود ذلك لتفشي بعض مظاهر الجهل بقواعد الدين ومقاصد الشريعة بين الشباب وغياب المراجع الفكرية القريبة من همومهم، فظهرت البدائل من خلال المواقع المتشددة الجاذبة لجماهير الشباب لاعتمادها منهجا حادا متحديا ما عزز تشكيل ثقافة العنف والتحريض على الشبكة، ويلاحظ الراصد أنه برغم التحذيرات المبكرة من فتاوى «الإنترنت» إلا أن كثافة الكتب والفتاوى ذات النهج المتشدد ما زالت توزع على المواقع والمنتديات وتحظى بالإقبال.

انتشار الفتاوى الإلكترونية وأثرها
وكان العلماء حذّروا في بدايات تفشي ظاهرة الفتاوى الإلكترونية، من خطورة ما تحويه مواقع ومنتديات الحوار الإلكتروني من كثرة الأخبار المغلوطة، والشائعات المضللة، والنهج المركز من الإساءات لعلماء الدين، والحكام، مع كم كبير من الفتاوى المحرّضة على العنف من أناس لا يملكون الحق في الفتوى، وأجمع عدد من العلماء على أن التهجم في هذه المواقع على علماء الدين والنيل منهم، يعد من الأعمال المحرمة التي توقع الفجوة وعدم الثقة بين علماء الدين وفئات المجتمع، خاصة من الشباب.
 ولوحظ إمكانية إنشاء مواقع شخصيّة، لرموز التطرف بعد تزايد حوادث الإرهاب، والعنف الناجمة عن التطرّف لتكشف الكثير من الحقائق الخطرة في مجال التحريض، على استهداف الشخصيات العامة، والعسكريين، والأجانب بشكل خاص، ولا يكاد يُعرف رمز من رموز التطرف، إلا وله موقع أو أكثر سواء تلك التي ينشرها هؤلاء الرموز بأنفسهم أو ينشرها أنصارهم، واشتهر بعض شيوخ «الإنترنت» من خلال رسائلهم المتشددة وفتاواهم المنتشرة على أكثر من موقع لتلاميذهم ومريديهم، وكل ما يزيد من تمجيد وتبني فكر رموز الفكر المتطرف، فتلاحظ وجود مواقع وشخصيات محسوبة على الفكر الإسلامي، كما تثني على بعض الشخصيات المتطرفة وتعاتبها بشكل محدود وفي جزئيات لا تتضح معالمها، في حين نجدها تتفق معها في الرؤية وتخالفها أحيانا في الأسلوب في خطاب مراوغ خاصة في سنوات المد المتشدد الأولى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى نهاية عام ٢٠٠٦، ثم بدأت تظهر أصوات جريئة تحت ضغط الخوف من تهم التحريض تارة وتارة أخرى بسبب الاستفادة من التحولات السياسية والاجتماعية. 
ويستفاد من الشبكة فى توثيق العمليات الإرهابية وتمجيد مرتكبيها، فعلى منتديات ومواقع الشبكة يكفى أن يحدث حدث إرهابى بتنظيم جماعات العنف، لتجد وثائق الحدث، وصوره، وبيانات مرتكبيه، أو منظميه على عشرات الروابط، والمواقع المتشددة فى نفس اليوم وذلك من خلال السباب وسوء الأدب مع المخالف حتى لو كان المستهدف مفتيا للدولة والمجتمع، مع الاهتمام بترويج صورة البطل، بالشهرة والخلود والضجيج والدعوة بغير الحسنى، وبجانب ذلك يأتى تبرير القتل والتفجير والعدوان، وتعليم الأعضاء وسائل التخفى ومسح الأثر عن عيون الأمن، والنشاط الإعلامى المكثف على قنوات «اليوتيوب»، وما يشبه من مواقع أخرى، لتوظيف فيديو «الإنترنت» للتدريب وإظهار القوة، وتوفير برامج الاختراق وسرقة واختراق الأجهزة.
وأخيرًا، حذر الجنرال «جوزيف فوتل» قائد القيادة الأمريكية الوسطى (التي تمتد من الشرق الأوسط إلى آسيا)، من هذا التوجه في مطلع العام ٢٠١٧، فى مقال له بعنوان «الخلافة الافتراضية»، مشيرًا إلى أن القضاء على تنظيم الدولة على أرض المعركة لن يكون كافيا، فإن التنظيم الإرهابى سيجد على «الإنترنت» ما يمكنه من مواصلة تنسيق الاعتداءات والإيحاء بها. وقبل عامين تقريبًا اهتم «تشارلي وينتر» بإعداد تقرير لمركز «كويليام» البريطاني للأبحاث بعنوان «الخلافة الافتراضية» حلل فيه الاستراتيجية الدعائية للتنظيم الجهادي، مبينًا أن التنظيم سيعمل على مزج الافتراضي بالواقعي، ربما يكون أضعف لكنه سيكون قادرًا على السيطرة على جيوب من الأراضي خصوصًا في سوريا، وقادرًا على شن حرب عصابات في العراق.
 وعلى الرغم من المواجهات الحثيثة بمواجهة التطرف والانتشار الكبير لتنظيم «داعش» بمحاولة إغراق شبكة «الإنترنت» بدعاية مضادة لدعاية التنظيمات الإرهابية، مع إغلاق الحسابات التي تدعم التنظيمات الإرهابية والتضييق عليها كما فعلت مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المراقبين والملاحظين اعتبروها استراتيجية قابلة للنجاح على المدى القصير، فقد تطورت أدوات شبكة الإنترنت بطريقة يستحيل التحكم بها، بما يجعل المعركة مستحيلة على المدى الطويل.