«قتلها وبكى وسبقنا واشتكي!» هكذا وصفت الأم بهذه الكلمات ما فعله الطبيب بابنتها الصغيرة ذات الأربعة أعوام بعدما أخطأ فى تشخيص حالتها وأعطاها دواء خاطئا عن طريق الحقن بـ«السرنجة» الطبية.
بدأت القصة عندما شعرت الطفلة الصغيرة نانسى محمد بسخونة فى جسدها فانتظرت الأم المنفصلة عن زوجها لمدة يومين ربما تتحسن حالة الطفلة مع المشروبات الدافئة ولكنها اضطرت للذهاب إلى مستشفى تبارك الخاصة بعد ذلك، للاطمئنان على ابنتها نظرا لعدم تحسن صحتها دون علاج، استقبل الحالة الطبيب محمد أبوسمرة مدير فرع المستشفى بمنطقة عزبة النخل الغربية وقام بطمأنة الأم قائلا إنه لا داعى للقلق، وأن الطفلة بصحة جيدة وسيتم شفاؤها بعد أخذ «الحقنة» التى كتبها لها مباشرة، وما هى إلا لحظات قليلة من تنفيذ رؤية الطبيب فى العلاج وفقدت الطفلة الوعى بعدما تبولت بشكل لا إرادى على ملابسها وازرق جسدها.
صاحت الأم فى وجه الطبيب دون فائدة، فترك «أبوسمرة» الطفلة فى الغرفة بمفردها حيث اجتمع داخل غرفة مغلقة بباقى الأطباء المتواجدين داخل المستشفى، فقامت الأم بالاتصال بأهلها للوقوف بجانبها فى تلك الأزمة، وتفاجأت بعد ذلك أن الطبيب أبلغ الشرطة خوفا من الهجوم عليه من قبل عائلة «نانسي» وباقى سكان المنطقة الذين صعدوا إلى المستشفى بعد سماع صراخ الأم.
عاد الأمل مرة أخرى إلى قلب والدة نانسى بعدما أبلغها أحد الشباب بأن هناك نبضا بقلب الطفلة فسرعان ما أخذتها الأم متوجهة إلى مستشفى أخرى بمنطقة عين شمس، وقام الأطباء هناك بتعليق محاليل الأكسجين لمساعدة الطفلة على التنفس دون فائدة ملموسة، إلى أن جاءت سيارة إسعاف تابعة لمستشفى الزهراء الجامعى لنقل الحالة وفحصها هناك وضاع أمل الأم فى نجاة طفلتها بعدما أبلغتها الطبيبة المختصة أن ابنتها متوفية وما هى إلا محاولات فاشلة لإنقاذها.
ثم ادعت الطبيبة بأن الطفلة توفيت إثر إصابتها بمرض نادر على الرغم من الرؤية المختلفة للتحاليل التى أثبتت أن «نانسي» قد توفيت إثر الحقنة التى أعطاها لها الطبيب وتسببت فى حدوث هبوط حاد بالدورة الدموية، وظنت الأم أن هناك اتفاقا مع زميلها «أبوسمرة» الذى تحفظت عليه الشرطة وأخذته إلى القسم للتحقيق معه، وعرض عليها الطبيب مبلغ ٢٠٠ ألف جنيه للتنازل عن محضر الشرطة فور خروجه على ذمة القضية بعد أربعة أيام من التحقيق، مهددا الأم بأنه سيقوم بالتفاوض مع والد «نانسي» بدفع المال له للتنازل عن حق ابنته.
