الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة نيوز" تنشر خريطة وكلاء طهران في الدول العربية

زياد الشيخلي وميسرة
زياد الشيخلي وميسرة بكور وجهاد الحرازين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
باحث: ترصد المليارات لوكلائها في الدول العربية.. وتنفق على 250 ألف مرتزق
تقارير: نظام الملالي يتصدر الدول الأكثر خطورة في دعم التطرف عالميًا
15 مليار دولار سنويًا ميزانية إيران لدعم الإرهاب
200 دولار يوميًا تكلفة الفرد في ميليشيات إيران بسوريا
15 مليار دولار سنويًا ميزانية إيران لدعم الإرهاب في ٤ دول
250 ألف مرتزق تنفق عليهم إيران الأموال وتسلحهم
13 فصيلًا عسكريًا تدعمها إيران في العراق
40 إلى ٦٠ فصيلًا مسلحًا تدعمها إيران في سوريا

اتفق مراقبون سياسيون على أن إيران تنتهج سياسة شراء الولاءات بمليارات الدولارات، عن طريق صناعة الميليشيات، لاختراق وتفكيك الدول العربية، من خلال ترسيخ الطائفية وزعزعة الاستقرار، مشيرين إلى أن طهران وراء غالبية الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أكدته تقارير غربية رصدت حجم التمويلات لتنفيذ أجندة نظام الملالي. 
ونشر مؤشر «بازل» السويسري لمكافحة غسيل الأموال ومخاطر تمويل الإرهاب لعام 2017، تقريرًا يكشف عن تصدر إيران الدول الأكثر خطورة في عمليات غسيل الأموال وتمويل الإرهاب للعام الرابع على التوالي، مشيرًا إلى أن إيران ما زالت الأخطر في هذا المجال من بين 146 دولة، فيما أكد باحثون في الشأن الإيراني أن طهران تمول الميليشيات الإرهابية بالدول العربية عن طريق غسيل الأموال.
كشف مراقبون للشأن الإيرانى عن أن أبرز الميليشيات التي تمولها إيران علنيًا لتنفيذ أجندتها: «الحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، وأبوالفضل العباس في سوريا»، بالإضافة إلى استغلالها للقضية الفلسطينية عن طريق تمويل حركة «حماس»، ومساعيها الدائمة إلى عرقلة إنهاء الانقسام الفلسطيني.
وقالوا: إن تدخلات إيران في المنطقة أصبحت علنية، وهو ما أدركته الحكومات العربية مؤخرًا، واتخذت موقفًا موحدًا ضدها، إلا أن طهران لم تتراجع عن سياستها لتمزيق المنطقة.
وقال الباحث في شئون الإرهاب الدولي، سردار الجزراوي: «إن إيران داعم رئيسي للإرهاب في العالم، وتركز أنشطتها الإجرامية في الدول العربية، في إطار أجندتها التوسعية للهيمنة»، مشيرًا إلى أنها تنفق المليارات على وكلائها لضمان استمرار نفوذها عبر تلك الأذرع.
وأضاف الجزراوي: «إن ميزانية إيران العسكرية -وفق تقارير غربية- تتراوح ما بين ١٦- ٣٠ مليار دولار سنويًا، تنفق نصفها على المنظمات الإرهابية والميليشيات التابعة لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، فضلًا عن توفير رواتب لنحو ٨٦ ألف مقاتل في سوريا، بالإضافة إلى رواتب شهرية لعوائل عناصر الميليشيات في دمشق.
وأشار إلى أن النظام الإيراني موّل حزب الله اللبناني بنحو ٨٠-١٠٠ مليون دولار سنويًا -وفقًا لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن- فيما يدعم الميليشيات الشيعية العراقية والسورية بمئات الملايين، بينما يمنح الحوثي اليمني نحو ٥٠ مليونًا سنويًا، فضلًا عن ملايين الدولارات لحركة «حماس».
وأوضح الباحث في شئون الإرهاب الدولي، «أن إيران تدعم الحشد الشعبي العراقي الذي يبلغ قوامه نحو مائة ألف مرتزق، عسكريًا ومعنويًا من خلال وضع الخطط والدعم اللوجستي والمادي، فيما تستخدم تلك القوات في الإبادة العرقية لمن يرفض الهيمنة الإيرانية على بغداد»، مشيرًا إلى أن إيران تسيطر على نحو ٢٥٠ ألف مرتزق أفغاني وباكستاني وعراقي ولبناني ويمني.

العراق
وقال المحلل العسكري، زياد الشيخلي، العقيد الركن السابق بالجيش العراقي: «إن إيران تدعم فصائل الحشد الشعبي العراقي عسكريًا، فيما زودتها بالأسلحة والمعدات العسكرية التي استولت عليها من الجيش العراقي السابق بعد الاحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣».
وأضاف الشيخلي: «إن إيران استولت على أسلحة ومعدات الفيلق الثاني والثالث والرابع في محافظات «ديالي» و«البصرة» و«ميسان» و«ذى قار»، فضلًا عن أسلحة ومعدات الحرس الجمهوري في بغداد»، مشيرًا إلى أن إيران دعمت عسكريًا فصائل شيعية تؤمن بولاية الفقيه التابعة للخامنئي في طهران، وليس إلى الحوزة الدينية في النجف، الذين يدينون بالولاء المطلق لنظام الملالي.
وأشار المحلل العسكري إلى أن هناك ١٣ فصيلًا عسكريًا تدعمها إيران هي: «منظمة بدر الجناح العسكري، عصائب أهل الحق، سرايا عاشوراء، سرايا الجهاد، سرايا أنصار العقيدة، كتائب جند الإمام، سرايا السلام، حركة النجباء، سرايا الخراساني، كتائب التيار الرسالي، تشكيلات أسدالله الغالب، قوات أبوفضل العباس، قوات حزب الله»، بالإضافة إلى بعض الفصائل الصغيرة الأخرى.

سوريا
قال المحلل السياسي السوري، ميسرة بكور، رئيس مركز الجمهورية للدراسات: «إن إيران توغلت خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد انطلاق الثورة السورية، لا سيما أنها تعتبر دمشق حجر الزاوية في المشروع الإمبراطوري الفارسي للسيطرة على المنطقة، والوصول إلى البحر الأبيض كدليل على تنامي قدرتها وتسويق نفسها على أنها شرطي المنطقة والدولة الإقليمية الأكثر نفوذًا التي لا يمكن تجاهلها».
وأضاف بكور: «إن إيران فرضت سيطرتها على سوريا من خلال زرع ميليشيات تدين لها بالولاء، وتنفذ أجندتها علنية، بعد انطلاق الثورة السورية، فيما أمسكت بمفاصل الدولة من ناحية السياسة الخارجية والاقتصاد»، مشيرًا إلى أنها دشنت مدينة صناعية في منطقة «حسياء» بحمص، بينما تحولت التجهيزات في سوريا لمنتجات إيرانية على رأسها: عدادات الكهرباء.
وأشار إلى أن السفارة الإيرانية في دمشق لعبت دورًا مهمًا عبر بعثاتها الثقافية، من خلال دفع أموال طائلة لتشييع سكان مناطق شرق سوريا، لا سيما في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، وبناء الحسينيات قبل الثورة.
وأوضح أن إيران حركت ذيلها متمثلًا فى حزب الله الإرهابى بلبنان ليتدخل مباشرة فى سوريا، تحت مسميات مختلفة بحسب تطور الأحداث، مشيرًا إلى أن حسن نصر الله برر تدخله في ريف حمص بحماية اللبنانيين بالقرب من منطقة القصير، فيما تحول الأمر للدفاع عن محور المقاومة، وانتقل للحديث عن مكافحة الإرهاب وتأمين لبنان من خطر التكفيريين.
ولفت إلى أن إيران كشرت عن أنيابها في أحداث منطقة الزبداني بريف دمشق، وتحدثت علانية عن طريق مفاوضات مع فصائل مسلحة بدلًا من النظام السوري، مشيرًا إلى أن خلال هذا المشاهد أرسلت المقاتلين المرتزقة في سوريا دفاعًا عما تزعم بأنها مقدسات شيعية.
وأكد بكور أن عدد الفصائل التي تجندها وتدعمها إيران يتراوح ما بين ٤٠- ٦٠ فصيلًا مسلحًا، فيما يصل المقاتلون بكل فصيل إلى نحو ٦٠ ألف مرتزق، يبلغ ما يتقاضاه الفرد منهم نحو ٢٠٠ دولار يوميا، مما يعكس مدى سخاء طهران في دعم الميليشيات وتدريبهم عسكريًا وإمدادهم بالسلاح.
وأوضح الباحث السياسي السوري، أن أبرز الفصائل التابعة لإيران في سوريا هي: «فاطميون وزينبيون وأبو الفضل العباس»، بالإضافة إلى تبنيها الكامل لميليشيات حزب الله الإرهابي اللبناني، الذي يعد جيشًا كاملًا يحتاج إلى ميزانية دولة.
وأشار بكور إلى أن الدور الإيراني لم يتوقف عند هذا الحد في الإنفاق على المرتزقة وتجهيزهم، بل شجعت رجال الأعمال للإنفاق بسخاء على تملك وشراء العقارات والأراضي لا سيما في الأحياء الشرقية بمدينة دمشق القديمة، وحمص وأرياف دمشق، مشيرًا إلى أن منطقة المزة التي تقبع فيها السفارة الإيرانية تحولت إلى منطقة إيرانية خالصة، بالإضافة إلى منطقة السيدة زينب.
ولفت إلى أنه تحت عنوان إعادة إعمار دمشق وتنظيم دمشق وريفها استطاعت أن تتملك مساحات واسعة بمبالغ ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات.
وقال بكور: «إن أخطر ما تقوم به إيران في سوريا يتمثل في تغيير التركيبة السكانية، والسيطرة على مفاصل دمشق وحمص، وبناء حزام إيراني فارسي حول دمشق، كما فعلت في بغداد من قبل، مشيرة إلى أن المواكب الحسينية الفارسية أصبحت شيئًا اعتياديًا في دمشق، لا سيما أن نظام الملالي يسعى لطمس معالمها».

فلسطين
استغلت إيران حالة الانقسام الفلسطيني بين حركتي «فتح» و«حماس» التي بدأت منذ ١٠ سنوات، حيث اعتبرت الفرصة مواتية لتنفيذ سياستها الرئيسية في إشعال أي خلاف سياسي داخل الدول العربية، واستقطاب الحركات والتنظيمات المناوئة لأنظمة الحكم في تلك البلدان، فيما سارعت طهران باستقطاب حركة حماس، وتقديم الدعم الكامل لها لإحكام سيطرتها على قطاع غزة، وتعزيز الانفصال والحكم الذاتي، وعرقلة أي محاولة للمصالحة الفلسطينية.
وقال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي في حركة «فتح» الفلسطينية: «إنه خلال عشر سنوات من الانقسام تعرضت القضية الفلسطينية للعديد من التدخلات الخارجية فى محاولة للاستئثار بالقرار الفلسطيني واللعب بدور مؤثر فيما يتعلق بالقضية ومستقبلها واستخدامها في بعض التجاذبات والحسابات الإقليمية والدولية».
وأضاف الحرازين: «إن هذا الاستغلال بدا واضحًا في ظل تقديم الدعم المادي من قبل بعض الدول لحركة حماس من أجل الحفاظ على سلطتها وانقسامها في قطاع غزة، وخاصة الدعم الذي كان يقدم من الجمهورية الإيرانية في ظل علاقات وطيدة ربطت الحركة بطهران وغيرها من الدول الإقليمية والمؤثرة التي كانت تقدم الدعم مباشرة إلى الحركة دون مرور هذا الدعم عبر السلطة الشرعية، كل تلك التداعيات أدت إلى إطالة أمد الانقسام، خاصة بعدما أوضحت العديد من التقارير التي تناولها الإعلام بأن إيران تقدم نحو ٢٠ مليون دولار شهريًا لحركة حماس».
وأشار الحرازين إلى أن التمويلات لم تنكرها حركة حماس نفسها، خاصة أنها أكدت مرارًا أن إيران كانت ولا تزال تدعمها بشكل متواصل، وكان هناك العديد من التدخلات في الكثير من المواقف التي أفشلت الوصول إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام، خاصة بعد أن جرت ووقعت العديد من الاتفاقيات، سواء في القاهرة أو مكة أو غزة، إلا أن جميعها لم ينفذ نتيجة هذه التدخلات.

لبنان
يعتبر «حزب الله» اللبناني من أبرز وكلاء إيران في المنطقة، وهو الأمر الذي يعلنه دائمًا زعيم الحزب حسن نصرالله، ويفخر بولائه لنظام الولي الفقيه، ودعمه التام لسياسة إيران في المنطقة، إضافة إلى العداء المعلن للمملكة العربية السعودية التي تعتبرها إيران عدوا استراتيجيًا.
واعترف حسن نصر الله في أحد خطاباته بالدعم الإيراني المستمر للحزب، حيث قال: «نحن نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من إيران منذ ١٩٨٢ تاريخ تأسيس الحزب، وهذه الحقيقة كانت في السابق تقال بشكل جزئي، كنا نقول لدينا دعم معنوي وسياسي، وعندما نسأل عن الدعم المادي والعسكري نسكت حتى لا نحرج إيران»، مضيفًا: «نحن أغنانا الله من إيران عن أي فلس في العالم».
وقال هشام البقلي، الباحث في الشأن الإيراني، رئيس مكتب وكالة أنباء فارس في القاهرة سابقًا: «إن حزب الله يجسد السياسة الإيرانية في المنطقة، وهيمنة طهران على القرار السياسي في الدول العربية من خلال وكلائها، خاصة عندما تتحكم إيران في أعلى منصب في دولة لبنان من خلال حزب الله، وهو الأمر الذي ظهر في انتخابات الرئاسة».
وأضاف البقلي: «إن حزب الله اللبناني أصبح بمثابة دولة داخل دولة، بل بمثابة قاعدة عسكرية إيرانية على الأراضي اللبنانية تأتمر بأوامر طهران وولاء جنودها للولي الفقيه»، لافتًا إلى أن إيران تسعى إلى تكرار نفس التجربة في كل الدول العربية، لتتحكم في أي قرار سياسي، ثم السيطرة على هذه الدول من خلال ميليشياتها.
وأشار رئيس مكتب وكالة أنباء فارس في القاهرة سابقًا إلى أن تقرير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات صنف الميليشيات في أعلى رتبة من رتب ثراء المنظمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن التقرير صدر في اليوم نفسه الذى أقر فيه الكونجرس الأمريكي مسودة قانون يشدد فيه العقوبات على حزب الله، ويفرض عقوبات إضافية على مصادر تمويله كإيران التى تقدم حاليًا نحو ٨٠٠ مليون دولار سنويًا لحزب الله.
وأوضح البقلي أن حزب الله اللبناني يعتمد على مصادر تمويل متعددة أولها: الدعم المباشر من إيران ماليًا وعسكريًا، بالإضافة إلى رجال الأعمال الشيعة اللبنانيين، فضلا عن دول أخرى تستغل الحركة المسلحة في تحقيق أهداف مختلفة، لذلك تقدم إيران دعمًا ماليًا لحزب الله سنويًا، لكن هذا التمويل تضاعف خلال العام الحالي، نظرا لدخول حزب الله في معارك بتلال عرسال للسيطرة عليها بشكل كامل.

اليمن
بدأت إيران في صناعة وكيلها في اليمن منذ تسعينيات القرن الماضي، وتحديدا في عام ١٩٩٢م، حيث سعت إلى إنشاء ميليشيات مسلحة على أساس مذهبي تدين لها بالولاء التام، ثم استخدامها بعد ذلك في الوقت المناسب، وهو الأمر الذي حدث بالفعل بعد الثورة اليمنية وترهل الدول، حيث بدأت إيران في تحريك ذراعها التي أعدتها لمثل هذا التوقيت.
نجحت إيران في تشكيل الميليشيات من خلال استقطاب بدر الدين الحوثي قائد الحركة الذي تلقى تعليمه في طهران، ثم عاد لينفذ الأجندة الإيرانية بعد إعلانه الولاء التام لنظام الولي الفقيه، وبالفعل أسس الميليشيات التي عرفت بعد ذلك بالحوثيين، نسبة إلى مؤسسها، وذلك من خلال الاستغلال المذهبى والدعم المادي الإيراني، الذي وصل إلى ٥٠ مليون دولار سنويًا، إضافة إلى الدعم العسكري.
وقال الكاتب الصحفي اليمني، جمال حسين، رئيس تحرير موقع «اليمن العربي»: «إن إيران تقدم كل أشكال الدعم لميليشيات الحوثيين لتنفيذ أجندتها»، مشيرًا إلى أن أبرز مظاهر التمويل هي إمدادات الأسلحة، إضافة إلى التدريب العسكري الذي يتولاه عناصر من الحرس السوري للحوثيين في معسكرات على الأراضي اليمنية.
وأوضح رئيس تحرير «اليمن العربي» أن إيران وراء تطوير الصواريخ البالستية الموجودة بحوزة الحوثيين، لافتًا إلى أن أقصى مدى لهذه الصواريخ كان لايتجاوز الـ١٦٠ كيلو مترًا، مشيرًا إلى أنه بعد تطوير الصواريخ أصبح مداها أطول كثيرًا من ذي قبل، والهدف من ذلك هو تهديد أمن المملكة العربية السعودية، وذلك في إطار الأجندة الإيرانية لإشعال صراع عربي عربي.