الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"أغاني انتصارات اكتوبر".. تاريخ من الألم والكفاح والتضحيات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لذكرى انتصار أكتوبر المجيد منذ 44 عاما أحداث وكواليس شهدتها العديد من المنازل والشوارع، وكذلك أفلام السينما، والأغاني أيضًا، التي منها ما تم كتابته وتلحينه وتسجيله في اللحظات الأخيرة من حلم الانتصار، ليكون الفنانون على استعداد تام لمشاركة جماهير الشعوب العريضة وفرحة ولذة النصر واسترداد الأرض، كما عودوهم من مشاركة ألامهم أيضًا كما حدث بأيام نكسة 1967.
ولكواليس أغاني انتصارات اكتوبر ذكريات كثيرة منها المؤلم كما كان في الأغنية الأكثر شهرة "أم البطل" للفنانة شريفة فاضل التي سقط ابنها شهيدًا ضمن جنود حرب أكتوبر، الأمر الذي حفزها للسعى بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الحرب، لتكرم ابنها وجميع الشهداء بتلك الأغنية، فطلبت من صديقتها الشاعرة نبيلة قنديل، لتكتب تلك الأغنية، فحضرت قنديل إلى منزل فاضل ودخلت إلى غرفة الشهيد وقضت من الوقت قرابة النصف ساعة وخرجت وبيدها كلمات الأغنية الذي أخذها منها زوجها الملحن علي إسماعيل، وعاد بلحن في اليوم الثاني لتقوم شريفة فاضل بالذهاب لمبني الإذاعة والتليفزيون لتسجيلها، وتتذكر رحيل ابنها فتنهار من البكاء، وتحاول الفنانة الكبيرة فايزة أحمد مؤازرتها لتكون صامدة لتقول لها مازحة:"لو مش قادرة تغنيها أغنيها أنا" لتشدو بتلك الأغنية وتصبح من أبرز أغنيات تلك المناسبة التي ترددت طيلة 44 عاما.
وكان للعندليب بصمة واضحة بمجال الأغاني الوطنية والتي اعتاد جمهوره على أن يشاركهم جمبع منسباتهم، ومنها اغنية "عاش اللى قال"، التي كتبها الشاعر محمد حمزة بعد أن قرأ مقالا للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بجريدة "الأهرام"، يوم 10 أكتوبر، ولحنها الموسيقار بليغ حمدي.
بدأت بروفات الأغنية بمنزل "حليم" بالزمالك وبدأت الصورة النهائية للاغنية تتضح وتظهر حيث استعان بليغ حمدي بمجموعة من الكورال التي كانت ترافق حليم في معظم اغانيه، وانتهت البروفات وكان مقررا ان يقوم حليم بغناء "عاش اللي قال عاش اللي قال الكلمة بحكمة في الوقت المناسب عاش عاش" ليأتي صوت الكورال من خلفه مرددين "عاش السادات" وعندما علم الرئيس الراحل انور السادات بما سوف يتغني به حليم قام بمنع إذاعة الأغنية لاعتراضه علي وجود اسمه فيها وذلك حسبما صرح به الإعلامي وجدي الحكيم في احد حواراته الصحفية.
وقتها طلب من حليم إما حذف اسمه أو ذكر جميع زعماء العرب الذين شاركوا في مرحلة العبور وبالفعل اضطر حليم الإذعان للرغبة الرئيس السادات صاحب قرار العبور، وقام بالفعل بإعادة تسجيل الأغنية ولكن بدون أسماء، ولاقت نجاحًا كبيرًا، وتظل محفورة فى اذهان الأجيال حتى الأن.
مع بدء معارك أكتوبر اتصل المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، بالإذاعي وجدي الحكيم، ليخبره أن هناك أغنية من كلمات الشاعرة نبيلة قنديل بعنوان "رايات النصر".
فى ذلك الوقت كان "شاهين" ينوي تصوير الاغنية، في أحد أفلامه لكنه قرر إهداءها للإذاعة مع اندلاع الحرب وذهب إلى الإذاعة بصحبة الموسيقار علي إسماعيل، لتسجيل الأغنية.
بعد نصر أكتوبر، قام الفنان عبد الحليم حافظ بالاتصال بصديقه الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى، وطلب منه أغنية تحكى النصر العظيم، فكتب الأبنودى "صباح الخير يا سينا" ولحنها الموسيقار كمال الطويل، وسجلها عبد الحليم حافظ برغم مرضه الشديد.
أغنية "على الربابة" للفنانة الراحلة وردة الجزائرية، تم تسجيلها، فجر 7 أكتوبر، بعد أن كتب كلماتها الشاعر عبد الرحيم منصور، ولحنها بليغ حمدي.
أصرت وردة على دخول مبنى ماسبيرو الذي كان محاصرا أمنيا، والتقت بابا شارو رئيس التليفزيون وقتها والذي أبلغها بعدم وجود ميزانية في المبنى لأي عمل غنائي، وقتها قرر كل من بليغ حمدي، وعبد الرحيم منصور، التنازل عن أجريهما، الأمر الذي أثلج صدر "بابا شارو"، وجعله يأمر الإعلامي وجدي الحكيم بفتح استديو 46 للتسجيل، حيث تنازل الموسيقار أحمد فؤاد حسن، رئيس الفرقة الموسيقية، أيضا عن أجره.