الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

وزير السياحة اليمني لـ"البوابة نيوز": مصر لها الحق في التدخل بالقضية اليمنية من أجل أمنها القومي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- "قطر" كانت تحاول إرباك التحالف العربي لدعم الشرعية لزيادة الأزمة
- مصر صادقة معنا وتلعب دورا أساسيا في اتجاه إيقاف الصراع في اليمن
- عقدنا اتفاقيات مع الجانب المصري لتنشيط السياحة في البحر الأحمر
- إيران تنكر تدخلها في اليمن رغم وجود كل الدلائل



ما زالت مصر تلعب دورا رئيسيا في الإمساك بتلابيب الأمور في المنطقة العربية خاصة ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، وهو ما أكد عليه وزير السياحة اليمني الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي، الذي يرى أن دور مصر رئيسي ومحوري في حل الأزمة اليمنية، كما كانت محورا رئيسيا في حل القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن مصر معنية بشكل كبير بالقضية اليمنية تمثلت في دعم لوجيستي نظرًا لأن مضيق باب المندب امتداد لقناة السويس.
وزير السياحة اليمني الذي أكد في حواره لـ«البوابة نيوز» - خلال وجوده بالقاهرة، لعقد اتفاقيات مع الجانب المصري بخصوص تنشيط السياحة في منطقة البحر الأحمر وتنشيط الزيارات السياحية بين مصر واليمن خلال جزيرة سقطرى - أنه لم يبق لدى الحكومة الشرعية في اليمن إلا تحرير ميناء الحديدة الذي سيفتح الباب لاسترداد اليمن مرة أخرى، مؤكدًا أنه إذا لم يسلم الحوثيون الميناء فلن نجد حلًا سوى التدخل العسكري.
وإلى نص الحوار...


ما هي أجندتك في القاهرة بخصوص تنشيط السياحة بين مصر واليمن؟
في البداية أن لست هنا من أجل الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر فقط، وإنما نحن في القاهرة نشعر أنها وطننا الثاني، فضلًا عن أن مصر واليمن علاقاتهما تاريخية واستراتيجية تمتد منذ 4000 عام، ونشعر أن وجودنا في مصر طبيعي من أجل التعاون بشكل عام في مختلف الجوانب، وأنا كوزير سياحة وقبلها كنت وزيرًا للإعلام كنت أشعر أن الدولة المصرية تبدي كل الاهتمام من جانب المسئولين الرسميين لليمن والذي تمثل في إبداء كل الدعم السخي للدولة اليمنية في مختلف الجوانب، وهي فرصة سعيدة أن أشكر العون المصري وأنا هنا للتدليل على أن طابع الحكومة اليمنية الأهم يتمثل في توطيد العلاقات مع الشقيقة مصر في جوانب دعم السياحة والاستثمار السياحي ودعم السياحة بين البلدين، والتقينا بمجموعة من المسئولين الرسميين المصريين لتنشيط السياحة في منطقة البحر الأحمر والبحر العربي لتحريك السياحة بالبواخر الكروز، للاستفادة من موقع مصر المطل على البحر الأبيض والأحمر، ولذلك نحن نحاول تنشيط السياحة بتلك الطريقة من خلال تنشيط السياحة في أرخبيل سقطرى اليمني، ونتطلع أن نرى الاستثمار المصري الموجود في كل أنحاء العالم وأن يتم دعم الاستثمار في جزيرة سقطرى، التي ما زالت بكرًا بالكامل وتحتاج لمزيد من البنى التحتية وسنراجع الجوانب المتعقلة بالمكتب التنفيذي لمجلس وزراء السياحة العرب، في الوقت الذي تشكل فيه القاهرة لنا منفذا رئيسيا في ظل الظروف التي يعيشها اليمن حاليًا.
هل وقعتهم بروتوكولات مع المسئولين المصريين في ذلك الجانب؟
نعم، هناك بروتوكولات تم توقيعها مع الجانب المصري لتنشيط السياحة ونحاول أن نبدأ في الفترة الحالية في تنفيذ تلك البروتوكولات وهي فرصة أن أذكر أن الدولة المصرية قدمت كل المعونات للتدريب في جوانب السياحة وتم تقديم منح للطلاب اليمنيين في القاهرة في مجال السياحة، وقابلنا وزير السياحة المصري ووزير النقل المصري ومدير موانئ البحر الأحمر، وكانت لنا لقاءات مع شركة طيران اليمنية، لدعم كافة التحركات على المستوى السياحي بين البلدين، ونستغل القاهرة باعتبارها كمنفذ.

على المستوى السياسي.. من وجهة نظرك لماذا يرفض الحوثيون الامتثال لقرارات مجلس الأمن رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني؟
لاحظ أننا كحكومة شرعية حريصون على استتباب الأمن لأننا نشعر أنها مسئوليتنا لكن للأسف الجانب الانقلابي ومعهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح انقلبوا على كافة الأطر الشرعية وما توافقنا عليه وهذا التوافق مدعوم بشرعية إقليمية ودولية وهناك عدة قرارات أخرى، ولكن عدم التزام الحوثيين بذلك الاتفاق يؤكد أن هؤلاء الناس لا يهمهم الأمن والأمان ولا استقرار الدولة اليمنية من الأساس، وإنما هم جزء مما يجري التخطيط له في إطار إرباك المنطقة بالكامل في ظل محاولات إيران لربط الملف اليمني بالملف السوري، وهي مسألة تؤكد أن هناك خبثا شديدا في التعامل مع القضية في الوقت الذي لا يوجد فيه أي ربط بين القضيتين، على اعتبار أننا عقدنا مؤتمر الحوار الوطني ورسمنا فيه مستقبل اليمن بالكامل، واتفقنا على تأسيس دولة اتحادية فيدرالية ويتم إعلان إعداد دستور جديد، والحوثيون كانوا طرفا والرئيس السابق كان طرفا أيضًا ووافقوا على مسودة الدستور بدعم الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة مثلما وقع الرئيس السابق على المبادرة الخليجية وانقلب عليها، وهي ديدنهم لأنهم يحاولون أن يأخذوا اليمن إلى مناحٍ أخرى، وهو ما دعا الرئيس عبد ربه منصور أن يتكلم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة عن ضرورة إيجاد مخرج لحل القضية اليمنية، بحيث ألا نتجاوز الوضع في اليمن على صعيد شح التغذية والمجاعات التي تقع تحت سلطة الانقلابيين، بالإضافة لاجتياح مرض الكوليرا، ولذلك لا بد من الوصول لاتفاقات أهمها ضرورة تسليم ميناء الحديدة بشكل سلمي لإدخال المساعدات والإغاثات الإنسانية وقد نضطر إلى أن نلجأ للحل العسكري لاستعادة السيطرة على الحديدة التي تعتبر أهم منفذ بحري ويتم تهريب السلاح من خلاله لصالح العناصر الانقلابية.
ما هي الدول التي لها مصلحة في إطالة أمد الصراع في اليمن؟
هناك دول عديدة لها المصلحة في ذلك وهي الدول التي تحاول الإضرار بمصلحة الأمن القومي العربي، وأبرزها إيران التي تحاول ربط سوريا بملف اليمن، خاصة أن الفرق واضح بين المشكلتين، فالأزمة في اليمن أن هناك شرعية وهناك انقلاب على تلك الشرعية، أما أزمة سوريا شأن آخر، بالإضافة إلى قطر، خاصة في ظل حصول الحوثيين على صواريخ باليستية من خلال ميناء الحديدة.

ما هو الدور الذي تلعبه قطر في الصراع اليمني؟
قطر كانت ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية، وانسحبت فجأة من التحالف لأنه إلى حد كبير كان لها يد في الصراع بحيث أنها كانت تربك التحالف أكثر مما تفيده، وقطر خسرت كثيرا وانكشف الدور القطري السيئ الموالي للانقلابيين، فضلًا عن أننا اكتشفنا العلاقة التي بين الحوثيين وقطر حيث كانت قطر تساعد الحوثيين بشكل أو بآخر، وكنا متشككين من ذلك بوجود لعب تحت الطاولة واتضح الأمر بعد الانسحاب، حيث حاولت قطر أن تظهر نفسها كدولة مؤثرة حتى لو بالخطأ.
هل ترى أن الحكومة الشرعية مقصرة إعلاميًا في التعريف بالقضية اليمنية؟
نعم.. وعلى صعيد الإعلام والتعريف بالمشكلة اليمنية فإنه يكاد يكون هناك نوع من التقصير وإظهار طبيعة المعاناة والانتهاكات التي ترتكب ضد الإنسانية على صعيد الإعلام الدولي وهو نوع من ضعف النشاط الدبلوماسي في الخارج ونحتاج من سفاراتنا في الخارج أن تبذل جهدا أكبر بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ومراكز الأبحاث ومراكز الدراسات والبرلمانيين لأن هؤلاء صناع الرأي العام في الغرب، وهو الذي يصنع القرار، وأشعر بأن ذلك جزء من الإرباك الذي نعيشه، ولكن سنحاول أن نتجاوزه بدعم الإعلام العربي.
صدرت تصريحات عن الحوثيين – وإن كانت على استحياء – باستعدادهم لحل الأزمة بشرط تدخل مصر سياسيًا وأن ترعى الأزمة هل ترى ان مصر مقصرة في ذلك الملف؟
لا.. مصر ليست بعيدة لأنها معنية باستتباب الأمن في اليمن الذي يعتبر جزءا من الأمن القومي العربي نظرًا لأهمية مضيق باب المندب، ومدخل المضيق الذي يعتبر مدخل لقناة السويس وبالتالي أي إرباك في تلك المنطقة يهدد الأمن القومي المصري والعربي، وسنعكس على مصر، ومن مصلحة مصر وارتباطها في هذا الجانب ارتباط عضوي لأنها عضو في التحالف العربي لدعم الشرعية، وشريكة في كل المبادرات ومصر كانت إحدى الدول التي رعت الحوار الوطني ليخرج بذلك الشكل، كما راعت خروج القرارات الدولية والإقليمية وبالتالي مصر ليست بعيدة، ولا نرى أن مصر بعيدة، خاصة أن هناك توجه للمخرج الذي يتمثل في تطبيق القرارات الشرعية التي تنص على قرارات 2216 ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات الشرعية الدولية واضحة في الفصل السابع وهو يعطي حل سياسي كامل في ظل تعنت من الجانب الآخر على حساب معاناة شعبنا، وكان هناك لقاء منذ يومين بين وزيري الخارجية المصري واليمني وأكدوا على موقف مصر الداعم للقضية اليمنية طبقًا للمرجعيات الثلاث التي تتمثل في الورقة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار الأمم المتحدة، ونحن نشعر بدور مصر الصادق في هذا الاتجاه.
هل مصر تقدم دعمًا عسكريًا لليمن في حربها ضد الانقلابيين التابعين لجماعة أنصار الحوثي؟
مصر قدمت الكثير من الدعم الذي يتمثل في الدعم اللوجيستي على الصعيد العسكري ومصر معنية بهذا الجانب وتقدم دعم على الصعيد البحري في إطار قوات التحالف العربي فيما يخص مضيق باب المندب والبحر العربي والبحر الأحمر.
لماذا لا تدخل إيران كشريك أساسي في المفاوضات وهي عامل أساسي في صناعة الأزمة؟
إعطاء إيران هذه الصفة لا يجوز، فمحاولة إيجاد نوع من الدور في إيران في الوقت الذي تنكره على المستويين العسكري واللوجيستي للحوثيين، فهذا تنكر مثل هذا الدور ومطلوب منها أن هناك قرارات للشرعية الدولية بعيدًا عن تدخل إيران والقرارات الدولية كفيلة بتحميل الأطراف الدولية مسئولية الصراع في حال التدخل وصناعة الأزمة في إطار الفصل السابع وما توافق عليه مجلس الأمن، وليس مطلوب إشراكها ولكن هناك تحذيرات توجه لها حتى لا تتدخل في الأزمة وإلا سيكون هناك عقوبات ضدها.
إيران لم تلتزم أصلا بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بوقف الانتشار النووي.. هل ترى أنها ستستجب لذلك خاصة في ظل الغضب الدولي عليها من أمريكا وقوى إقليمية أخرى؟
على مجلس الدولي أن يستعيد هيبته، فالإدارة السابقة الأمريكية حاولت أن تمالي إيران على حساب اليمن ووزير الخارجية السابق الأمريكي من خلال إعطاء دور لهذا الجانب بشكل مغلف ويتحمل وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري تلك المسئولية بعد أن خرج الاتفاق الايراني خارج اتفاق دول الـ "5 + 1"، ومجيء الإدارة الأمريكية الجديد الذي قلب الطاولة تمامًا وتأكدنا أن إيران هي من تحاول إرباك المنطقة بأكملها على حساب مصالحها الشخصية، ويجب أن تتحمل المسئولية وفي هذا الجانب إذا كوفئت إيران فيتمثل في تشجيعها على إرباك الأمن أكثر وأكثر.
هل ترى أن المجتمع الدولي قادر على حل الأزمة اليمنية أم أن الأشقاء في اليمن والحكومة الشرعية قادرة على حل الأزمة بدون تدخل دولي؟
لا نريد من المجتمع الدولي أن يضغط علينا، فقواتنا كانت على مشارف صنعاء والمجتمع الدولي وصل إلى حل ومطلوب من المجتمع لدولي أن يكون واقعيًا من خلال تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة، والان لابد ان يدرك أن المجتمع الدولي يضغط على المجتمع اليمني في رفضه حسم الأمر عسكريًا، ونحن الآن أعطيناهم فرصة 8 أشهر لحسم الموقف بعد أن رفضوا كافة المبادرات اليمنية، والطرف الآخر واضح أنه يريد أن يحقق ما لم يستطع أن يحققه بعد أن خسر 70% من الأرض ونشعر أن تمديد الوقت وإطالة أمد المعاناة تتسبب في أزمات للشعب اليمني ونستطيع أن نقدم على الحل العسكري لاستعادة الحديدة.
تقييمك للدور الإماراتي في الأزمة اليمنية؟
الإمارات تلعب دورا رئيسيا وتدخل كمحور أساسي بعد الدور السعودي في محاولة حل الأزمة اليمنية ولهم دور إيجابي ودعموا الشرعية وقاتلوا بجانبنا في عدن والمخا لاستعادة كل تلك المناطق.
وفيما يخص جزيرة سقطرى.. هل هناك خطة لتنمية الجزيرة من الحكومة بعد أن ضمتها اليونسكو قائمة مناطق التراث؟
نعم.. ذلك يحدث بالفعل، فالحكومة اليمنية انتقلت بكاملها إلى أرخبيل سقطرى، والرئيس وجه دعوة لكل شركات السياحة والطيران والملاحة الدولية لتساعدنا في تطوير الجزيرة وتنشيط السياحة في سقطري.