الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"وثيقة المدينة".. أمسيات دينية في مساجد الإسكندرية

مديرية أوقاف بالإسكندرية
مديرية أوقاف بالإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نظمت مديرية أوقاف بالإسكندرية، مساء اليوم الثلاثاء، أمسيات دينية تحت عنوان "الأمن الاجتماعي وحرية الاعتقاد من خلال وثيقة المدينة "، وذلك ضمن الاحتفالات بذكرى هجرة الرسول. 
وقال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية: من أهم ما فعله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نظم العلاقات بين سكَّان المدينة، وكتب في ذلك كتابًا أوردَته المصادرُ التاريخيَّة، واستهدف هذا الكتابُ أو الصحيفة توضيحَ التزامات جَميع الأطراف داخل المدينة، وتحديد الحقوق والواجبات، وقد سمِّيت في المصادر القديمة بالكتاب والصحيفة، وأطلَقَت الأبحاث الحديثة عليها لفظ (الدستور). 
وأضاف العجمى، أن الاستراتيجية التنمويَّة التي قادها الرسولُ صلى الله عليه وسلم منذ وصوله إلى المدينة عملت على إقرار دستور متكامِل في حينه ينظم العلاقات ويحدِّد حقوق وواجبات كلِّ الحساسيات التي كانت تكوِّن المجتمع المدني؛ فبالإضافةِ إلى المسلمين الذين يتشكَّلون من الأنصار (الأوس والخزرج) والمهاجرين، كان هناك غير المسلمين من (الأوس والخزرج) واليهود، والأعراب الذين كانوا يَعيشون على تخوم المدينة، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد اطمأنَّ إلى المؤاخاة التى أقامها بين المهاجرين والأنصار ؛ فإنَّه لأجل احتواء أو ضَبط العناصر الأخرى خاصَّة اليهود، وأَمْن جانبهم - عَمل على موادعتهم لتكون المدينة كلُّها - مسلم وغير مسلم يدًا في يد أمام الأعداء من الخارِج. 
وعدد العجمى، أهم ما نصَّت عليه هذه المعاهدة في الآتي: الحريَّة الدينية مكفولة للجميع ما لم يحصل مِن طرف ظلم أو إثم، ويتعاون سكَّان المدينة من مسلمين وغيرهم ماديًّا وعسكريًّا وأدبيًّا، في الدِّفاع ضد أي عدوانٍ خارجي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرئيس الأعلى لسكَّان المدينة، وإليه يَرجعون في كلِّ ما يَختلفون فيه، الأمَّة تضم الجماعةَ التي تعتقد عقيدةً واحدة بصرف النظر عن اعتبارات القرابة أو الأرض أو النَّسَب أو اللغة، فالمسلمون يؤلِّفون أمَّة واحدة، واليهود يؤلِّفون أمة واحدة، وتؤلِّف هذه الأمم كلها المجتمعَ الذي يَخضع لنظام يطبق على الجميع دون تفرقة.
وأكد العجمى على الأمن الاجتماعي وضمان الديات من خلال وثيقة المدينة، وذلك لإبطال عادة الثأر الجاهلية، وبين النص أن على المسلمين أن يكونوا جميعًا ضد المعتدي الظالم حتى يحكم عليه بحكم الشريعة، ولا شك أن تطبيق هذا الحكم ينتج عنه استتباب الأمن في المجتمع منذ أن طبق هذا الحكم.