قال الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس، إن مجلس النواب مقبلٌ على تمرير مشروع قانون من شأنه تيسير عمليات إطلاق النار الجماعي؛ في أعقاب مذبحة لاس فيجاس التي وقعت أمس الأول الأحد والتي كانت الأكثر دموية من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
وأوضح مكمانوس -في مقاله بصحيفة (لوس أنجلوس تايمز)- أن مجلس النواب يتأهب لطرح قانون ينادي بتخفيف القيود المفروضة على رياضات القنص وإطلاق النار الترفيهي على الأراضي العامة، كما يتضمن القانون فقرتين: إحداهما من شأنها تقنين بيع الرصاص المخترِق للدروع طالما أن جهة تصنيعه تعلن أنه لأغراض رياضية؛ بينما الفقرة الأخرى من شأنها تخفيف القيود الفيدرالية القديمة المفروضة على كواتم أصوات الأسلحة.
ورجّح مكمانوس، أن يُمرّر مجلس النواب ذو الأغلبية الجمهورية مشروع القانون هذا، لا سيما أنه مدعومٌ بقوة من جانب الاتحاد القومي الأمريكي للأسلحة.
وأشار الكاتب إلى أن مجلس النواب الأمريكي بعد ذلك سيتناول طرح مشروع قانون منفصل من شأنه السماح للمواطنين الذين تسمح لهم قوانين الولايات التي يقيمون فيها بحمل أسلحة مخبأة - بأن يأخذوا تلك الأسلحة إلى ولايات أخرى، دون اعتبار للقوانين المحلية لتلك الولايات الأخرى.
وقال مكمانوس إن الكونجرس إذْ يتجه صوب تيسير حيازة ونقل واستخدام أسلحة وذخيرة فتاكة، بنفس السرعة التي يستطيع بها الاتحاد القومي الأمريكي للأسلحة تخفيف القوانين فإنه (الكونجرس) بذلك يترك التشريعات الفيدرالية للسيطرة على الأسلحة "في حالة أكثر سوءًا من الشلل".
وأكد الكاتب أن مذبحة لاس فيجاس لن تغيّر من هذا الوضع؛ ذلك أن آخر مرة اقترب فيها الكونجرس من الموافقة على تمرير قيود أكثر إحكامًا على مبيعات الأسلحة كانت في أعقاب حادثة إطلاق نار مدرسة ساندي هوك الابتدائية، في ولاية كونيتيكت والتي راح ضحيتها 20 طفلا، وقد فشل مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الديمقراطية آنذاك في تمرير تلك القيود، وهو ما يجعل تمرير مثل تلك القيود الآن (في ظل أغلبية جمهورية) أمرًا مستبعدًا.
وعلق مكمانوس على وصْف الرئيس ترامب لمذبحة لاس فيجاس بأنها "عمل من أعمال الشر المحض"، بالقول إن معارضي السيطرة على الأسلحة عادة ما يقولون ذلك في مثل تلك الوقائع المأساوية، ورسالة هؤلاء هي أن "مشكلة الشر لا حل لها، ومن ثم لا داعي لانتظار أن تحلها الحكومة إنها قضاء وقدر وليست بأيدينا".
وأكد الكاتب أن هذا المنطق هو منطق "معيب"؛ قائلا: "نعم، الشر موجود في العالم، ولا يمكن استئصاله لكن الواجب الأول لأية حكومة هو حماية مواطنيها من الشر قدر استطاعتها ولهذا لدينا قوانين، وأجهزة شرطية للقيام على تنفيذ تلك القوانين".
وعاد مكمانوس بالأذهان إلى خطاب تنصيب ترامب الذي استنكر فيه وقوع جرائم العنف "التي خطفت أرواح الكثيرين وسلبت دولتنا كثيرًا من إمكانياتها غير المستغلة فلتتوقف هذه المذبحة الأمريكية هنا والآن" على حد تعبيره في خطابه.... لكن المذبحة، بحسب الكاتب، لم تتوقف؛ فعندما يتعلق الأمر بعمليات إطلاق نار جماعي، فإن الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس لا يفعل أي شيء لكي يوقف مثل تلك العمليات.
