السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

رئيس كتالونيا: لا خيار غير الاستقلال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال رئيس إقليم كتالونيا الانفصالي كارلوس بوغديمون، أمس الإثنين، إنه لا يوجد "خيار آخر" غير الاستقلال، كما حث الشرطة الإسبانية على مغادرة الإقليم بعد حملة عنيفة ضد مؤيدي الاستفتاء على الانفصال والذي أجرى أمس بدون تصريح من مدريد.

وذكرت السلطات الكتالونية أن 893 شخصاً أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت أمس، خلال الاستفتاء بين المحتجين والشرطة التي حاولت عرقلة التصويت. وتعرض كثير من المصابين لكدمات ونوبات ذعر، وتم نقل 4 منهم إلى المستشفى، من بينهم اثنان في حالة حرجة.

وقال بوغديمون بعدما ترأس اجتماعاً خاصاً لمجلس الوزراء، إن حكومة الإقليم اتفقت "على المطالبة بانسحاب جميع وحدات الشرطة التي تم نشرها في كتالونيا"، في إشارة إلى قوات "الشرطة الوطنية" و"الحرس المدني" الإسبانية.

كما أعلن أنه تم تشكيل "لجنة خاصة للتحقيق" بشأن وحشية الشرطة.

وتم نشر حوالى 10 آلاف شرطي إسباني في كتالونيا في إطار استراتيجية الحكومة لمكافحة الاستفتاء.

وفي الأوقات العادية، تترك جميع مهام الشرطة في الإقليم تقريباً في أيدي القوة المحلية.

وذكرت وكالة أنباء "يوروبا برس" نقلاً عن مصادر بوزارة الداخلية الإسبانية، أن 431 شرطياً أصيبوا على أيدي متظاهرين كتالونيين. وكان العدد الرسمي في وقت متأخر من أمس الأحد، قد بلغ 33 شرطياً.

وأكد بوغديمون أن غد الثلاثاء، سوف يشهد إضراباً مؤيداً للاستقلال، وقال إنه ليس هناك "أي خيار آخر" سوى تطبيق نتيجة الاستفتاء الذي فاز فيه فريق "نعم".

وأجرى إقليم كتالونيا الاستفتاء، الأحد، حول الاستقلال عن إسبانيا رغم أن المحكمة الدستورية الإسبانية قضت بحظره.

وقد عقد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، اجتماعات حول أزمة الاستفتاء، حيث اجتمع مع مسؤولين من حزبه المحافظ "حزب الشعب"، ثم مع زعيم "حزب العمال الاشتراكي الإسباني" المعارض بيدرو سانشيز، ثم زعيم حزب "المواطنون" الكتالوني الوحدوي ألبرتو ريبيرا.

وقال راخوي، إن الدولة "فعلت ما تعين عليها أن تفعله" لمنع الاستفتاء المحظور. ومن جانبها قالت السلطات الكتالونية، إن أكثر من 2.2 مليون ناخب قد أدلوا بأصواتهم، وأن 90% من المشاركين أيدوا الاستقلال عن إسبانيا. وبلغت نسبة التصويت 42% من إجمالي الناخبين في كتالونيا.

تهديدات

ولم يتضح بعد كيفية رد الحكومة الإسبانية إذا أعلن إقليم كتالونيا الاستقلال: فمن الممكن أن تقوم مدريد بتفعيل رقم 155 من الدستور وتعلق الحكم الذاتي في الإقليم، ولكن ذلك سوف يكون إجراء غير مسبوق وسوف يتسبب بالتأكيد تقريباً في تصعيد التوترات.

وتحدث وزير الداخلية الإسباني خوان إجناثيو ثويدو بغلظة اليوم، قائلاً لشبكتي "آر.إن.إي" و"تليسينكو" للإذاعة والتليفزيون إن الحكومة سوف "تكون على مستوى التحدي لمنع المزيد من تخريب النظام الديمقراطي في كتالونيا".

من جانبه، طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة زيد رعد الحسين، السلطات الإسبانية بضرورة فتح تحقيق مستقل بشأن أعمال العنف التي خلفت المئات من المصابين خلال الاستفتاء بشأن استقلال إقليم كتالونيا.

وقال الحسين في جنيف: "أنا منزعج للغاية من أعمال العنف التي وقعت، الأحد، في كتالونيا. يجب أن تكون ردود فعل الشرطة في كل الأوقات متناسبة وضرورية".

وأضاف زيد أن الأزمة يجب أن تحل عبر حوار سياسي وبالاحترام للحقوق الديمقراطية.

في غضون ذلك، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أمس الإثنين، إنه ناشد رئيس الوزراء الإسباني إيجاد "طرق لتجنب مزيد من التصعيد واستخدام القوة"، عقب مشاهد العنف التي وقعت في كتالونيا.

وقال توسك في تغريدة على موقع تويتر، إنه تحدث مع راخوي وإنه يتفق مع حججه الدستورية.

كما أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم، أنها لن تعلق على مزاعم استخدام قوات الأمن الإسبانية العنف ضد المشاركين في الاستفتاء، الذي أجراه إقليم كتالونيا أمس، حتى تتوافر جميع الحقائق.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، مارغريتيس شيناس: "يصدر عنا رد الفعل عندما تتوافر لدينا كافة المقومات التي نحتاجها قبل أن نعبر عن موقفنا".

وأضاف: "نحن فقط من يحدد توقيت وأجندة تصريحاتنا، ولا أحد غيرنا".

وكانت المفوضية الأوروبية دعت إسبانيا وكتالونيا إلى "الانتقال سريعاً للغاية من المواجهة إلى الحوار".

وقال شيناس: "بموجب الدستور الإسباني، لم يكن الاستفتاء الذي أجراه إقليم كتالونيا أمس الأحد حول الاستقلال عن إسبانيا قانونياً. وبالنسبة للمفوضية الأوروبية، حسبما أكد رئيسها جان كلود يونكر بشكل متكرر، فإن هذا هو أمر داخلي إسباني يتعين معالجته وفقاً للنظام الدستوري الإسباني".