الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«البوابة».. خطوة نحو أوروبا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عدت قبل أسابيع من جولة زرت فيها ثلاث عواصم أوروبية، بالترتيب أثينا، روما، باريس، وكما يعرف أصدقائى عني، أننى لا يدهشنى إلا المستحيل، لذلك أستقبل العواصم وأودعها محاولًا الربط بين ما يدور فى بلادى وبين استقبال الآخرين له، وعلى سبيل المثال قضية الإرهاب التى نكتوى بنيرانها منذ سنوات طوال، فهل المواطن الأوروبى وهو الذى لدغه الإرهاب مؤخرًا ينظر إلينا كإرهابيين فى الإجمال، وهل بالفعل يرى المواطن الأوروبى المسلمين كمرادف للإرهابيين؟
الحقيقة هى أن وعى المواطن الأوروبى بالخط الرفيع الفاصل بين الإسلام والإرهاب، هو وعى يستحق التقدير، ليس هذا فقط ولكن من عدة حوارات عابرة لمحت إشارات واضحة من بعضهم إلى دور الغرب وأمريكا فى تزكية ذلك الصراع وتكريس تلك الصورة، ولذلك عندما عرفت أن «البوابة نيوز» قد توجهت بالفعل لمخاطبة القارئ الغربى بلغته وفى عقر داره، ثمنت كثيرًا هذه الخطوة رغم المشاق التى تتكبدها المؤسسة فى سبيل إنجاز هذا الهدف.
ولمعرفتى الوثيقة بمؤسس «البوابة» الكاتب والباحث عبدالرحيم على عضو مجلس النواب، فلا أتردد عن القول بأن هذه خطوة التوجه للقارئ الغربى سوف تؤتى ثمارها، فليست كل المشروعات الناجحة فى حاجة إلى التمويل فقط، ولكن هناك عاملًا مهمًا تمتاز به وهو العزيمة والإصرار والإيمان بالقضية، هذا العامل أعتبره عمود الخيمة فى التوجه الجديد، فلم يكن مؤسسو «البوابة» فى بداياتها إلا مناضلين يعرفون طريقهم الصعب من خلال أدواتهم المهنية، وكم من الصعاب التى اعترضت الطريق، ولكن بروح الفريق تم تجاوزها.
مئات الصحف والمواقع العربية تكتب يوميًا لتشرح وتفند وتوضح للقارئ العربى مخاطر الإرهاب، وضرورة التقدم تدافع عن المنهج العلمى تحلم بغد عادل للجميع وحرية للشعوب، ترفض التعصب والتطرف والإقصاء وامتلاك الحقيقة، هذه الصورة المبهجة فى عشرات المطبوعات العربية تنطلق إلى الواقع العربى فى محاولة للتواصل مع العصر الحديث، عصر المواطنة والشراكة والتواصل، تنطلق إلى الجمهور العربى الذى أدرك المعاناة الحقيقية بعد مغالبة المتطرفين لهم فى سوريا والعراق وغيرهما.
الحرب الشرسة التى تدور على الأراضى العربية، تغيب بعض تفاصيلها عن القارئ الأوروبي، ببساطة أردنا فى «البوابة» أن نسمعهم أفكارنا، أن نتحاور معهم حول الممكن وصولًا للمستحيل، أردنا واتخذنا الخطوة الأولى فى باريس كمكتب مركزى للتفاعل والتواصل، البدايات المبشرة التى لاقاها فريق «البوابة» هناك بقيادة عبدالرحيم على، تجعلنا أمام مسئولية كبرى وتحديات صعبة، ولكن كما أسلفنا أننا بروح الفريق قادرون على تخطى الحواجز وعلى تذليل الصعاب، فالمهمة التى نذرت «البوابة» لها نفسها تستحق الجهد والعرق.
الموضوع ليس مجرد ترجمة لمادة صحفية أو فكرية، ولكن الموضوع تفاعل مقصود ومخطط له ويستهدف نتائج محددة، تركنا الساحة هناك سنوات طوالًا للمتأسلمين حتى أسسوا عوالم موازية بشعة، لذلك نحاول بقدر الإمكان أن نقول للآخرين نحن هنا.