الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس يوسف فهمي كاهن كنيسة العذراء بالمنصورية لـ"البوابة نيوز": خدمة المشردين قائمة على التبرعات.. ووصلنا إلى 7 آلاف شخص.. خشيت أن أُتهم بالتنصير والتبشير.. فلجأت إلى جمعيات إسلامية لنتعاون معًا

القس يوسف فهمى كاهن
القس يوسف فهمى كاهن كنيسة العذراء لـالبوابة القبطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال القس فهمي، كاهن كنيسة العذراء بالمنصورية، إن خدمة الشوارع بدأت منذ 25 عاما، والآن تمتد إلى معظم المحافظات، مشيرا إلى أن القائمين عليها متطوعون، ووصل عدد المجموعات التى تقدم الخدمة إلى «241» مجموعة موزعة فى مصر كلها، وطالب فى حواره مع «البوابة» بقانون لحماية المشردين، على غرار قانون حماية الأطفال، وأضاف أنه قابل العديد من «المشردين» خلال تقديم الخدمة، وكانوا يقدمون النصائح للقائمين بالخدمة، مشيرا إلى أن الخدمة قائمة على التبرعات فقط... فإلى الحوار.

يقول القس فهمى، إن كنيسة العذراء بالمنصورية، ومساحتها ستون مترا فقط، تخدم تسع قرى مجاورة، وخرج من رحمها تسع كنائس فى القرى المجاورة، واليوم الكنيسة تعد تحفة ورمزا للخدم، فبعد أن تعرضت للاعتداء من قبل الجماعة الإرهابية بعد فض اعتصامى «رابعة والنهضة»، تم ترميمها بالجهود الذاتية، وعادت الصلاة فيها من جديد، وتمت صلاة أول قداس فى أول أغسطس الماضي، كما قمنا بترميم مبنى الخدمات، والذى يخدم المنطقة كلها، فتم ترميم العيادة الطبية، والمنشأة بالكامل وما يتبقى من الترميم.
بداية الخدمة
أضاف: بدأت الخدمة بخط المنصورية وحدوده بعد منطقة كرداسة، إلى منطقة الجبل وسوق الجمال، ولم يكن هناك وسيلة لنقل المصلين، فاعتمدنا على المواصلات العامة، وذلك باتخاذ ما لا يقل عن ثلاث وسائل، تنتهى باتخاذ جمل أو سيارة قادمة من المحاجر، أو «عربة كارو» فكانت الخدمة فى هذا الزمن صعبة.
وبعدها قمنا بالاتفاق مع سائق ميكروباص خدم ما لا يقل عن «ستين» عاما دون مقابل، ولكن كنا نقوم بتزويد السيارة بالبنزين، والذى يتم تجميع مقابله من المصلين، وفى بعض الأيام، والتى كانت تشهد مطرا أو بردا كان عدد الخدام يقل، وبالتالى لم يستطع الباقى أن يدفع ثمن البنزين، فكنا نستقل الميكروباص إلى أقرب محطة، ومنها نستكمل المسيرة سيرًا على الأقدام أو الاستعانة بعابرى الطريق، سائقى السيارات النقل الكبيرة. وكنا نستغرق حوالى إحدى عشرة ساعة، لنصل إلى تلك القرى المتطرفة، لتقديم الخدمة لهم، واليوم تحسنت وسائل المواصلات وتمهدت الطرق وأصبحت الخدمة أسهل وأسرع.
25 عامًا
يروى القس فهيم بدايات «خدمة الشوارع»، فيقول خرجت الخدمة من رحم الكنيسة الفقيرة «العذراء» بالمنصورية، وبدأت منذ خمسة وعشرين عاما، وبالتحديد عام ١٩٩٢، خدمنا الحالات التى كنا نقابلها مصادفة كل من يأتى فى طريقنا كنا نقدم له الخدمة قدر المستطاع، وبدأنا بالتعرف على أسمائهم، وكنا نمر عليهم فى بعض الأوقات، كانت الخدمة منوعة وغير منتظمة، ففى بعض الأوقات نقدم الطعام، ومرات الملابس، ومرات مجرد السؤال، وفى أوقات غطاء يحمى من البرد، وقد وصلت الخدمة إلى بناء أكشاك توفر لهم العمل. ثم أخذنا على عاتقنا أن نساعد هؤلاء المشردين بالشوارع، ولم نكتف بتوفير الملابس والطعام لهم، وفى بعض الأوقات المسكن «كشك إيواء بالشارع»، ولكن بعضهم كان يعانى من أمراض فاهتممنا بعلاجهم وتوفير الأدوية لهم.
فريق الرحمة
نظرًا لأن الخدمة يومية يتبادل الأشخاص عليها، وبخاصة أن الخدمة تمتد حتى الساعات الأولى من الصباح، فمعظم المرافقين طوال أيام الأسبوع من سيدات المنازل والمقعدين على المعاش، وفى نهاية الأسبوع يكون العدد أكبر نظرًا لأن اليوم التالى إجازة، ولا أستطيع مرافقة الفريق كل ليلة، فأنا مسئول عن خدمات أخرى فى كنائس، ولذا أحرص أن أكون معهم يومين فى الأسبوع «الجمعة والسبت»، وباقى الأيام يقود الفريق الرحمة وحب الخير، لهؤلاء الذين اعتادوا مرورنا عليهم.
طمع في البركة
عن عدد الخدام، يقول نحن «٢٤١» مجموعة موزعة فى مصر كلها، ويشير، بدأت الفكرة بالجهود الذاتية خلال الثلاث عشرة مجموعة الأول عن طريق نشر الفكرة «توزيع وجبة عشاء على المشردين بالشوارع كل ليلة»، وكنا نخبئ هذا على اعتبار أنه فضيلة لا يجب التحدث عنها، إلا أنه فى أحد الأيام، وخلال مناقشة بين أعضاء الفريق اتفقنا أن هذا «طمع فى البركة» واتخذنا قرارا أن نعلن الفكرة.
وعن تكوين المجموعة، قال إن كل «فريق» يتكون من أربعة عشر مشتركا، كل عضو يدفع خمسون جنيهًا، ويكون مجموعهم ٧٠٠ جنيه، نشترى بها عشر دجاجات، وأرز وخمسة كيلو من الفاكهة، وأربعين طبقا من البلاستيك وملعقة، وبهذا نكون جهزنا أربعين وجبة نقوم بتوزيعها.

مواقع التواصل الاجتماعي
«اطلع رحلة للسماء.. قابل أحسن ابتسامة.. واسمع أحسن دعوة».. تلك كانت بداية الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وجمعنا ٣٤ مجموعة، وقمت بإعادة نشر الفكرة واشتراكها خمسون جنيهًا، وطالبت من تعجبه الفكرة بنشرها لتصبح المجموعة ٣٥، إلى أن وصل العدد إلى ٢٤١ مجموعة، وحدث الانتشار من أسوان إلى الإسكندرية، فقمنا بوضع الخريطة أمامنا، حتى نتمكن من تغطية معظم مصر، فكان من منطقة واحدة يخرج أكثر من مجموعة، فكنا نوزعها على الأماكن المجاورة والتى ليس بها أحد.
ووصلنا إلى ٢٠٠٠ متطوع، وإلى ٧٠٠٠ منتفع، فى شهور قليلة، وكانت تصل إلينا رسائل من البعض يعلن إعجابه بالفكرة، ويريد أن يرسل لنا تبرعات؛ فكنا نرفض ونطالبه بأن يجمع أصحابه ويقوموا بالتنفيذ، وإطعام من حولهم وبخاصة فى المحافظات.
إعداد الوجبات
عمن يقوم بطهو الوجبة وتحضيرها، قال: هناك من يتبرع بالمال وهناك من يتبرع بالطبخ، وفى بعض الأوقات يكون هناك عدد من المشاركين فى الوجبة الواحدة، فكل سيدة تتميز بنوع من المأكولات تقوم بتجهيزه. فهناك من يستطيع المشاركة فى التكلفة، ولكنه لا يستطيع أن يقوم بالتوزيع، وهناك من لا يستطيع أن يدفع التكلفة فيقوم بالتوزيع، فكل مجموعة متكاملة، فلم تعد فكرة الاشتراك مهمة، وهناك من يتبرع فى إحدى المرات باللحوم وآخر بالفاكهة.
بدون عنوان
يقول «الشارع» ملوش عنوان، فقاطن الشارع غير مقيد برقم مبنى أو شقة، ولكنه حر طليق اليوم يكون بالهرم وغدًا فى السويس، وخلال خدمتنا هناك أشخاص تربطنا بهم الخدمة منذ عشرين عاما، وآخرون أيام وشهور وأسابيع، واليوم من الممكن أن نلتقى بآخر جديد.
فريد وعبده
عنوانه الشارع.. فكل الشوارع مسكنه، الشارع ملكه، فما الذى يجبره على أن يستقر فى شارع واحد، وأثناء حديثه تداعب مخيلته شخصية قابلها فى الشارع أثرت فيه، ويعود ويستكمل؛ فيقول: فى أحد الأيام قابلت «فريد» وكان شخصا غريبا، وبالفعل «فريد» وكان كل أعضاء الفريق الذين ترددوا عليه لمدة ستة شهور، قالوا إنه إنسان غير عادي، ظل يعطينا دروسا مفيدة فى خدمتنا، على الرغم من أنه كان مشردا فى الشارع، ويبتسم ويزيد «فى الشارع بنقابل المسيح»، ليذكرنى بتلك الترنيمة التى غناها الشباب على موسيقى «الراب»، والتى تقول: «المسيح مش ف الكنايس فالشوارع هتلاقوه».
وأضاف يختفى فريد، وفى نفس المكان ظهر «عبده» ليستكمل الإرشادات، وكانت أعظم الكلمات التى قالها لنا: «أنتم مش بتدو المحتاج، أنتم بتعطوا العلي، فاهتموا بالعبد»، وكان يرفض أن يأخذ مساعدات، وتفاجأنا أنه يعرف من سبقه «فريد»، وكان يعرف كل الأحاديث التى دارت بيننا، وعندما كنا نسأله: هل أنت مستريح فى الشارع، وهل لو قمنا بتوفير حجرة صغيرة لك هل هذا سيكون أفضل، فيرد لا أنا لى مكان آخر، ولكن الظروف دفعتنى أن أكون فى الشارع، ساعدوا المحتاجين «أنا مش محتاج».

مركز الرحمة والنور
يؤكد القس فهمى أنه لم يعد هناك قيد للمجموعة، فكنا فى البداية نشترط أن يكونوا ١٤ شخصا، وأن يدفعوا اشتراكا ٥٠ جنيها، اليوم سعينا أن نقوم بعمل مؤسسة وفق قانون وزارة التضامن الاجتماعي، لاستضافتهم فى مبنى «مأوي» تحت إشراف الوزارة، فعرضت عليهم الفكرة بعمل «مركز الرحمة والنور» للإغاثة، على أن يتم عمل خط ساخن يستقبل مكالمات طوال أربع وعشرين ساعة، للإبلاغ عن مشردين بلا مأوي، ولكن بعدها خشيت أن أتهم بالتبشير والتنصير، لجأت إلى جمعيات إسلامية وعرضت عليهم الفكرة لنقوم بتنفيذها معًا، فإن كان المشرد «مرقس» نأخذه الكنيسة، ولو كان المشرد «محمد» تتولى الجمعية الإسلامية شئونه، على أن تكون المساعدة من عندنا وهم يقدمونها للمحتاجين.
قانون لحماية المشردين
بعد ذلك توجهنا إلى الوزارة وعرضنا الفكرة، وهنا كانت العقبة أنه فى حالة تنفيذ تلك الفكرة، كان لا بد أن يكون هناك «قانون لحماية المشردين» على غرار قانون حماية الطفل، وهو يغطى أطفال الشوارع أقل من ١٨ عاما، فكل من هم أكبر من ذلك فى حالة مساعدتهم والاحتفاظ بهم فى مكان ستكون جريمة، فالمشرع المصرى قال إن جريمة الخطف هى «الاحتفاظ بشخص دون رغبته، ودون أهليته»، وهؤلاء عديمو الأهلية، ففى حالة أن قمت بأخذه لينام مكان هذا يعنى أننى قمت بخطفه.
وأشار إلى أن هناك حساسية خاصة فى التعامل مع السيدات، هذا سوف يسبب نوعا من القلق، واليوم لكى أقوم بعمل مشروع قانون ونعرضه على الوزارة، وتقوم الأخيرة بعرضه على مجلس النواب، هذا أمر متعب جدًا وسكة طويلة، ومن هنا قامت الوزارة بتقديم اقتراح بعمل «مركز الإنقاذ العاجل»، ويكون مركزه الوزارة، وهذا تم فى البداية للأطفال ثم للمشردين، وتواصلنا مع الوزارة. وبعد التواصل قالت الوزارة إننا نعتبر أنفسنا متطوعين، على أن تتولى الوزارة تدريب الخدام، ولمواجهة التساؤلات التى قد تواجهنا خلال الخدمة.
50 الف جنية
عن عمل «مؤسسة» قال: بعد تغيير عدد من القوانين، فهناك قانون يلزمنى بأن أدفع ٥٠ ألف جنيه كتأمين، وهذا لا يتوافق مع إمكانياتنا كخدمة، فهؤلاء المتبرعون إمكانياتهم يوما بيوم، فهناك العديد من علامات الاستفهام، وعليه فنحن سنسير كما هو عليه، إلى أن يتم عمل قانون يساعدنا.

معوقات وشائعات
فى بعض الأوقات يقابلنا عدد من المعوقات، فالبعض قد يقلق من تواجدنا وتواصلنا مع الناس، وكل محق فى ظل الظروف وترويج الشائعات، الناس لم تعد تفهم من يسرع إلى مصلحته الشخصية، ومع هذا لا أنزل من الميكروباص فى كل مرة حتى لا يسيء البعض فهم الموضوع، فبالنسبة إلى أن أجمع هؤلاء المشردين فى مكان واحد، يعد أكثر توفيرًا من حيث الإمكانيات المادية، والعضلية ونوعية الخدمة، ولكن هذا أعتقد سيتطلب الكثير من الوقت لتنفيذه. وعن لقاءاته بـ ٢٤١ مجموعة، قال القس يوسف فهمي: أغلب هؤلاء لا أعرفهم شخصيًا، فأنا على علاقة بـ ٤٠ مجموعة، وشاركتهم الخدمة والنزول إلى الشارع، ولكن هناك ٢٠١ مجموعة لم ألتق بهم من الأساس، عرفتهم عن طريق «الفيس بوك»، من الممكن أن تكون مجموعة مكونة من أسرة واحدة تقوم بشراء وجبات جاهزة وتوزعها بنفسها.
ويختتم، اليوم فريق الخدمة حقق انتشارا من الواحات إلى الإسكندرية لسيناء، ولم تعد هناك شروط للخدمة، فقد فتحنا المجال أمام الجميع حتى نتمكن من تقديم خدمة مميزة.
وقال إن خدمة مرضى «الجزام» تعد من أصعب الخدمات التى نقوم بها كفريق، نظرًا لخصوصية حالة المصابين به، ممن صار لزاما عليهم أن ينعزلوا عن المجتمع، نظرًا لشعورهم بالخزي، ومنهم من أصيب بتشوهات ولا يشعر بالقبول إزاء نفسه.
وأضاف القس يوسف فهمى أن خدمة «إطعام المشردين فى الشوارع» ليست الوحيدة التى يقدمها فريق كنيسة العذراء، مشيرًا أن هناك زيارات دورية لمرضى الجزام، وتتم الزيارات بصفة دورية يتفقد خلالها الحالات، بعد أن يخضع الفريق للتوعية من خلال العاملين بالمستشفى.
وتتكون المستشفى من ثلاثة مبان وبخارجها «مدينة الجزام»، وهى مخصصة لهؤلاء الذين تلقوا العلاج كاملًا فتعد المدينة بمثابة منطقة للاستشفاء، مشيرًا إلى أنه يتضح لك من الوهلة الأولى أنهم كانوا مرضى جزام فبعضهم فقد أنفه وآخر فقد جزءا من أطرافه، يعيشون فى عزلة عن المجتمع.
وعن الخدمة التى يقدمها الفريق قال إن مجرد زيارتنا لهؤلاء شبه المنسيين من المجتمع وفى بعض الأوقات من ذويهم، يكون لها تأثير عميق فى نفسهم وتعزز قدرتهم على استكمال المرحلة، مشددًا على أن العامل النفسى هو هدفنا الوحيد، فهؤلاء فقدوا شهيتهم وقدرتهم على التواصل مع المجتمع، وأصبحت كل النوافذ مغلقة فى وجوههم، فلا نسعى إلا لأن نجعلهم يقبلون بالأمر الواقع ويعيشون ما تبقى من حياتهم فى نوع من السعادة، وهذا أمر فى غاية الصعوبة، أن تتحدث مع شخص لا يقبل أن يرى وجهه عن السعادة، ولكننا نستعين بأطباء نفسيين يعاوننا على التعامل مع الموقف وانتقاء ألفاظنا والتى من الممكن أن تكون جارحة فى بعض الحيان.
وشدد فهمى على أن أولويتنا فى تلك الزيارة هى عمل قداس مجمع للصلاة، يجمع الأقباط منهم، وعمل برنامج ترفيهى للجميع، وقد نذهب محملين ببعض الهدايا، لتخفيف وجعهم وعزلتهم. وعن الخدمات الأخرى التى يقوم بها الفريق فى خدمة المجتمع قال كاهن كنيسة العذراء بالمنصورية، إن هناك فريقا آخر يقوم بزيارة مرضى السرطان، وخاصة مستشفى ٥٧٣٥٧ للأطفال، وتتم بصفة دورية.
ولدينا نوعان من الزيارة الأولى لمن يتلقوا الجرعات العلاجية «كيمائى – إشعاع» وخلالها يتم تقديم هدايا وفق حالتهم المرضية باتباع تعليمات المستشفى، فيتم تقديم لعبة بلاستيكية، وحلوى بدون شكولاتة.
والزيارة الثانية تخصص للأطفال المقيمين بالمستشفى، ويتم عمل احتفال لهم بداخل المستشفى، فيها يتم استخدام كل الوسائل المبهجة للتخفيف عنهم، منها مسرح للعرائس وتقديم مسرحية، وألعاب أخري.
وعن علاقتهم بالمستشفى قال إنه فى بعض الأوقات تأخذنا المشاغل فقد نتأخر عن الزيارة، يفاجئنا تليفون من المستشفى، يسأل علينا وعلى سبب تخلفنا عن الزيارة، مؤكدًا أن تلك الزيارات تترك أثرا إيجابيا فى نفسية الأطفال وهو ما يساعدهم على الشفاء ويتم تحديد موعد للزيارة المقبلة. وعن تمويل تلك الزيارات قال: كل خدمة نقوم بها قائمة على التمويل الذاتى فعندما نستهدف المستشفى نعلن أن هناك رحلة لمستشفى سرطان الأطفال وأن اشتراكها ستون جنيهًا على سبيل المثال، وهذا المبلغ يتم تخصيصه للهدايا، ونستقطع منه ثمن وسائل المواصلات، مشيرًا إلى أن كنيسته فقيرة فمن الممكن بعد شهر يتم فتح صندوق التبرعات فيكون بها حوالى ١٨٠ جنيها لأن شعب الكنيسة إمكانياته محدودة. واستكمل فهمى كما نقدم خدمة أخرى وهى «رعاية المسنين» وهذه الخدمة تكون على مستويين الأول زيارة دار المسنين وعمل حفلات ترفيهية لهم. والمستوى الثانى لخدمة المسنين هو تبنى كبار السن الذين يعيشون فى بيوتهم ولا يرافقهم أحد، وعلى سبيل المثال هناك سيدة تسعينية تدعى «أم محفوظ» لديها ثلاثة أبناء اثنان منهم هاجرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وابنة تسكن فى منطقة بعيدة عنها، وهى طريحة الفراش، وهناك خادمات يزرنها بانتظام منهن فريق الإشراف الطبى ويتكون من «ممرضة أو طبيبة» وأخريات يهتممن بنظافتها الشخصية، وكل يوم هناك من يقوم بالمرور عليها لإطعامها، وأنا ككاهن تكون وظيفتى أن أصلى معها وأطمئن على حالتها الروحية.