انتهت فعاليات الدورة الــ 24 من مهرجان القاهرة
الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي بحلوها ومرها وقد تراوحت فيها آراء الجمهور بين
ما هو سلبي وما هو إيجابي؛ في دورة كانت جميع المسارح كاملة العدد في أغلب عروضها؛
وفي هذا التقرير تستعرض "البوابة" آراء أبرز المسرحيين حول المهرجان
للوقوف معهم على أدق الإجابات التي يمكن الرد بها على كم تساؤلات كبير تردد بين
أفواه رواد المهرجان دون العثور على إجابات من بينها ماهية التجريب والمعاصرة ولماذ
انهى المهرجان التسابق ولماذ لم يعود إلى مسماه ونظامه السابق وكيف يواكب المسرح
المصري العالمية؛ وإلى آخره من الأسئلة.
"العصفوري" يعترض على إضافة كلمة "المعاصر" إلى المهرجان
التجريبي
وقد اعترض المخرج المسرحي الكبير سمير العصفوري على إضافة اسم
"المعاصر"
لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والذي انتهت مساء أمس فعاليات دورته
الــ 24 مشيرا إلى ان المصطلح مطاط وغير مفهوم؛ وأوضح "العصفوري" أن كلمة
"معاصر" تشير إلى أي شكل من أشكال المسرحيات تعرض في الوقت الراهن أي ملتزمة
بعصرها؛ وهذا ليس له علاقة بالتجريب؛ وقال: إن مهرجان المسرح التجريبي دائما يعرض لنا
ما انتهى إليه المسرح العالمي من أفكار وابتكارات فنية حتى يمكن الجمهور المصري
وشباب المسرحيين من التعرف على آخر مستجدات ذلك الفن موضحا أن التجريب عبارة عن
تجربة لم تستقر وتصبح قاعدة حيث إنه محاولات تشكل خطوات المسرح القادمة؛ وعن تاريخ
المهرجان؛ قال: إنه أثر منذ ثلاثين عاما ماضية على جيل كبير من المسرحيين بفضل تنوع
عروضه والأبحاث التي تتناول قضايا جديدة في المسرح.
عمرو دوارة: الكتب المترجمة هي الثمار الحقيقية التي اقترفناها
فيما يرى المخرج المسرحي عمرو دوارة أن أبرز منجزات المسرح التجريبي على
منذ انطلاقته الأولى هي إنتاجه عدد من الكتب المسرحية القيمة والتي وصل عددها إلى
ما يقرب من 400 كتابا موضحا ان الكتب مترجمة وكان يقوم بترجمتها مركز الترجمة
واللغات بأكاديمية الفنون ، ويقوم بمراجعتها مجموعة من المسرحيين، وهذه الكتب تعد
من أهم المترجمات المسرحية فى المكتبة العربية نظرا لاختيار موضوعاتها بعناية جيدة
ومعظمها كتابات حديثة سواء فى النقد والتنظير أو فى بعض المسرحيات الابداعية؛ ومن
وجهة نظر "دوارة" يرى أن من سلبيات المهرجان تعزيز دور المسرح الجسدى
والمسرح الراقص على حساب مسرح الكلمة الذي تحتاجه الدول العربية أكثر لأنه هو مسرح
القضية من الدرجة الأولى.
"السلاموني" يكشف سر إدخال كلمة "المعاصر" على اسم المهرجان
وردا على وجهة النظر السابقة؛ يوضح الكاتب المسرحي الكبير محمد أبو العلا السلاموني عضو لجنة المشاهدة بالمهرجان هذا العام سر إضافة ذلك المصطلح على اسم المهرجان التجريبي؛ فقال أنه منذ أولى انطلاقات ذلك المهرجان أحدث حراكا في الوعي المسرحي المصري لدرجة دفعت المخرجين الشباب إلى الأقبال على الشكل التجريبي للمسرح وغض النظر عن التجربة المسرحية التقليدية والكلاسيكية؛ ما على كافة العروض المشاركة صبغة نوعية وجعلها محنحصرة في هذا الشكل؛ فأرادت إدارة المهرجان فتح باب التنوع في العروض المشاركة من خلال إضافة ذلك المصطلح؛ وأضاف أن الهدف الرئيسي للمهرجان تقديم آخر مستجدات المسرح العالمي وما آل إليه الأمر سواء على مستوى التجريب أو التقليد.
تامر كرم: مهرجان المسرح التجريبي والمعاصر يفقد
بريقه
وقد توقع المخرج المسرحي تامر كرم تراجع دور المهرجان خلال السنوات المقبلة
بسبب بعض السلبيات التي تحدث؛ وأفصح "كرم" عن أبرز هذه السلبيات؛ حيث
قال إن المهرجان التجريبى سوف يفقد بريقه نظرا لأنه يقدم نفس الضيوف على مستوى الدورات
السابقة، وكذلك الوفود المشاركة تحرص كل منها على تقديم عرضها فقط ثم تلجأ بعد ذلك
إلى الرحلات والترفيه والابتعاد عن المسار الحقيقى ألا وهو تبادل الثقافات بين
الفنانين وبعضهم؛ ومع ذلك يرى أن المهرجان التجريبى لابد من تواجده وبشدة، لانه
يحمل الكثير من العروض المسرحية الهامة التى يستفيد منها الكثير من مختلف الدول
وتبادل الثقافات بين هذه الدول وبعضها.
محمد سعد: المسرحيون المصريون لديهم شغف التعرف على التقنيات الحديثة
فيما قال الفنان محمد سعد مهندس الديكور المسرحي: أن المهرجان التجريبى ذات أهمية كبرى ينتظره الكثير من المسرحيين للاطلاع على الوسائل والادوات الحديثة فى مختلف العرض، كما شاهدت بعض منها من خلال هذه الدورة وانها تستخدم أدوات بسيطة من الديكور بحيث انها تغطى فكرة العرض ذاته، مع استخدام التعبير الجسدى أكثر وكذلك الملابس أيضا تلعب دورا هاما فى هذه العروض؛ وأضاف أن الدول المشاركة لا تحمل إلا الأدوات البسيطة نظرا لانتقالهم من دولة الى أخرى، فبالتالى تعتمد الفرق على فكرة العرض والتعبير الجسدى، كما توجد مستويات متفاوته فى الفرق المشاركة على مستوى احترافى جيد، بالإضافة الى بعض العروض الضعيفة ايضا، فيرجع النظر الى فكرة التنوع وتبادل الثقافات على مستوى الحركة المسرحية فى مختلف دول العالم؛ فيما لعبت الإضاءة دورا هاما فى العروض المشاركة.
سامح مهران يكشف سر إلغاء التسابق
كشف سامح مهران رئيس المهرجان عن سر إلغاء التسابق من الدورتين الــ 23
والـ 24 من المهرجان عكس ما كان يحدث في السابق؛ حيث قال إنه هناك عدد من المهرجانات
حول العالم قامت بهذه الخطوة قبلنا؛ مشيرا إلى أن أغلب الفرق المشاركة في المهرجان
رحبت بهذا النظام الجديد؛ مضيفا؛ أن إلغاء نظام التسابق يهدف إلى إزالة روح الفرقة
والصراع بين الدول وبعضها وهذا يعد رسالة من الممكن عكسها على الواقع السياسي
أيضا؛ موضحا ان بث مثل هذه الرسائل نضعها على عاتقنا كمثقفين تنويريين.
ناصر عبد المنعم: مصر في حاجة إلى جهاز هولوجرام لعرض المسرحيات
الحديثة
وعن غياب دولة إيطاليا عن المشاركة في المهرجان قال المخرج ناصر
عبدالمنعم رئيس لجنة المشاهدة للعروض العربية والأجنبية، أن إيطاليا قد تقدمت للمشاركة
بعرض متميز اسمه "بنوكيو" تم اختياره من قبل اللجنة، إلا أن التقنيات
المسرحية لدور العرض المصرية حالت دون استضافته، نظرا لأن هذا العرض يحتاج إلى
جهاز "هولو جرام" وهو أحد الأدوات المتقدمة فى المسرح، ولا يتوفر لدينا
وكان شحنه صعبا للغاية، ولذلك قدمت الدولة اعتذارها عن المشاركة بهذه الدورة.
