السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مخاوف في إيران وتركيا من عدوى "الانفصال"

طهران تخشى من علاقة إسرائيل بالأكراد

الرئيس التركي، رجب
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مستشار «خامنئى»: يجب إزالة وصمة العار من العالم الإسلامى

بعد انتهاء استفتاء انفصال كردستان العراق عن البلاد بنسبة موافقة تعدت الـ٩٢٪، أصبح جليًا للجميع أن منطقة كردستان العراق التى تشمل عدة مدن هامة أبرزها «كركوك» و«أربيل»، أصبحت مناطق منفصلة كليا عن العراق، وهذا بعد أن صوت عدد ليس بالقليل وهو ٣ ملايين كردى على هذا الاستفتاء الذى وقع يوم الاثنين الماضي، ونشرت نتائجه الأربعاء.
هذا الأمر وضع العراق فى موقف محرج، وهو ما أكدته مجلة «تايم» الأمريكية، حيث قالت إن العراق يتأرجح على حافة أزمة سياسية، بعد أن أعلنت المنطقة الكردية الشمالية فى البلاد الأربعاء الماضي، أن أغلبية ساحقة من الناخبين أدلوا بأصواتهم لصالح الاستقلال عن بغداد.
هذا الاستفتاء أثار إنذارات الاستقلال فى إيران وسوريا وتركيا، حيث تتصارع السلطات مع الحركات الانفصالية الكردية المحلية هناك.
الحكومة العراقية بدأت فى اتخاذ إجراءات ضد هذا الاستفتاء، وكان أولها إعلان الحكومة العراقية فرض منطقة حظر جوى على إقليم كردستان.
رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قال أيضًا إن الحكومة الاتحادية ستفرض حكم العراق فى كل مناطق إقليم كردستان بقوة الدستور، وكل تلك الأمور تشير إلى بداية أزمة حقيقية قد تعصف بالعراق، الذى تحررت معظم مناطقه من تنظيم داعش الإرهابي.
تحركات إيرانية 
ومن العراق إلى إيران، فأكراد إيران تأثروا مما جرى فى العراق، وكان رد فعلهم أن احتفل الآلاف من الأكراد بالتصويت فى الشوارع فى تضامن مع الأكراد العراقيين، وهو تحدٍ ينذر بأزمة جديدة مع الحكومة فى طهران.
وردا على هذا، قال المجلس الأعلى للأمن القومى الإيراني، وهو الجهة المسئولة عن صياغة الاستراتيجية الأمنية للبلاد، إنها ستوقف جميع الرحلات الجوية من وإلى المطارات الرئيسية فى إقليم كردستان والسليمانية وأربيل، حيث قالت طهران: «إن المجلس اتخذ هذه الخطوة بعد أن طلبت منه بغداد القيام بذلك».
وفى هذا، قالت مجلة «فورين أفيرز»، إن الاستفتاء الكردى قد يكون مجرد أكبر تحد فى إيران فى الآونة الأخيرة بجانب الاتفاق النووى مع الولايات المتحدة.
والعلاقات بين الدولة الإيرانية والأكراد الآن ليست على ما يرام، فما يحدث الآن فى العراق من السعى للانفصال أمر يزعج نظام المرشد الأعلى، آية الله على خامنئي، الذى يرى أن انفصال الأكراد عن العراق أمر يجب القلق بشأنه.
إيران لديها علاقة طويلة الأمد مع الأكراد العراقيين، وهى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى يحافظ فيها عدد كبير من السكان الأكراد على علاقات لائقة معها، وأعطت إيران للأكراد مزيدا من الاهتمام منذ عام ٢٠١٤، عندما أيدت بعض الجهود الكردية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقبل الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩، قدم الشاه الدعم للأكراد فى العراق، وفى تلك السنوات، أيدت إيران، التى انضمت إليها إسرائيل والولايات المتحدة، تمردا كرديا ضد حكومة «البكر» فى العراق، فى ذلك الوقت، وكان دعم طهران للأكراد يخدم أغراضًا رئيسية، منها مخاوف الشاه محمد رضا بهلوى حينها ومعه الولايات المتحدة من انتشار الشيوعية فى الشرق الأوسط.
ويقول لقمان سوتوده، وهو كردى إيرانى بارز: «هناك ثقة جديدة بالنفس لدى الأكراد، العالم كله وقف ضد الاستفتاء، لكن الأكراد عقدوا ذلك بغض النظر». 
وأعرب رجال الدين الحاكمون فى طهران عن سخطهم وهددوا بسحق تجربة الأكراد فى الحكم الذاتى فى العراق.
وقال على أكبر ولايتي، مستشار الزعيم الأعلى فى بلاده: «إنه يجب إزالة وصمة العار هذه من العالم الإسلامي».
وتخشى إيران أيضا من أن يلجأ خصومها وأبرزهم إسرائيل إلى استخدام كردستان العراق حال استقلالها كنقطة انطلاق لإثارة المشاكل عبر الحدود فى إيران، مثلما تستخدم إيران، حزب الله اللبناني، لتهديد إسرائيل وفق مزاعمها عبر شمالها الحدودى. 
وعلاوة على ذلك، فإن إيران لديها العديد من الجماعات العرقية الأخرى، منها الأتراك الأذربيجانيون، والبلوشيون والأقليات الأخرى، الذين يشكلون ما يقرب من ثلث الدولة الفارسية الإيرانية.
أكراد تركيا يتأهبون
أما فى تركيا، فكان الخبر لأكراد البلاد بمثابة الشرارة التى سينطلقون منها فيما بعد للمطالبة بهذا الأمر، الذى ينادون بها منذ فترة ليست بالقليلة.
وبتلك الخطوة، فإن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أصبح فى موقف صعب للغاية، فمساندته للتنظيمات المتشددة واضطهاده للأكراد أدى إلى مقتل العديد من ضباط الجيش فى بلاده نتيجة الصدامات المسلحة، وأيضا إمكانية أن يحذو أكراد تركيا حذو نظرائهم فى العراق، وأن يقوموا باستفتاء للاستقلال بجنوب تركيا مثل مناطق غازى عنتاب، وغيرها من المناطق التى يستوطن بها الأكراد.