السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شغلتك إيه .. لا مؤاخذة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما لأول مرة يقف قلمي ضد إرادتي مجمدًا حبره ومعطلا سنه، رافضًا أن يقَع في معصية كتابة هذا المقال، حاولت أن أُثنيه عن فعلته، إلا أنه قال لي ستكتب بي عبارات لا أحب أن تسجل في صحيفتي، أريد أن أحشر مع من أوتي كتابه بيمينه "هاؤم أقرءوا كتابيه" فسنوني ناصعة البياض، لن أسمح لك أن تدنسها بالكتابة عن هؤلاء. 
حاولت أن أكتب به عُنوة، تارة أمسكه ما بين الإبهام والسبابة والتلويح به في الهواء يمينا ويسارا ليسيل حبره، وتارة أخرى أغرس سنه في الورقة والشخبطة لتدور البلية إلا أنه أبى واستعصى. 
فتح قلمي قلبه معي قائلا: "بلاش تتكلم فى الموضوع"، لأن كل محاولاتك غالبا ما ستواجه بالصد والنقد الذى يصل حد التشويه لمن يتحدث فيه أو يطرحه، تخوفاً من أن يلصق بالمجتمع المصرى وصمة عار كتلك التي تنتوي التحدث عنها.
ثم فاجأني قائلا: اسْتخدَمني الكثيرون غيرك في معالجة هذه القضية، وأخذوا يطرحون المشكلة ويبتكرون لها حلولا، حتى جف حبري وخارت قوى سني، وفي الختام لا المشكلة انتهت ولا الحلول أخذت في الاعتبار.
ومن يومها وأنا تُبت إلى الله، وندمت علي ما فُعل بي، قائلا: أي القلم "صديقي لا يلدغ القلم من جحر مرتين" ثم قال رسالته الخاتمة قبل أن يسْكن "اللبيسة" مرة أخرى "إكف علي الخبر مجور" واكتب في حاجة تانية. 
من هنا بدأت أفكر كيف لهذا القلم "الجماد" أن يَمِل؟ ألهذه الدرجة الظاهرة مستفحلة؟ وهل حلولها مستعصية؟ ولماذا نبقى نحن لدينا مهارة دفن الرءوس فى الرمال؟ على أمل أن تَختفى الظاهرة إلى الأبد، فقررت أن ألجأ إلى مفاتيح الكيبورد لأكتب مقالي عن العالم الخفي للعلاقات المشبوهة.
القصص والفضفضات الجنسية كثيرة، وصفحات الحوادث بالجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي خير شاهد عليها، وربما لدى مباحث الأداب أساطير تتجاوز الخيال عنها، إلا أنها دائما تكون بسرية تامة وفي الخفاء. 
أما أن الشواذ يتجرءون ويتاجرون جِهارا نِهارا بأجسادهم كالساقطات، لتصبح مهنة من لا مهنة له، فيمارسون الدعارة بأسعار تفوق الساقطات من السيدات، لتختلف تسعيرة الشاذ "رجل أو امراة" مقابل ممارسة الشذوذ معه كونه فاعل أم مفعول به أو الاثنين معا!. 
ففضيحة الأحضان الساخنة، ورفع علم المثليين، ومط شفايف الشواذ لبعضهم البعض، حتى كادت تصبح مثل خرطوم الفيل، خلال حفل ميوزك بارك بالتجمع الخامس والذي أحياه فريق "مشروع ليلى" صاحب السمعة الشواذية، زمجر ضميري المهني لدق أجراس التنبيه من خطورة هذه الظاهرة، التي تبدو في نظر الشواذ عادية.
دعوني أبادلكم تساؤلا ربما قفز إلى أذهانكم مباشرة عقب متابعتكم لهذا المشهد المأسوي، أين أباء هؤلاء "الدكر والنتاية" من الشواذ وأمهاتهم وأخواتهم والجيران وووووو..؟ من جهرهم على الملأ بشذوذهم! وكيف كانت ردة فعْلتُه عليهم؟ وهل نزلت على رءوسهم كالصاعقة ؟ أم استقبلوها استقبال الفاتحين؟
ثم يبرز السؤال الأهم، هذا الشاذ الذي فضحته عدسات الكاميرات وشاشات التليفزيون، وهو يمصمص شفايف صديقه، ويتفاخر بأنه فاعل وليس مفعولا به، أو مفعول به وليس فاعلا، أو أنه الشاب العتي الذي يجمع الفاعل والمفعول، إذا قرر أن يتقدم لفتاة طالبا يدها من أهلها ماذا سيقول؟
طيب إذا كان الشاذ متزوجا! وزوجته لا تعرف أنه "سيس"، ماذا سيقول لها بعدما فُضح أمره؟ وكيف تواجه المسكينة أهلها وصديقاتها وجيرانها ووووو .... إلخ؟ إنه العار والخزي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
طيب إذا كان الشاذ له أولاد! وكانوا يرون فيه القدوة الحسنة والمثل الأعلى ويتفاخرون به أمام زملائهم وجيرانهم، ما هو موقف الأولاد أمام هؤلاء وماذا سيقولون للمحيطين بهم سواء في المدرسة او الجامعة او العمل.
المسألة إنسانيا وأخلاقيا ممجوجة ومقززة فضلا عن الرأي الشرعي فيها،حيث قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (19) سورة النور،فكيف يرضى إنسان كامل الأهلية علي نفسه بأن يجعلها سلعة تباع وتشتري في سوق النخاسة، ويجعل لممارسة الرذيلة ترخيصا ومقابلا؟
أسئلة كثيرة تدور في ذهني ولا أجد لها إجابة، هل من مجيب؟